نص شهادة الناشطة دانة المعيوف بالمحكمة الفيدرالية بنيويورك
أنا دانة المعيوف التي أشير إليها في لائحة الاتهام بالضحية رقم 5.
لدي منصات في وسائل التواصل الاجتماعي وكنت أعتقد أنه يمكنني استخدامها للدفاع عن حقوق المرأة، وحرية المعتقد في المملكة العربية السعودية. لقد استخدمت تويتر و انستقرام وقناتي على يوتيوب كأداة لترجمة الكتب المحظورة سياسيًا في المملكة.
كنت أعمل في عدد من الوظائف التي تقوم بخدمة العملاء بما في ذلك وظيفة كاشير في متجر بقالة، وكصرافة مصرفية في بنك، ووظائف الدعم التقني ودعم العملاء. في هذا النوع من الوظائف تعاملت مع الناس بشكل مباشر في معظم الأوقات. لقد قمت أيضًا ببعض أعمال التصوير الفوتوغرافي على أمل جعلها وظيفة بدوام كامل عندما أقوم ببناء قاعدة واسعة من العملاء.
بصفتي ناشطة فانني قد أتعرض للاختطاف، والاغتصاب، والتهديد بالقتل من قبل عملاء أعتقد أنهم يعملون لحساب الحكومة السعودية. ولأن وظيفتي تتطلب أن ألتقي شخصيًا بغرباء فإنني دائمًا أشعر بالخوف والحذر الشديد عند حدوث هذه المقابلات. في عام 2017 تمت ملاحقتي من من قبل شخص مؤيد للحكومة السعودية مما جعلني أتوقف عن مقابلة العملاء المحتملين شخصيًا.
اعتقدت أن الأمر انتهى حينها، ولكن مع إرسال إبراهيم رسائل باستخدام الحساب الذي أخفاه عن مكتب التحقيقات الفيدرالي ليطلب مقابلتي شخصيًا أثناء قيامه بتهديد وإساءة معاملة فتيات أخريات بنفس الحساب، جعلني ذلك أدرك أنني لست في أمان، وأن محاولات المطاردة والاستدراج لن تتوقف أبدًا حتى أموت أو أختطف.
بالنسبة لكل معارض وناشط سعودي كان مقتل خاشقجي عام 2018 بمثابة تهديد: المرة القادمة ستكون أنت الضحية.
بداية محاولات إبراهيم لاستدراجي كانت في ديسمبر 2019، حيث ادعى أنه لديه معلومات يمكن أن تجعلني أربح ما أعتقد أنه دعوى قضائية تافهة أقيمت ضدي والتي أظن أن الحكومة السعودية تمولها لتضعني في معاناة نفسية ومالية. لذلك أردت مقابلته شخصيًا بشدة، لكنني كنت أيضا خائفًة على سلامتي. في النهاية قررت عدم الذهاب بعد استشارة المحامي الخاص بي وبدلاً من ذلك قمت بإبلاغ مكتب التحقيقات الفدرالي عنه. لو التقيت به حينها لا أعرف ما إذا كنت سأكون هنا اليوم لأدلي بهذا البيان.
هذا الخوف المستمر على حياتي وسلامتي، والضغوط التي أتعامل معها يوميًا، أدت إلى تفاقم قلقي وتسبب في تفعيل حدة الاضطراب الوسواس القهري الذي يؤثر على حياتي بشكل كبير. دائما ما أنظر خلفي بخوف، و أعاني من الكوابيس، والتي هي نفس الكوابيس التي تتشارك بها العديد من النساء السعوديات اللواتي يعشن في الخارج و يخفن على حياتهن لأنهن يعارضن الحكومة.
ما زلت لا أشعر بالأمان. لا أقوم بتشغيل مكيف الهواء أو المدفأة أثناء وجودي وحدي في غرفة النوم حتى أكون على دراية بكل الأصوات في محيطي. يصيبني الرعب عندما أسمع أي صوت بالقرب من باب منزلي مثل صوت جارنا عندما يفتح بابه. يحدث كل هذا وأنا على أرض أمريكية.
ادعى إبراهيم أن الحكومة السعودية لم تأمره بالإدلاء بهذه التصريحات وأنه أدلى بها بدافع الحب والتفاني لبلده وقيادتها. أريد أن يفكر إبراهيم في ماهية حب بلدك. هل يحب بلده أكثر من خلال الإساءة اللفظية والتهديد واستدراج الضحايا؟
تلك القيادة الجائرة التي تقمع حرية التعبير وتستهدف الناشطين؟ أم أني أقل حبًا لبلدي من خلال رغبتي في الخير لشعبها ومحاسبة القادة؟ قد تتغير الحكومات وتتسلم قيادة جديدة زمام الأمور، لكن الأرض والشعب لن يتغيروا. نحن النشطاء نختار القتال من أجل بلدنا وشعبنا وليس من أجل الظالمين في الحكومة الذين يهتمون فقط بمصالحهم الشخصية.
لا أريد أن يحدث ما حدث مرة أخرى لي، أو لأي شخص آخر. قوموا بحمايتنا من خلال حماية حريتنا في الكلام.
ارسال التعليق