لماذا لم تتعامل السعودية مع باكستان كما تعاملت مع لبنان
مازال المشهد الذي ظهر فيه سفير السعودية في إسلام آباد نواف المالكي، وهو يجلس الى جانب وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، بينما ظهر الاخير وهو يجلس بوضعية، اعتبرت مُهينة للسعودية وسفيرها، يثير جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي في السعودية.
الصور واللقطات التي تم تداولها عن اللقاء، أظهرت قريشي وهو يضع قدما فوق اخرى، حتى ظهر حذاء وزير خارجية باكستان موجها بشكل مباشر صوب السفير السعودي، الامر الذي اعتبره رواد منصات التواصل الاجتماعي في السعودية، اهانة مقصودة، واكدوا انه كان على سفير السعودية ان يغادر الجلسة فورا، وشنوا حملة واسعة على الضيف الباكستاني.
الشامتون بالسعودية، اعتبروا ابتلاع السفير السعودي للاهانة، وصمت السلطات السعودية ازاء ما جرى، هي اكبر من الاهانة نفسها، واستحضروا اهانات الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب للملك السعودي والسعودية، واعتبروا ان السعودية تتنمر فقط على من تعتبرهم ضعفاء من الدول العربية، كما حصل مع لبنان، عندما قطعت علاقاتها مع هذا البلد، والتهديد بطرد الجالية اللبنانية من السعودية، لمجرد ان وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي، وصف، قبل ان يتولى منصبه كوزير، العدوان السعودي على اليمن بالحرب "العبثية"، ومازال لبنان الى الان يتعرض لضغوط سعودية هائلة، رغم ان الوزير قرداحي قدم استقالته.
تولى رواد منصات التواصل الاجتماعي، تفسير سلوك وزير الخارجية الباكستاني، بالقول انه سلوكه كان مقصودا، واشاروا الى ان هذه ليست المرة الاولى التي يهين فيها مسؤولون باكستانيون، مسؤولين سعوديين، وذكروا بتصرف رئيس وزراء باكستان عمران خان، على هامش قمة المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة في العام ٢٠١٩ ، عندما تكلم بحدة مع مترجم الملك سلمان، وانصرافه قبل أن ينقل المترجم كلام سلمان له.
اما عن هذا السلوك الباكستاني، فيربطه البعض ، بالتصرف غير الودي والمتهور لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عندما طالب باكستان برد قرض قيمته ٣ مليارات دولار، إثر انتقاد باكستان للسعودية لعدم دعمها في ازمة كشمير مع الهند.
اما سبب صمت السعودية ازاء الاهانة، فيرى البعض، ان السعودية لا تريد تعكير علاقاتها مع باكستان، بسبب حاجة الاولى للثانية، لمساعدتها في البرنامج النووي السعودي، لذلك إستغلت باكستان، هذه الحاجة، وردت على الضغط الذي مارسته السعودية عليها لإعادة القرض، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها باكستان.
رغم كل ما قيل، يستبعد اغلب المراقبين، بان تتورط باكستان في تسليم تكنولوجيا و أسلحة نووية للسعودية، لمعرفتها بالطبيعة المتهورة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي اثبتت السنوت القليلة الماضية، انه يتخذ قراراته دون تفكير بنتائجها، كما حصل عندما احتجز رئيس وزراء لبنان سعد الحريري واهانه وضربه لتقديم استقالته من الرياض، وكذلك الحرب العبثية التي يشنها على اليمن منذ سبع سنوات، وحصاره لقطر وتهديده بغزوها، وقتله الفظيع للصحفي السعودي جمال خاشقجي، والقائمة تطول.
ارسال التعليق