كيف أصبحت فريضة الحج ذريعة السعودية لسرقة أموال الحجاج؟!
يستعد المسلمون لاستقبال مناسك الحج لهذا العام، والتي تعد هي الأكبر منذ اجتياح فيروس كورونا للعالم، والذي أدى إلى منع الفريضة لمدة عامين، وتم اقتصار أداء فريضة الحج على المقيمين في المملكة العربية السعودية.
فيما أعلنت الحكومة السعودية، عن استقبال مليون حاج لهذا العام منهم 150 ألف فقط من السعوديين، والبقية هم من دول مختلفة حول العالم.
ويمثل موسم الحج دخلاً كبير للمملكة، ويأتي ثالثاً في أهم موارد المملكة بعد النفط والبتروكيماويات، لكن السعودية استخدمت تلك الميزة لسرقة أموال الحجاج، فرفعت الكلفة عليهم، وتعاملت مع تلك الشريعة الروحانية بمنطق “السبوبة”، لجلب الكثير من المال والعملة الصعبة لبلادها.
علاوة على ذلك فقد قامت السعودية بتسييس الحج، واستخدمته في أغراض أخرى وفرغته من ماهيته.. كيف تسرق السعودية أموال الحجاج؟ وفيما تنفقها؟ وكيف قامت بتغيير ملامح مكة من أجل أهداف مادية وسياسية؟!.
السياحة الدينية.. وتكاليف باهظة :
ينتمي محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لفكرة النفعية الخالصة، ولذلك فهو لا يفكر في الحج بالمنطق الذي يفكر فيه عامة المسلمين من شعائر وروحانيات، بل يفكر فيه على أنه مشروع استثماري يدر عليه المال.
ولذلك فقد تحول الحج في قاموس المملكة العربية من الشعائر المقدسة إلى “السياحة الدينية”، وهو منطق علماني خالص.
فالسائح الديني هو من يأتي من بلاده لينفق الأموال ومقابل ذلك يتم تقديم الخدمات له أما مؤدي الشعائر فيجب أن يتم تقديم الخدمات إليه حسبة لله، ولا ينتظر منه النفع المادي.
ولذلك انقسم الحجيج عند بن سلمان إلى قسمين أولهما هم فقراء المسلمين، والذين هم بالكاد استطاعوا أن يدفعوا تكاليف الحج، والقسم الثاني هم السائحون “بمنطق بن سلمان” وهؤلاء يقدم إليهم الخدمات من فنادق 5 نجوم وأفضل المأكل وكذلك وسائل النقل مقابل المال الذي يدفعونه.
ليس ذلك فحسب فقد رفعت المملكة العربية السعودية، تكلفة الحج لحد غير مسبوق وهو ما أثار انزعاج غالبية المسلمين، في كل بلدان العالم حتى في داخل حدود المملكة، والتي تصل تكلفته للفرد الواحد 3200 دولار أمريكي.
وهذا يأتي ليناقض تصريحات وزارة الحج التي ادعت أن تكاليف الحج انخفضت 30% عن العام الماضي، أما في البلدان الأخرى فإن التكاليف أكثر بكثير فمصر على سبيل المثال تكلفة الحج بها 6900$ والسودان 5400$ ، ولبنان 9000$ وتونس 9800$.
تغيير الهوية:
منذ أن اعتلى محمد بن سلمان سدة الحكم في المملكة العربية السعودية، عمد على تغيير هويتها من خلال حفلات الرقص الصاخبة وفعاليات الترفيه، لكن ما لا يتوقعه أحد هو أن يعمد على تغيير هوية قبلة المسلمين.
حيث أنه وبأوامر مباشرة منه تم هدم 95% من آثار مكة الإسلامية، وبنيت محالها أبنية شاهقة من أجل السياحة الدينية على حد قوله.
فقد هدمت السلطات السعودية بيت الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ليبني مكانه فندق الهيلتون الشاهق، كما هُدم البيت الذي ولد فيه النبي محمد ﷺ لتحل محله مكتبة عامة، وكذلك تم إزالة بيت زوجة النبي ﷺ خديجة وقد أصبح مكاناً لتربية المواشي.
كل ذلك حدث من أجل أن تتحول مكة من مكان للروحانيات، إلى مدينة سياحية تجلب الأموال إلى جيوب أبناء سعود.
أين تذهب أموال الحجاج؟!
يحقق الحج للسعودية دخلاً بما يقارب 12 مليار دولار، وتطمح السعودية طبقاً لرؤية 2030 إلى رفع هذا الرقم ليصل إلى 36 مليار دولار، مع ذلك تمتلك السعودية عجز في الموازنة العامة.. إذاً كيف يحدث ذلك في ظل تواتر الموارد من النفط والحج وغيرها؟!.
الإجابة.. أن ولي العهد بن سلمان يبدد تلك الأموال في عدة جبهات فُتحت على بلاد الحرمين، أهمها الحرب اليمنية التي تكلفه مئات الملايين يومياً، لذلك يتم إهدار تلك المصادر فيها.
علاوة على ذلك فإن بن سلمان أجرى العديد من صفقات السلاح من الولايات المتحدة الأمريكية، خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وبناء عليه فإن المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان ونجله يسعون لتحويل قبلة المسلمين من مكان روحاني إلى مدينة سياحية، ويستغلون فريضة الحج لسرقة أموال المسلمين من أجل إنفاقها على حروب دامية، أو على مشاريع واهمة وقد أفتى من قبل الشيخ صادق الغرياني بأن من حج مرة في حياته لا يحج مرة أخرى ولا يعطي أمواله للأبناء سعود لأنهم ينفقونها على حرب تزهق بها أرواح الأبرياء من أبناء المسلمين في اليمن وليبيا وغيرها من البلدان.
ارسال التعليق