منظمة التعاون الإسلامي والتآمر على المسلمين
بقلم: راني ناصر...
تحولت منظمة التعاون الإسلامي إلى مسرحٍ للإدانات المعلبة والثرثرة والكلام الفارغ، ومنصة تآمر للدول الأعضاء على بعضها بعضا، ومنبر لتسويق أفكار مغلفة بالدين لا علاقة لها بروح ونقاء وعدالة الإسلام.
فاستخدام مصطلح "تعاون" في تسمية هذه المنظمة مع افتقار أعضائها ال 57 لهذه الصفة؛ يشكل سابقة غريبة في ظل انقسام البيت الخليجي، والصراعات الإقليمية والطائفية المدمرة التي يديرها بعض أعضاء المنظمة في ليبيا واليمن وسوريا والعراق ولبنان، وتحالف بعضهم مع دول غربية تعادي المصالح الاسلامية على دول إسلامية اخرى.
وكما انه من المذهل أن تسمى هذه المنظمة نفسها "إسلامية" مع العلم انها منذ تأسيسها في عام 1969 كرد على حرق الصهاينة للمسجد الأقصى لم تقدم إنجازا واحدا ملموساً على ارض الواقع لخدمة الأقصى او المسلمين عموما. فكيف تكون هذه المنظمة إسلامية بعد عدم اتخاذ جميع اعضائها أي موقف جدي للرد على حرق المسجد الاقصى على الرغم من مكانته الدينية والتاريخية الخاصة بكونه أولى القبلتين وثالث الحرمين، وأوصى النبي محمد عليه السلام المسلمين بشدّ الرحال اليه بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، بالإضافة لكونه المحطة الثانية لمسراه من مكة المكرمة ومنطلق معراجه إلى السماء، مما دفع رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك غولدا مائير للقول "عندما حُرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستُسحق، لكن عندما حلَّ الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق".
وكيف يمكن أن تسمى إسلامية بعد أن أصبح قطار التطبيع الصهيوني يرسوا في معظم عواصم دولها، وأصبح بعض اعضائها كالسعودية والامارات والبحرين ومصر يجاهرون بحق الصهاينة في اغتصاب فلسطين ويطبعون مع حكومة نتنياهو، وينسقون مع ترامب لتصفية القضية والتنازل عن القدس، ويعتبرون المقاومة الفلسطينية إرهابا، ويتجاهلون شتم ذبابهم الإلكتروني للشعب الفلسطيني وترويج الأكاذيب ضده.
وكيف تسمي هذه المنظمة نفسها إسلامية عندما تغيب عن معظم دولها العدالة والعدل والعفة والحرية والكرامة، ويصبح نشر الظلم والخوف والجهل والعبودية والنفاق والرذيلة وقرأه الفنجان والابراج المرجعية الدستورية والدينية لشعوبها لتختار بين السيء والأسوأ، وبين ظلم الوطن وظلم المنفى، وبين الموت والمذلة.
منظمة التعاون الإسلامي هي منظمة عبثية فاشلة غلفت أعضائها العملاء بالدين خدمة لمصالح انظمتهم الفاسدة؛ ولهذا لا يحق لها أن تسمي نفسها إسلامية بعد ان جند حكام الأمة الأشاوس جيشا من الشيوخ المنافقين لتبرير جرائمهم وخياناتهم تجاه الامة وشعوبها؛ ولا يمكن لها ان تكون صوتا ل 1.8 مليار مسلم بعد ان حول حكامها الأقطار الإسلامية الى مناطق نفوذ إقليمية ودولية وميدان صراع كبير أوصل الامة الإسلامية الى حالة التشرذم والتمزق والضياع التي هي عليها اليوم؟
ارسال التعليق