مسار ابن سلمان في تحكيم القبضة على المسجد النبوي
في تضييقٍ جديدٍ على مُسلِمي شبه الجزيرة العربية، قيودٌ إضافية تُفرض على حرية ممارسة شعائر الله على أرض بيت الله الحرام ومرقد نبيه الأكرم محمد (ص).
يناسق محمد بن سلمان خطواته نحو "مملكة معادة الإسلام"، موازناً بين خطوات الترويج للتفلّت مع إشاعة الفحشاء ومظاهر العري باسم التمدّن والثقافة والتحضّر؛ من ناحية، وخطوات تقييد حرية ممارسة الشعائر الدينية في الناحية المقابلة لتسريع الوصول لما يصبو إليه من طمس لشعائر الله. محارباً كل أوجه الإسلام المعتدل منه والمتعصّب؛ لينشأ وجه جديد ينطق باسمه يسهّل عليه دربه.
في خطوة جديدة يشدّد عبرها ابن سلمان قبضته على تحركات مسلمي شبه الجزيرة العربية، أعلنت وزارة الحج والعمرة عن شروط جديدة تفرض على الراغبين بزيارة الروضة النبوية الشريفة حجز موعد مسبق عبر تطبيق "نسك" السعودي، مانعا بذلك مسلمي البلاد من زيارة الأماكن المقدسة متى شاءوا.
حول خطوات الزيارة وفقا لبيان الوزارة:
يجب استخراج التصريح عبر تطبيق نسك.
ضرورة الالتزام بالحضور في الموعد المحدد.
يجب إبراز التصريح قبل الدخول.
ضرورة الالتزام بالفترة المحددة للزيارة.
وأما حول شروط حجز الروضة الشريفة:
يجب على الزائر الحصول على جميع التطعيمات واللقاحات، خاصةً تلك المتعلقة بفيروس كورونا.
إذا كان الزائر يأتي من خارج المملكة السعودية، يجب توفير تأشيرة الدخول.
يجب أن يكون الفرد خاليًا من أي أمراض معدية أو مزمنة.
يجب أن يكون الفرد في حالة صحية جيدةلزيارة الروضةالشريفة.
هذه الشروط التي أُريد لها أن تُقرأ على أنها تسهم إلى تسهيل حركة الزوّار من خلال تقليل الزحمة، لكنّها في ظل حكم الطغاة وفي ظل سلسلة الخطوات التي سبقتها بما يتعلق بممارسة الشرائع الدينية؛ لا يمكن أن توضع إلا في سياق مسار يدأب محمد بن سلمان على إرسائه واقعا لا يمكن اللوذ منه، المتمثّل بالكبت على أنفاس سكان الجزيرة العربية وتحويل البلاد إلى سجن مفتوح يرصد بلاط الحكم كل تحركاتهم.
ومع زيادة حدّة الاعتقالات، سيّما عقب سحب ابن سلمان البساط من تحت والده، تصبح هذه الخطوة أداة جديدة بيد الحاكم الطائش تمكّنه رصد الأشخاص الذين سبق أن وضعهم على لائحة أهدافه، وإلقاء القبض عليهم بتنسيق مسبق. ذلك عندما يقدّم الزائر بياناته لأخذ "موعد مسبق" للزيارة فيتحوّل مرقد النبي إلى "مصيدة" عند ابن سلمان.
واحدة من القيود التي سبق أن فُرضت في السياق عينه، كانت نهاية العام الفائت، حين أعلنت وزارة الحج والعمرة في "السعودية"، أن إتاحة حجز تصريح لزيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، تتم مرة واحدة فقط خلال السنة.
وقرار حظر زيارة قبر النبي إلا مرة واحدة في السنة لكل زائر؛ أمرٌ استنكره جمهور واسعٌ من المسلمين من حول العالم. بما قُرأ على أنه "جريمة عظمى وتجاوز للحدود واستهداف لشعائر المسلمين في الأرض التي تشرّفت باحتضان الجثمان الطاهر لخاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)". وأن "ما وراء هذا القرار خطوة أكثر جرماً وقبحاً وربّما ستصل إلى منع أي زيارة للقبر الشريف مدى الحياة وتغيير شعائر الله (عزّ وجل)".
في السياق عينه، سبق أن مُنعت النساء من حقّهنّ في حجز تصريح لزيارة قبر النبي محمد (ص) مُقتصراً الزيارة على الرجال فقط.
وأكثر من ذلك، في قرارات التقويض التي صدرت عام 2022 عن وزارة الحج والعمرة، فقد فُرض على زائري قبر النبي أو الراغبين في الصلاة في الروضة الشريفة، ألا تقل المدة بين كل تصريح للزيارة عن 30 يوما!
إلى ذلك، وتعزيزا لسياسة الحصار الأمني وإخضاع حركة ونشاط المواطنين اليومية إلى المراقبة الشاملة والفورية، ضمن سياسة التضييق وخنق أنفاس الشعب واجهاض معارضة أبناء شبه الجزيرة العربية تحت زعم الحماية واستتباب الأمن،كان قد فُرض على مختلف مؤسسات البلاد من رسمية وتعليمية وصحية ودينية وتجارية، سواء تلك الخاصة أم التباعة "للدولة"، وضع كاميرات مراقبة أمنية. وكان المسجد الحرام إلى جانب المسجد النبوي من بين الأماكن التي زُرعت فيها الكاميرات.
"ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" حديث الرسول الكريم، أراد عبره أن يشير إلى أن الروضة ستكون يوم القيامة بقعة من بقاع الجنة كما أنها لا تتعرض في الدنيا للمحو والفناء، وحكم المعاتيه مهما بلغ من ذروة لن يقوى على إرادة الله، ومهما امتلك من مفاتيح لأبواب لن يملك مفاتيح قلوب البشر!
ارسال التعليق