لماذا تمنع امريكا اي تقارب بين ايران والسعودية
بقلم: علاء الخطيب..كشف رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي في مجلس النواب عن معلومات خطيرة ومهمة. تتعلق. باغتيال قاسم سليماني والعلاقة مع السعودية.
وقال كنت بانتظار ان يسلمني السيد سليماني رد الرسالة من القيادة الايرانية. بشأن العلاقة مع السعودية.
السؤال: ما هي فحوى هذه الرسالة وما هو رد القيادة الايرانية لا احد يعلم، فقد اختفتمع حاملها. إلا ان المؤشرات تقول ان ايران قد ابدت موقفاً ليناً بشأن علاقتها مع السعودية، فقد صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في شهر يوليو من العام الماضي: بأن باب الحوار مفتوحاً مع السعودية ولن نغلقه.
جاء هذا التصريح بعد اعلان السعودية رغبتها في إنهاء حرب اليمن.
لكن قصف منشآت أرامكو النفطية غير المعادلة وأعاد حدة التصريحات بين البلدين، لكن النوايا بانهاء الصراع أو تخفيف حدته ظلت مخزونة في تفكير الطرفين.
لذا قام العراق بدور ساعي البريد وأوصل رسالة الرياض الى طهران، تتضمن التهدئة وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، بعد التوتر في قصف أرامكو الذي سببارباك في المنطقة.
الرسالة السعودية التي حملها عبد المهدي لم تكن الوحيدة الى ايران فقد لحقتها رسالة اخرى أوصلها مسؤول عربي ،كما صرح بذلك علي ربيعي المتحدث باسم الخارجية الايرانية ، حملتهي الاخرى رغبة السعودية في إنهاء الخلاف بين الطرفين.
ولا ننسى في هذا الجانب المساعي الباكستانية في إنهاء حالة الصراع بين السعودية وإيران، فقد قام عمران خان بزيارة لإيران وبحث مع المسؤولين الإيرانيين ملف العلاقة مع السعودية.
فرحب روحاني بمبادرة خان لإحلال “السلام في المنطقة”، وقال إن طهران سترد على أية بادرة حسن نية ببادرة حسن نية وكلمات طيبة.
السعودية قد وصلت الى قناعة تقضي بالتهدئة، فهي مقبلة على تغيير جوهري كبيرفي البنية الاجتماعية والتنموية والسياسية والثقافية نتيجة توجهات ولي العهد الجديدة، وقد فهمت اللعبة بأن استمرار الصراع مع ايران لن يوصلها الى أهدافها في التغيير المنشود، واذا ما واصلت نهجها في التصعيد فيجب عليها حين ذاك تقديم اولوية الامن على اولوية التنمية والبناء، وسيكون الهاجس الأمني هو المسيطر ولنيتحقق شيء من طموحات الامير محمد بن سلمان.
كما تولدت قناعة لدى القيادة السعودية بأن الاعتماد على الولايات المتحدة في لجمإيران ضرب من الخيال، فالمصلحة الامريكية تستوجب إدامة الصراع في المنطقة، وابقاء ايران بعبع لتخويف دول الخليج لامتصاص أموالها، بحجة الحماية. لا سيما وان الرئيس ترامب صرح مرارا، بانه لا يرغب بالحرب مع ايران، وليس في نيته إسقاط النظام فيها واستنفذ كل أوراق الضغط عليها.
فالتجربة العراقية لا زالت ماثلة إمام أعين الجميع حينما ورطت امريكا صدام حسين.
حفظ الامير الشاب الدرس العراقي جيداً عن الحرب العراقية الايرانية، او حتى حينما اقدم صدام على غزو الكويت وبدعم أمريكي وبالتالي جعلته يغوص بالفوضى ووصل البلد الى ما وصل اليه اليوم.
