من أصل 32 صحفيًا معتقل قسرا في السعودية
قالت منظمة “سند” الحقوقية إن السلطات السعودية تواصل تجاهل التحذيرات الدولية بشأن انتهاكات حرية التعبير والإعلام في المملكة، والمضي قدما في إجراءاتها القمعية بحق الكتاب والصحفيين.
وأضافت المنظمة أن المملكة من بين الدول التي يوجد بها أعلى عدد من الصحفيين المسجونين فيما يتعلق بمؤشرات حرية الصحافة العالمية، مشيرًةً إلى أن 14 صحفيًا سعوديًا قد “اختفوا” في موجة الاعتقالات التي شهدتها البلاد في الوقت الذي تعتقل فيه السلطات 32 صحفيًا في سجونها.
كما حملت المنظمة المسؤولين السعوديين المسؤولية الكاملة عن الانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان ومختلف أشكال الحريات في البلاد، وطالبت بضرورة ملحة وقف قمع وانتهاكات الصحفيين في المملكة.
ففي نوفمبر الماضي، دعت “مراسلون بلا حدود” السلطات السعودية إلى الإفراج الفوري عن الصحفي اليمني علي أبو لحوم بعد أن حكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا.
وقالت مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود صابرين النوي: “يظهر هذا الحكم أن استخدام الصحفيين والمدونين للإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى أن تكون مكانًا لتبادل المعلومات ومناقشة مختلف الأمور، لا يزال يخضع لرقابة صارمة في المملكة”.
وأضافت أن زوجة الصحفي اليمني حاولت يائسة الاتصال به عدة مرات قبل أن تفهم أن زوجها خضع لاستجواب جنائي دون حضور محام.
يُشار إلى أنه منذ أن أصبح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الزعيم الفعلي للمملكة في عام 2017، كثفت المملكة من اعتقالات النشطاء والمدونين والمثقفين وغيرهم ممن يُنظر إليهم على أنهم معارضون سياسيون، مما يُظهر عدم التسامح تقريبًا مع المعارضة حتى في مواجهة الإدانات الدولية.
والشهر الماضي، وثّقت منظمة مختصة استمرار السلطات السعودية في اعتقال أكثر من 30 صحفيًا، بعضهم منذ سنوات، وهو ما انعكس على ترتيبها في مؤشر الصحافة العالمي.
كما تم إعدام العلماء والدعاة وتم وضع المدافعين عن حقوق المرأة خلف القضبان وتعرضوا للتعذيب مع استمرار حرمان من حرية التعبير وتكوين الجمعيات وحرية المعتقد.
يُشار إلى أن المملكة احتلت عام 2021 المركز ١٧٠ من أصل ١٨٠ دولة في حرية الصحافة، وصُنفت على أنها “عدوة للصحفيين”، وفق “مراسلون بلا حدود.
جديرٌ بالذكر أن السلطات السعودية تتكتم عن إعلان مصير الصحفيين المعتقلين في سجونها.
وكان رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان علي الدبيسي أعرب في حديثٍ لـ”الرأي الآخر” قبل أشهر عن خشيته من تصفية قادمة للصحفيين المعتقلين بالسعودية، قائلاً: “لا نعلم ما تؤول إليه الأمور، وهم ليسوا بأمان وممكن أن تتخذ السلطة إجراءات ضدهم، بدأتها بتمديد سجنهم”.
ارسال التعليق