علماء السوء أدوات الأنظمة القمعيّة لشرعنة جرائمها
حذّر الكاتب علي سلمان آل غراش من مغبّة مداهنة السلطة الفاسدة والتهاون في إعلان مواقف واضحة وصريحة لرفض الجرائم التي ترتكبها بحق الأبرياء، وخصّ بالذكر علماء الدين الذين عادةً ما تعتمد عليهم السلطات القمعية لشرعنة جرائمها من خلال الفتاوى والمواقف التي يمنحونها لها، كونهم الفئة الأكثر تأثيراً على أفراد المجتمع.
آل غراش وفي سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه في موقع تويتر، أدان ممارسات الحكومات الظالمة والمستبدة، التي تعتقل وتعذّب الأبرياء وتسرق الخيرات وتحرم العباد من حقوقهم، وتحاول أن تستغل كل شخص وبالخصوص العلماء والوجهاء بما يخدم مصالحها وأهدافها، مشيراً إلى أنه ينبغي الحذر كذلك من كل شخص يمدح ويمجّد سياسة السلطة البعيدة عن الحق والعدالة.
ذكر آل غراش أيضاً الإعلاميين والنشطاء الذين يظهرون في وسائل إعلام السلطة، ليمدحون الحكام الظالمين والمستبدين والفاسدين الملطخة أيديهم بقتل الأبرياء، باسم المداراة والمصالح وبتبريرات، مؤكداً أن هذه الأفعال تتنافى مع قيم الحق والعدالة، ورسالة وأخلاق الرسول الأعظم محمد (ص) والأئمة من بعده ومسيرة محبيهم الذين قدموا الأرواح لأجل التمسك بالحق.
شدّد الإعلامي على أن لا يكون المرء بوقاً لمدح الحاكم الظالم والوقوف معه مع سياستها المدمرة إعتداء وقتل، أو على أبوابها وخاصة من قبل العلماء. وذكر قول الإمام علي ابن أبي طالب عن علماء السوء: إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فقل بئس الملوك و بئس العلماء، وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فقل نعم الملوك و نعم العلماء.
وأضاف، الظالم المستبد يستمر في ظلمه لأنه لم يجد من يمنعه ويقاومه، لهذا حذّر علي ابن أبي طالب (كرم الله وجه) من السلطات المستبدة الظالمة، ومن مدحها ووضعها في محل ومقام عالي لا تستحقه لأن ذلك سيجعل الظالم يزداد في ظلمه ولن يسلم من مدحه، وعن الخليفة علي (رضي الله عنه): إذا وضعت أحدًا فوق قدره فتوقّع منه أن يضعك دون قدرك.
كما أورد، السلطات الظالمة المستبدة القاتلة تستخدم كافة الأساليب للسيطرة على الشعب، ومنها استغلال العلماء والوجهاء لسياستها، وللأسف هناك من يتنازل لها ويؤيدها ويمدحها لإنقاذ نفسه وبمبرر المصلحة العامة والمداراة وفن السياسة. ونقل عن رسول الله (ص) قوله: لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ.
علّل الكاتب السياسي طرحه بأن الأحرار يؤمنون بالحق ولا يتنازلون عنه حتى لو كلف ذلك دفع الأرواح، بينما العبيد عبيد المصالح والدنيا، يؤمنون بمن لديه القوة والسلطة الحاكم، ولو أدى إلى قتل الأبرياء، إذ إنهم لديهم لكل شيء تبرير. وبرأيه، إذا كان قتل البريء برصاصة جريمةً فإن تأييد القاتل باسم الدين (العلماء) والمجتمع (الوجهاء) جريمة أكثر بشاعة إذ من خلال ذلك يتم إزهاق الأرواح البريئة باسم الدين والمجتمع.
وعن دور العلماء عند اعتداء النظام على شعب أعزل وانتهاك حقوقه، قال الناشط علي سلمان آل غراش: العلماء الحقيقيّون الذين يتكلمون باسم الدين، ينبغي أن يكونوا أبطالاً و في طليعة رفض الظلم والفساد، والدفاع عن المظلومين، وأن يكونوا بعيدين عن أبواب السلطة وأجندتها كي لا يتم استغلاهم في تحقيق مآربها وأهدافها.
آل غراش وفي تغريدة أخرى أضاف رصاصة واحدة ربما تقتل شخصاً ولكن تأييد الجلاد بفتوى ورأي بقتل الناس فهو أعظم من الرصاصة لأنه يساهم بقتل عدد كبير من الناس الأبرياء باسم الدين والمجتمع، وضياع الحقوق.
وشدّد الكاتب على أن الحق واحد وواضح ومستقيم، بينما الظلم والطغيان والاستبداد والفساد والتلاعب والخداع والاستغلال وسياسة المصالح لها طرق عديدة وأبواب كثيرة جدا تتبدل وتغيير وتتلون وتبرر حسب المصلحة.
ختاماً، خلص آل غراش إلى أن الحريص على حماية وسلامة وطنه ومجتمعه وأمته وآخرته، يرفض: الظلم والاعتداء، والفساد، والاستبداد، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والتحرش والقتل للنشطاء الأبرياء، ويرفض شنّ الحروب العدوانيّة العبثيّة، فالحرب دمار ونار للجميع، وبالتالي عليه أن يقف مع العدل والحق ونصرة المظلومين.
ارسال التعليق