معهد الخليج بواشنطن : آل سعود دمروا 1000 معلم تاريخي بينها الحجر الأسود وأخيراً مسورة العوامية
بعد أن دفعت الحكومة السعودية أموالاً لطمسه، حصل معهد شؤون الخليج في واشنطن على نسخة مترجمة من كتاب نادر للأكاديمي النمساوي «ألويس موسيل» أحد المستشرقين الذين جالوا في أرجاء شبه الجزيرة العربية أواسط القرن التاسع عشر ويتحدث في الكتاب عن تاريخ آل سعود في هدم المعالم التاريخية والإسلامية ومن بينها الاكتشاف المروع لحدث رئيسي في تاريخ المسلمين خفي لمدة قرنين.
يقول «موسيل» في كتابه أن الوهابيين الذين غزوا الحجاز عام 1802 وسيطروا على المقدسات في مكة المكرمة والمدينة المنورة قاموا بتهشيم الحجر الأسود عند دخولهم إلى الكعبة، موضحا أن الحجر المقدس الأصلي، أقدس بناء في الإسلام الذي زاره ويزوره الملايين من الحجاج كل عام، دمر من قبل سلالة آل سعود.
ولاحقاً مع القضاء على الدولة السعودية الأولى عام 1817 قام حكام الحجاز بإعادة ترميم ما يقال أنه من بقايا الحجر الأسود (ثمان قطع صغيرة)، وفي الوقت الحالي تجري عملية صيانة بمعدل ثلاث مرات في السنة لبقايا الحجر الأسود هي عبارة عن صهر مادة صمغية سوداء اللون في الوعاء المعدني الذي يحوي الحجر الأسود ليبقي على تماسك القطع الثماني داخل الوعاء المعدني.
وينوه معهد الخليج إلى أنه لا يزال اكتشاف موسيل مجهولا إلى حد كبير بسبب الحساسيات الهائلة المحيطة بالكعبة. إن النظام الملكي السعودي، الذي يعلن نفسه كزعيم للعالم الإسلامي وحارس خادم الحرمين الشريفين الأقدس، قد أبقى هذا السر محرجا خفيرا للغاية، خشية أن يكشف عن إيديولوجيته المتطرفة المتجذرة للوهابية ويتناقض مع الإسلام نفسه.
لكن تدمير الحجر المقدس يقوض الادعاءات السعودية بأنها تخدم الإسلام أو التمسك بمبادئه الأساسية. وسيكون ذلك ضارا للغاية للعائلة السعودية إذا كان ملايين الحجاج المسلمين الذين يسافرون إلى مكة المكرمة سنويا ويجلبون مليارات الدولارات إلى الدولة السعودية أدركوا أنها تقبل صمغ الشجرة وليس السواد السماوي الذي تعلموه، يقول معهد شؤون الخليج في واشنطن.
صائغ مكة المكرمة فيصل بدر، هو المسؤول عن الحفاظ على الحجر الأسود، أشار للتلفزيون السعودي في يونيو 2017 أن ثماني قطع صغيرة فقط من الحجر الأصلي لا تزال إلى اليوم لافتا إلى إنه يستخدم الصمغ الطبيعي لشجرة سوداء في تجديد الحجر.
ولفت الكاتب النمساوي إلى إنه ليس هناك دليل على أن هذه القطع الحجرية هي أجزاء من “بلاك ستون” الأصلي الذي دمره آل سعود.
الأيديولوجية الوهابية السعودية، التي دمرت أقدس الحجارة الإسلامية لم تكتف بذلك بل نهبت وانتهكت قدسية قبر النبي، وبحسب موسيل فإن آل سعود سرقوا هدايا الحكام العثمانيين إلى الضريح الشريف. ويتابع المعهد أنه ليس من قبيل المصادفة أن هذه الأيديولوجية أدت أيضا إلى تأجيج الهجمات الإرهابية المدمرة في جميع أنحاء العالم التي تستهدف المسلمين وغير المسلمين على السواء. وهو خيط شائع يمر عبر هجمات 11 أيلول / سبتمبر وموجات إرهابية عصفت بالعديد من العواصم الأوروبية والعدد الكبير من التفجيرات وعمليات القتل الجماعي في العراق وسوريا وأفغانستان وباكستان.
وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، دمرت القوات السعودية ما يقدر بنحو 1000 معلم تاريخي في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المساجد القديمة، وتشمل المعالم التاريخية الأخرى التي دمرت من قبل الأسرة الحاكمة منطقة المسورة البالغة من العمر 600 عام في العوامية في أغسطس من عام 2017.
ولم يكتفي آل سعود بتدمير الآثار في داخل البلاد، وبحسب المعهد الذي يبيًن أن الأضرحة الإسلامية كانت على الدوام هدفا مفضل للقوات السعودية. لافتاً إلى أنه في أبريل من عام 1802، هاجمت القوات السعودية كربلاء، وهي مدينة مقدسة من المسلمين الشيعة في العراق، وتم سرقة كنوز ضريح الإمام الحسين، حفيد النبي محمد، بعد قتل الآلاف.
ارسال التعليق