رغم الأزمة المالية الخانقة والتقشف والغاء بدل غلاء المعيشة للمواطنين .. ابن سلمان يأمر بتسريع إنجاز “بوابة الدرعية” بـ 20 مليار دولار!!
التغيير
أمر محمد بن سلمان، المخططين للمشروع السياحي والثقافي "بوابة الدرعية" الذي سيقام في العاصمة الرياض، والذي سيكلف 20 مليار دولار، بالتحرّك "بأسرع ما يُمكن، وعدم التباطؤ"، رغم الأزمة المالية الكبيرة التي تعانيها المملكة، وذلك وفقاً لما أكده الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المشروع جيري إنزيريلو.
وفق تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، الجمعة 3 يوليو/تموز 2020، فإن المملكة ستواصل دفع مشروعها السياحي، آملةً انتعاش إنفاق المستهلكين المُتراجع بعد انحسار الجائحة العالمية، كما أن العديد من أجزاء المشروع ما تزال تحت الإنشاء، ومن المنتظر الانتهاء من المرحلة الأولى بنهاية عام 2023.
جيري إنزيريلو، قال في مقابلةٍ أجراها هذا الأسبوع قال: "نحن لا نعلم التأثير الاقتصادي لكوفيد خلال 12 أو 24 أو 36 شهراً. ولكن يُمكنني إخباركم بما أعرفه من جلالة ابن سلمان: لن يُؤثّر ذلك على تخطيط مدينة الرياض الرئيسية".
وتواجه أكبر الدول المُصدّرة للنفط في العالم أزمةً مزدوجة بعد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، إلى جانب اضطرابات سوق الطاقة، التي أوقعت الحكومة في مأزق، مع عجز موازنة قد يصل إلى 15% من إجمالي الناتج المحلي للعام الجاري, إذ ضاعف المسؤولون خططهم للاقتراض وطبَّقوا سلسلةً من التدابير التقشفية، منها زيادة ضريبة القيمة المضافة من 5% إلى 15%، لدرجة أن بعض برامج خطة الأمير محمد لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط تعرّضت لخفض النفقات.
لكن الحكومة ما تزال تستثمر بكثافة في عناصر أخرى من خطة الأمير، التي تُسمى "رؤية 2030". إذ أعلن المسؤولون رسمياً مؤخراً عن صندوق لتطوير السياحة بقيمة أربعة مليارات دولار، كما يمضون قدماً في العديد من المشروعات الضخمة.
قال الرئيس التنفيذي لمشروع القدية، المدينة الترفيهية بالقرب من الرياض، لصحيفة The National الإماراتية، إن المشروع سيلتزم بجدوله الزمني الأصلي، وسيشهد "تصعيداً سريعاً" في عقود الإنشاء الممنوحة هذا العام.
لكن الجهود المشابهة كافحت من أجل الانطلاق، في الماضي، مثل المنطقة المالية بتكلفة 10 مليارات دولار في العاصمة.
وتهدف "بوابة الدرعية" إلى تحويل موطن أجداد العائلة الملكية إلى وجهةٍ سياحية وثقافية وترفيهية مترامية الأطراف، مع 20 فندقاً و12 متحفاً وملعب غولف مبنيّ قرب أحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي. ويُمثّل المشروع أولويةً كبرى للملك سلمان عاشق التاريخ المحلي، ونجله الأمير محمد الحاكم الفعلي للمملكة.
مصدر التمويل
ستأتي الأموال اللازمة لبناء المشروع من خزائن الحكومة وأموال المستثمرين السعوديين والخليجيين والأجانب، ولكنّ تردّدهم في ظل المناخ الحالي قد يدفع بالدولة إلى تخصيص الأموال؛ من أجل إنجاز المشروع بسرعةٍ أكبر، وفقاً لإنزيريلو. وأعمال التنقيب جاريةٌ الآن، من أجل إتمام البنية التحتية الرئيسية وأول فندق.
كما أردف إنزيريلو أن تقسيم الاستثمار بين القطاعين العام والخاص حالياً في وضعية تغير مستمرة، مع تصريحات من بعض شركات الضيافة الأجنبية التي التزمت تجاه المشروع قبل الجائحة، قائلةً إنها "بحاجة إلى الانتظار حتى الخريف، للتأكّد من التداعيات الكاملة على صورة السياحة العالمية" قبل تقرير مستوى مشاركتها في الملكية. رغم أنّ هناك أيضاً اهتماماً كبيراً من جانب المستثمرين السعوديين، مع تدخُّل "كبير من كبار رواد الأعمال، والعائلة الملكية، والعائلات غير الملكية بمملكة آل سعود".
مع المضي قُدماً في الخطة الأصلية، يُراهن المسؤولون السعوديون على ارتفاع إنفاق المستهلكين على السياحة والترفيه، بالتزامن مع خروج مزيد من الناس من منازلهم. ويهدفون إلى أن تستضيف "بوابة الدرعية" نحو 100 ألف ساكن، وتجذب نحو 25 مليون زائر من السياح السعوديين والأجانب سنوياً بحلول عام 2030.
وأردف إنزيريلو: "أنا أكثر تفاؤلاً الآن مقارنةً بحالتي قبل 18 شهراً. ستزدهر صناعة السفر من جديد، أتعرفون السبب؟ لأنّ الناس لا يرغبون في الشعور بأنّهم عالقون في أماكنهم".
ارسال التعليق