جاءت القناعة السعودية مبنية على معطيات الواقع والمصلحة السعودية وذلك لعدة اسباب:
اولاً: رغبة ولي العهد السعودي بالانفتاح وإنشاء مشروع نيوم وهو منطقة استثمارية تجارية صناعية وترفيهية على البحر الأحمر وخليج العقبة، وهذا يحتاج الى الاستقراروالأمن.
ثانياً : ان الصراع بين السعودية والامارات حول اليمن زاد من قناعة السعودية بالمضيقدماً بانهاء ملف الصراع في اليمن الذي ارهق السعودية بعد ان تبين لها عدم جدوى الاستمرار به، و هذا الملف لا يتم الا عبر التفاهم مع ايران.
ثالثاً: عدم وحدة الموقف الخليجي و اختلاف وجهات النظر حول العلاقة مع ايران، فقطر وعمان والكويت لا يرغبون في الدخول بصراع مع ايران ولكل مبرراته الخاصة. والامارات هي الاخرى غازلت ايران عبر فتح سفاراتها في دمشق، فقد وصف السفيرالإماراتي الرئيس السوري بشار الأسد بالقيادة الفذة.
رابعاً: رأت السعودية ان لا فائدة من نشر أربعة آلاف جندي أمريكي على أراضيها مع عدم وجود رغبة لدى الأمريكان في الحرب مع ايران، كما ان تواجدهم يزيد من اعبائهاالمالية ويستفز ايران دون جدوى.
خامساً : حالة التهدئة تعتبر الحل الأمثل للتوتر بالبلدين وهو بمثابة كف الأذى عنالمنطقة والسعودية في اضعف الحالات وان لم يستطيعوا ان يكونوا أصدقاء فليسبالضرورة ان يكونوا أعداء.
إيران هي الأخرى لا تريد استمرار هذا التوتر بينها وبين السعودية وتعلم بان امريكا وإسرائيل هي المستفيد الأكبر من هذا التوتر، كما ان إيران تمر بظروف اقتصادية صعبة جراء الحصار الأمريكي فهي تعاني من الضغوط الأمريكية وبنفس الوقت لا تريد انتحقق مآرب امريكا في إدامة الصراع.
ولا ننسى ان الوضع الداخلي الإيراني ليس على ما يرام فهناك تذمر شعبي من الوضع المعاشي للشعب الإيراني، وهذا ما سيسمح ربنا للتدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية وهذا ما تخشاه طهران.
لذا وجدت في التقارب بينها وبين السعودية حلاً معقولاً للتخلص من الضغط وكذلك تفويت الفرصة على امريكا في معاقبتها. فقد أرسلت رسائل إيجابية عبر اكثر من قناة، ولعل اخرها كان الرسالة التي حملها قاسم سليماني. وكشف عنها السيد عبدالمهدي، وربما علمت بفحواها الإدارة الامريكية فعاجلت الامر باغتيال السيد سليماني واحداث فجوة جديدة.
من الواضح كانت الرسائل الإيجابية بين السعودية وإيران مصدر قلق لأمريكا ولطالما حاولت الولايات المتحدة ان تؤجج الصراع بين الطرفين، فقد اتهمت امريكا إيران بشكل مباشر بضرب أرامكو رغم عدم وجود ادلة، وحاولت التصعيد بين إسرائيل وإيران لكي تستفز الأخيرة وربما تقوم بعمل عسكري ضد دول الخليج وتعتبر ذلك مبررا لاستمرارالعداء.
ومن خلال هذه المعطيات نتوصل الى نتيجة ان الولايات المتحدة لا ترغب بالتقارب السعودي الإيراني، وتعتبر ذلك لا يصب في مصلحتها، فإنهاء حالة الصراع بين البلدين تعني عدم وجود مبرر لوجود الجنود الأمريكان كما ينتفي مبرر الابتزاز الأمريكي، وحتى التهافت على شراء الأسلحة وعقد الصفقات الكبرى.
ارسال التعليق