مصر تغير اسم محور الملك سلمان إلى الفريق كمال عامر
المحور المروري كان قد تمّت تسميتُه باسم الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وتمّ تغيير اسمه إلى اسم الملك سلمان بعد وفاته
في خطوةٍ تُشير ربما لتدهور العلاقات بين البلدين في إطار رفض السعودية تقديمَ مساعدات مجانية وفق سياستها الجديدة لتقديم المنح والقروض، أفادت مصادر صحفية مصرية بأنّ مصر قامت بتغيير اسم محور الملك سلمان الذي تمّ تدشينه في سبتمبر 2016 إلى محور الفريق كمال عامر.
وقال الإعلامي المصري أسامة جاويش، في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر“، كاشفاً عن الواقعة: “يناير 2015: السيسي يطلق اسم الملك سلمان على محور الملك عبد الله بعد وفاة الأخير”.
وأوضح، أنه في “سبتمبر 2016، السيسي يبدأ مشروع توسعة وتطوير محور الملك سلمان فبراير”.
ولفت إلى أنه في “2023، وانقطاع الرز وتبادل الهجوم بين مصر والسعودية السيسي يُغيّر اسم محور الملك سلمان إلى محور الفريق كمال عامر”.
يشار إلى أنّه في عام 2014، أعلن الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة الأسبق، تنفيذَ محور على مسار ترعة الزمر يحمل اسم الملك عبدالله؛ تقديراً وعرفاناً له على مساندته لمصر. وذلك بعد موافقة المجلس التنفيذي للمحافظة على الاسم، ويصل طوله 16 كيلومتراً بتكلفة تصل إلى 850 مليون جنيه، وهو أحد المشروعات الكبرى بالمحافظة الذي تقرّر تنفيذه بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب -آنذاك- لحلّ مشاكل التكدّس المروري.
وبعد وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز عام 2015، أعلن عن تغيير اسمه لمحور الملك سلمان بن عبدالعزيز، مع إعلان السلطات آنذاك على زيادة طول امتداد المحور المروري.
وقال خالد زكريا العادلي، محافظ الجيزة الأسبق، أنه قام بتغيير مخطط محور الملك عبدالله المقام على ترعة الزمر، والذي اعتمده وخطّط له الدكتور علي عبدالرحمن، مؤكّداً أن المخطط الجديد تكلفته الإجمالية أعلى من المخطط الذي تمّ وضعه، وأنه سيتم إنشاء المحور ليصبحَ عبارة عن كوبري علوي مثل الطريق الدائري، والتكلفة الإجمالية للمخطط الجديد لم يتمّ اعتمادها حتى الآن، وأنّ المحور سيخفف الازدحام والتكدس المروري على المحاور المرورية الموازية.
سخرية واسعة من محور الملك سلمان:
وفي عام 2020، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر والعالم العربي بالتعليقات المستغربة بعد نشر الصور الخاصة بأحد جسور محافظة الجيزة التابع لمحور الملك سلمان، في منطقة العمرانية، بشارع الهرم الشهير، جنوب العاصمة القاهرة، والذي أخذ شكلاً لأغرب جسر في العالم.
فقد أظهرت صور الجسر الجديد، الذي هو جزء من محور الملك سلمان، شبه ملتصق بالعمارات السكنية المجاورة له بحيث أغلق على سكان تلك البنايات بلكونات وشرفات شققهم.
ويأتي هذا التغيير بعد نحو شهرين من كشف وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، عن اتباع بلاده أسلوباً جديداً لتقديم المساعدات التنموية لدول الجوار وغيرها، مؤكّداً أن تقديم المساعدات والمنح المجانية قد ولّى.
وقال “الجدعان” في تصريحاته: “إننا اعتدنا تقديم منح ومساعدات مباشرة من دون شروط، ونحن نغير ذلك، نعمل مع مؤسسات متعددة الأطراف لنقول بالفعل إننا بحاجة إلى رؤية إصلاحات.. نفرض ضرائب على شعبنا،
ونتوقع من الآخرين فعل الأمر نفسه وأن يبذلوا جهدًا، نريد المساعدة لكننا نريد منكم الاضطلاع بدوركم”.
وعلى الرغم من أنّ التصريح جاء في صيغته العمومية، ولم يتحدّث بشكل مباشر عن دولة بعينها، فإنّ كلّ التكهنات أشارت إلى أنّ المستهدف الرئيسي هو مصر بصفتها أحد أكبر زبائن المملكة في خريطة الدعم خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أثار كثيراً من التساؤلات بشأن دوافع هذه الخطوة، وما تحمله من دلالات عن العلاقات المصرية والسعودية التي يبدو أنّها تمرّ بمنعطف من التوتر وغياب التناغم.
ولم تكن تصريحات الجدعان هي المؤشر الوحيد على احتمالية توتير الأجواء بين القاهرة والرياض، إذ تزامنَ معها وسبقَها بعض الإرهاصات التي حاول بعضهم التقليلَ من شأنها والذهاب بها إلى قراءات بعيدة نسبيًا عن تلك النقطة، من بينها عدم حضور ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، القمة الخليجية العربية التي استضافتها أبو ظبي في 18 يناير/كانون الثاني الماضي، التي شارك فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات، والسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، والملك حمد بن عيسى ملك البحرين، والشيخ تميم بن حمد أمير قطر، والملك عبد الله الثاني ملك الأردن.
وقبلَها في 23 أغسطس/آب 2022، غاب ابن سلمان كذلك عن قمة العلمين التي استضافتها مصر وحضرها قادة الإمارات والبحرين والأردن، التي ناقشت الجهود الرامية لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وكان ولي العهد السعودي على رأس الحضور وفق بعض وسائل الإعلام، لكنه لم يحضر.
غياب ولي العهد السعودي عن قمتي أبو ظبي والعلمين، وتصريحات وزير ماليته التي فُسّرت على أنها تستهدف القاهرة تحديدًا، أثار كثيراً من التساؤلات عن طبيعة العلاقات المصرية السعودية، وما آلت إليه رغم التنسيق والتناغم الكبير الذي كانت عليه قبل سنوات.
ارسال التعليق