فيصل بن فرحان في عرين الأسد لإكمال مخطط ابن سلمان
وصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق، في أول زيارة يقوم بها دبلوماسي سعودي كبير إلى العاصمة السورية منذ انقطاع العلاقات، في أعقاب حملة الأسد القمعية القاتلة للمتظاهرين في عام 2011 والعنف الذي تصاعد إلى حرب استمرّت عقدًا من الزمان.
وأفادت وكالات أنباء بأنّ وزير شؤون الرئاسة السورية منصور عزام، كان في انتظار وزير الخارجية السعودي في مطار دمشق.
وذكرت وسائل إعلام سعودية، أنّ الاجتماع ناقش الخطوات اللازمة لحلٍّ سياسيّ للصراع السوري يحفظ هويتها العربية، ويعيدها إلى “محيطها العربي”.
فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية، أنّ الأسد قال إنّ “سياسات المملكة المفتوحة والواقعية” أفادت المنطقة في إشارةٍ إلى إعادة السعودية علاقاتها مع إيران الحليف الإستراتيجي للأسد.
واعتبر أنّ التغيرات التي يشهدها العالم تجعل من التعاون العربي أكثر ضرورة في هذه المرحلة، لاستثمار هذه التغيرات لمصلحة الشعب العربي في أقطاره المختلفة.
ولم تُشر التصريحات إلى قمة الجامعة العربية التي من المقرر أن تستضيفها الرياض الشهر المقبل.
وناقش وزراء خارجية دول الخليج العربية ونظراؤهم من مصر والعراق والأردن، يوم الجمعة، احتمال عودة سوريا إلى جامعة الدول في اجتماع السعودية، لكن لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق.
ووفق صفحة رئاسة الجمهورية لدى النظام، فقد استقبل الرئيس بشار الأسد الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي في قصر الشعب.
وبحث معه العلاقات بين البلدين وملفات أخرى سياسية، عربية ودولية.
التعاون الثنائي بين سورية والمملكة العربية السعودية كان حاضراً في المحادثات بما يصبّ في مصلحة البلدين والشعبين.
وأضاف المصدر أنّ وزير الخارجية السعودي نقل للأسد تحياتِ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتمنياتهما للشعب السوري بالمزيد من الأمن والاستقرار والتقدم.
وبدوره، لفت الأمير فيصل بن فرحان، إلى أنّ المرحلة القادمة تقتضي أن تعودَ العلاقة بين سوريا وإخوتها من الدول العربية إلى حالتها السليمة، وأن يعود دور سورية عربياً وإقليمياً أفضل مما كان عليه من قبل.
وتأتي هذه الزيارة التي أعلن عنها منذ أسابيع بعد أيام من زيارة مثيلة قام بها وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، الأربعاء، إلى مدينة جدة في أول زيارة رسمية إلى السعودية منذ انقطاع العلاقات بين البلدين عقب اندلاع الثورة السورية، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، قال في شباط الماضي خلال منتدى ميونخ للأمن، إنّ “إجماعاً بدأ يتشكّل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل سوريا، وأنّ الحوار مع دمشق مطلوب في وقت ما”.
وأضاف أنه “في ظلّ غياب سبيل لتحقيق الأهداف القصوى من أجل حلٍّ سياسيّ، فإنه بدأ يتشكّل نهج آخر لمعالجة مسألة اللاجئين السوريين في دول الجوار، ومعاناة المدنيين، خاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا”.
علماً بأنّ مملكة محمد بن سلمان لم تستقبل لاجئاً واحداً منذ نشوب الحرب ونزوح السوريين إلى بقاع العالم كافة، وأكثرية المقيمين فيها من السوريين يعيشون منذ ما قبل الحرب التي كان للسعودية دوراً رئيسياً فيها قبل أن تتخلى عن السوريين وتتركهم في مهب الريح.
وكانت وكالة “رويترز” قالت -بحسب وسائل إعلام عربية- نقلاً عن ثلاثة مصادر وصفتها بالمطّلعة، إنّ السعودية تعتزم دعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد لحضور القمة العربية المزمع عقدها بالرياض في مايو المقبل، وهي خطوة من شأنها وضع حدٍّ لعزلة سوريا الإقليمية.
ارسال التعليق