سقوط عدن ضربة جدية لابن سلمان
نشر موقع المونيتور الأمريكي مقالاً تحليليًا للمحلل السابق في المخابرات الأمريكية والزميل في معهد بروكينجز بروس ريدل، تحت عنوان “الرياض تواجه نكسة في جنوب اليمن”.
ويقول ريدل في مقاله، الذي ترجمته “عربي21”، إن “انتصار الانفصاليين الجنوبيين في اليمن يعد إهانة جديدة ونكسة لجهود الحرب السعودية، وقائدها ولي العهد محمد بن سلمان، فقد خسرت حكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة من الرياض عاصمتها، ما يضعف من شرعيتها أكثر”.
ويشير الكاتب إلى أن “الإمارات العربية المتحدة، الحليف الأقرب للسعودية، مسؤولة بشكل جزئي عن مكاسب الانفصاليين الجنوبيين، ما يعني أن الحوثيين هم المنتصرون استراتيجيًا، وقام الإماراتيون ببناء وتقوية الجنوبيين على مدى السنين الماضية، وعندما قامت أبو ظبي بسحب معظم قواتها من الميناء شعر الانفصاليون بالحرية للتحرك ضد حكومة هادي، واستطاعوا الانتصار بسرعة”.
ويقول ريدل إن “السعودية ستحاول تجاوز النزاع داخل التحالف المعادي للحوثيين، إلا أن الضرر قد لحق بحكومة هادي الضعيفة، وكذلك التحالف السعودي- الإماراتي”.
ويعلق الكاتب قائلا إن “الفشل الأخير هو واحد من سلسلة أخطاء استراتيجية للقيادة السعودية، فالرد الأوّلي على دخول الحوثيين مدينة صنعاء هو محاولة خرقاء من الجو لهزيمتهم، فلم يكن لعملية عاصفة الحزم أي نصيب من اسمها، وكان غياب الأهداف الحقيقية واستراتيجية الخروج باديا منذ البداية لحلفاء السعودية، مثل باكستان وعمان اللتين قررتا عدم المشاركة في الحرب، كما كانت إدارة الحرب الضحية الأولى لزعيم عديم الخبرة”.
ويلفت ريدل إلى أن “العملية انتهت إلى مستنقع له آثار إنسانية كارثية على الشعب اليمني، وتضرر الأطفال تحديدًا بسبب فقر التغذية والأمراض التي حرمت الملايين منهم طفولة طبيعية، أما الآثار طويلة الأمد على جيل من الحرب فقد بدأت تظهر، ويتحمل السعوديون نصيب الأسد من هذه الكارثة التي حلت بأفقر بلد عربي”.
ينوه الكاتب إلى أنه “كان من المفترض أن تدمر الغارات الجوية قدرات الحوثيين الصاروخية في الجولة الأولى من الحرب، إلا أن قدراتهم تطورت وبثبات مع الحرب، وها هم اليوم يستهدفون وبشكل منتظم المدن الحدودية، وأحيانا عمق المملكة”.
ويقول ريدل إن “كلفة الحرب على السعودية من الصعب تقديرها؛ نظرًا للثقافة السرية والمغلقة فيها، إلا أنه من الواضح أن السلطات السعودية حاولت منع النقد العام للحرب في اليمن، من خلال شراء دعم المدن الحدودية وعائلات الجنود والمحاربين القدماء، وتشير بعض التقارير إلى سقوط حوالي 3 آلاف جندي سعودي وجرح 20 ألفا آخرين، رغم محاولات الجيش تجنب وجود عسكري على الأرض”.
ويشير الكاتب إلى أن “ولي العهد هو المحرك الرئيسي وراء الحرب السعودية، فهو يقف حقاً وراء القرار المتهور للتدخل: خاصة الفشل في التخطيط وسوء الإدارة وتجويع ملايين الأبرياء، ولأنه يحظى بدعم والده الملك سلمان، فإن من الصعوبة بمكان مناقشة مسار الحرب في السعودية، خاصة مع الأجانب، فجمال خاشقجي الذي انتقد سياسات الأمير دفع حياته ثمنا لهذا النقد”.
ويختم ريدل مقاله بالقول إن “الشراكة الأمريكية السعودية، التي مضى عليها 75 عاما، نجت من أزمة عام 1973 و1979 وبعد 2001، وطالما حظيت بدعم نواب الحزبين، إلا أن هذا الوضع لم يعد قائمًا، وبمواصلته الحرب في اليمن فإن ولي العهد يتلاعب بعلاقة ضمنت بقاء المملكة ولعقود، وعلى الأمريكيين والسعوديين الحريصين على الشراكة التحرك ووقف هذه الحرب وحماية الأطفال”.
ارسال التعليق