وصم الضحايا بالإرهاب.. نهج نظام آل سعود للتغطية على جرائمه
التغيير
يمثل وصم الضحايا بالإرهاب نهجا ثابتا لدى نظام آل سعود من أجل التغطية على جرائمه بالقتل خارج نطاق القانون والتصفية الجسدية لمعارضيه والرافضين لانتهاكاته.
أحدهم هذه القائمة المواطن عبدالرحيم الحويطي الذي عمد نظام آل سعود إلى اتهامه بالإرهاب والترويج أنه مطلوب أمني فضلا عن إطلاق ذباب الالكتروني لتشويه صورته.
وقتل الحويطي يوم الاثنين الماضي بعد رفضه إخلاء منزله بشكل قري لصالح مشروع مدينة نيوم السياحية التي يخطط لها محمد بن سلمان منذ سنوات دون اعتبار لرفض أهالي الحويطات ترك منازلهم.
ويبرز رئيس منظمة القسط لحقوق الإنسان يحيى عسيري أن سلطات آل سعود تتعمد القتل والمضي في تنفيذ مخططاتها بالقوة.
ويقول عسيري إن المشكلة الكبيرة عندما يكون بلد متل المملكة لا يوجد فيه إمكانية للتعبير عن الرأي ولا يوجد به إعلام مستقل وإغلاق كامل لكل ما يجري وعندما يخرج صوت مثل عبد الرحيم الحويطي يتم قتله ثم يتم تشويه صورته.
ويضيف “لا يمكن أن يثق أحد بالرواية الرسمية لنظام آل سعود الذي يخفي كل الأصوات المناهضة حتى لو يصل ذلك بالقتل لأنه كان يحمل هاتفه الجوال وينقل منه صورة حقيقية عما كان يحصل في تلك القرية المنسية عن العالم”.
وبعد 48 ساعة من جريمة القتل أقرت وزارة الداخلية في نظام آل سعود بقتل المواطن الحويطي في منطقة تبوك. وزعمت إنها عثرت على أسلحة بحوزته، وهو السيناريو ذاته الذي تحدث عنه الحويطي في أحد الفيديوهات التي نشرها.
وقالت رئاسة أمن الدولة ف المملكة (جهاز استخباراتي داخلي)، في بيان، إن الحويطي قُتل أثناء مهمة القبض عليه بمنزله بقرية “الخريبة” في تبوك، عقب مبادرته بإطلاق النار تجاه رجال الأمن ورفضه تسليم نفسه.
وأضافت أن “اثنين من رجال الأمن أصيبا (خلال تبادل إطلاق النار)، وجرى نقلهما إلى المستشفى في حينه، وحالتهما الصحية مستقرة حاليا”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (واس).
ولم تكشف الرواية الرسمية عن سبب محاولة القبض على الحويطي، ولا التهم الذي يلاحق بسببها.
وكان الحويطي قد نشر عدة مقاطع على منصات التواصل يدعو فيها إلى وقف عملية التهجير بالمنطقة.
وتنبأ في أحد الفيديوهات التي سجلها قبل قتله بالسيناريو ذاته الذي ذهب إليه الأمن السعودي، حيث قال إنه يتوقع أن يتم سجنه أو حتى قتله واتهامه بالإرهاب وتصوير أسلحة إلى جانبه. وأضاف “لا أستغرب أن يقتلوني في بيتي الآن، ثم يُلقوا في بيتي سلاحا -كما يجري في مصر- ويتهموني بالإرهاب”.
وقد تبادل ناشطون مقاطع فيديو لما قالوا إنه استمرار لعمليات تهجير تقوم بها السلطات لقبيلة الحويطات التي ينتمي إليها، لصالح مشروع مدينة نيوم.
وفي الوقت ذاته، أطلق ناشطون وسم استشهاد عبد الرحيم الحويطي على مواقع التواصل الاجتماعي، للتنديد بما اعتبروه استهدافا له ومطالبين بكشف ملابسات مقتله.
وقد اشتهر الحويطي بسلسلة من مقاطع الفيديو التي وثق فيها محاولة سلطات آل سعود إجباره على الخروج من منزله لصالح مشروع نيوم.
وقال في واحد من آخر المقاطع التي نشرها، إنه يتوقع أن يُقتل بسبب رفضه المستمر لتسليم منزله.
وقال رئيس الحركة الإسلامية للإصلاح سعد الفقيه إن الأدلة قاطعة على عدم صحة بيان الداخلية في نظام آل سعود في قضية عبد الرحيم الحويطي.
وأكد الفقيه أن الحويطي لم يكن مطلوبا أمنيا، لأنه ظهر في مقاطع فيديو مسجلة قبل مقتله ورغم ذلك لم يتعرض للاعتقال.
ارسال التعليق