هل تسير السعودية على خطى الإمارات فيما يخص سوريا؟
استضافت مصر يوم 9 نوفمبر الجاري، المنتدى العربي الاستخباراتي، في العاصمة المصرية القاهرة وحضره مسؤولون استخباراتيون من عدة دول عربية منها السعودية وسوريا.
وتداولت وسائل الإعلام المصرية خلال اليومين الماضيين، صورا رسمية من المنتدى للشخصيات الأمنية التي حضرته.
وكان لافتا أنه من بين الحضور حسام لوقا، مدير إدارة المخابرات العامة في سوريا، الأمر الذي أثار جدلا بين النشطاء السوريين عبر مواقع التواصل.
إحدى هذه الصور أظهرت حسام لوقا، في اجتماع جانبي مع نظيره السعودي خالد الحميدان على هامش المنتدى.
ويتزامن هذا اللقاء مع زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد لسوريا ولقائه برئيس النظام بشار الأسد.
وظهر لوكا والحميدان وهما في حالة انسجام تام، وفي يد كل منهما سيجارة يدخنها.
أول اجتماع علني لمسؤولين من السعودية وسوريا:
ويعد هذا أول اجتماع علني لمسؤولين من السعودية وسوريا، عقب قطع العلاقات بين الرياض وسوريا عقب اندلاع الثورة السورية.
وقال عمر رحمون المقرب من نظام بشار الأسد، وعضو ما يعرف “بلجنة المصالحة الوطنية”، معلقا على هذه الصور، إن الأمور تسير نحو تسوية قريبة بين سوريا والسعودية.
وتابع في تغريدة على حسابه بتويتر:”وإعادة فتح صفحة جديدة بعد أن تغيرت مصالح السعودية بطريقة إيجابية نحو دمشق.”
وشدد في نهاية تغريدته على أن “اللقاءات الأمنية لم تتوقف أبداً لكنها كانت لقاءات سرية واليوم علنية.” حسب زعمه.
ورغم أن الحديث عن عودة العلاقة السعودية السورية، يدور منذ أن فتحت الإمارات سفارتها في “دمشق” مجدداً، أواخر عام 2018.
إلا أنه لم تحدث أي تطورات على الأرض في هذا الشأن. وعاد الحديث مجدداً عن نفس الأمر بعد زيارة وزير خارجية الإمارات، إلى دمشق منتصف الأسبوع الفائت.
رئيس المخابرات السعودية والمملوك:
ويشار إلى أن هذا اللقاء بين مسؤلا المخابرات في البلدين ليس الأول، فقد نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية بمايو الماضي، تسريبات تؤكد أن رئيس المخابرات السعودية خالد الحميدان، التقى خلال الفترة الماضية، رئيسَ مكتب الأمن القومي المشرف على الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري علي مملوك، في العاصمة السورية دمشق.
وكانت مصادر إعلامية عربية مقربة من نظام الأسد، قد سرّبت أن بشار الأسد التقى الوفد السعودي، وأنه جرى التوصّل إلى تفاهم يقضي بإعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، بعد عطلة عيد الفطر، كخطوة أولى لاستعادة العلاقات في المجالات كافة بين البلدين، وهو ما لم يحدث.
كما أكدت هذه المصادر أن الجانب السعودي أبلغ الأسد، أن الرياض ترحّب بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وحضور مؤتمر القمة العربية المقبل بالجزائر في حالة انعقاده.
حسام لوكا رجل الأسد المقرب:
جدير بالذكر أنه قبل شهرين برز اسم مدير إدارة المخابرات العامة في سورية، اللواء حسام لوقا كإحدى الشخصيات الأمنية الفاعلة في ملف الجنوب السوري، وبالأخص محافظة درعا.
التي شهدت حصاراً عسكرياً وعمليات قصف انتهت باتفاق “تسوية” رعته موسكو.
وحضر لوقا معظم جلسات التفاوض مع أعضاء اللجنة المركزية الممثلة عن الأهالي في درعا آنذاك.
وانتشرت صورٌ له في أثناء الاجتماعات، وأيضاً خلال إشرافه على عمليات خروج الرافضين لـ”التسوية” من أحياء درعا البلد، باتجاه الشمال السوري.
وخلال السنوات الماضية لم يكن الضابط المخابراتي في نظام الأسد كثير الظهور.
بل على العكس غابت ملامح وجهه وحتى كامل شخصيته عن وسائل الإعلام. واقتصر ذكره ضمن نشرات العقوبات الدولية الأخيرة، التي صدرت ضده من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
لكن وبعد عشر سنوات من الثورة السورية وما رافقها من حرب شنها النظام السوري ضد مناهضيه في مختلف البقع الجغرافية يبدو أن هناك شيئاً قد تغير.
فحسام لوقا بات حاضراً في مشهد الداخل بعمليات إشراف أمنية من جهة، وفي المقابل ضمن إجراءات تنسيق مع الأجهزة الأمنية في الخارج.
وبينما انتهت الأحداث العسكرية في محافظة درعا جنوبي البلاد قبل أسابيع غاب مدير إدارة المخابرات العامة لفترة قصيرة من الزمن ليطل مجدداً من البوابة المصرية، من خلال حضوره لـ”المنتدى العربي الاستخباراتي”، الذي أقيم في العاصمة القاهرة.
عبدالله بن زايد في سوريا:
وتسببت زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، الثلاثاء، الماضي لسوريا ولقائه رئيس النظام بشار الأسد، في موجة جدل واسعة على مواقع التواصل.
وتأتي هذه الزيارة ضمن رغبة إماراتية في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار بعد عقد من الحرب الأهلية في سوريا، دمر الأسد خلالها البنية التحتية وارتكب أبشع المجازر بحق السوريين الذين باتوا بين قتيل ومطارد ومهجر.
واستضافت الإمارات سوريا في معرض “إكسبو دبي” التجاري. وتم إجراء مكالمات متعددة بين الأسد وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد في الأشهر الأخيرة.
في بداية هذا الشهر غردت وزارة الاقتصاد الإماراتية بأن سوريا هي الشريك التجاري العالمي الأبرز.
ووصلت التجارة غير النفطية إلى مليار درهم (272 مليون دولار) في النصف الأول من عام 2021.
ولا تزال سوريا غير مستقرة ويعيقها الفقر والعقوبات الغربية، لكن الأسد يسيطر على معظم البلاد.
مما يجعله حليفًا قابلًا للحياة في المنطقة على الرغم من العداء السابق بينه وبين القادة العرب.
ارسال التعليق