التغيير

قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها ترجمه الموقع أن حساباً مجهولاً على موقع تويتر تبين لاحقاً أنه يعود لمواطن من المملكة يعمل في مجال الإغاثة الإنسانية ويستخدم للتهكم على اقتصاد المملكة تسبب بوضع صاحبه في السجن في المملكة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وتقول الصحيفة البريطانية أن جذور القصة ربما تعود إلى حيلة معقدة بدأت في وادي السيليكون وأثارت قضية فيدرالية ضد اثنين من موظفي تويتر متهمين بالتجسس لصالح ابن سلمان.

تكشف القضية، التي تمتد من سان فرانسيسكو إلى الرياض، عن جهود المملكة المستمرة في قمع الانتقادات الموجهة لمحمد بن سلمان وتسلط الضوء على المدى الذي ذهبت إليه المملكة لاستهداف المنتقدين.

بالنسبة للمواطنة أريج السدحان وهي ايضاً مواطنة أمريكية تعيش في ولاية كاليفورنيا، فقد بدأت الملحمة في 12 مارس 2018، عندما دخلت قوات أمن بلباس مدني مكتب الهلال الأحمر في الرياض، حيث كان يعمل شقيقها الأصغر عبد الرحمن السدحان، أخذ الرجال شقيقها بعيداً دون أي تفسير، وقالت: "كان الأمر كما لو أنه اختفى من على وجه الأرض ... لم يكن هناك أثر له على الإطلاق".

في نفس العام، أشرف محمد بن سلمان على حملة قمع غير مسبوقة ضد النشطاء والمنافسين والمنتقدين المتصورين أثناء قيامه بالإستحواذ على مفاصل السلطة في البلاد. وبلغ العام ذروته في القتل البشع لكاتب العمود والمعارض في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي على يد عملاء في القنصلية في تركيا في أواخر عام 2018.

مع مرور الأشهر، وصلت أنباء إلى عائلة السدحان بأن نجلهم عبد الرحمن محتجز في مكان سري ويتعرض على الدوام لأشكال مختلفة من سوء المعاملة تتضمن الضرب والصعق بالكهرباء والحرمان من النوم والاعتداء اللفظي وحتى الجنسي.

ثم، في فبراير 2020، بعد ما يقرب من عامين من اختفائه، رن هاتف أحد أقاربه. وكان على الجانب الأخر عبدالرحمن السدحان. وأكد أنه على قيد الحياة ومحتجز في سجن الحائر بضواحي العاصمة الرياض.

بعد عام، اتصل مرة أخرى ليخبرهم أنه سيطلق سراحه قريباً.. لكن لم يُطلق سراحه حتى اللحظة.

في أبريل / نيسان، أصدرت محكمة مكافحة الإرهاب، التي حوكم فيها، حكماً صادمًا بالسجن لمدة 20 عامًا على السدحان، تلاه حظر سفر لمدة 20 عامًا. وتشير الجماعات الحقوقية إلى أنه بموجب الحكم، لن يكون السدحان، 37 عاماً، حراً حقًا حتى يبلغ من العمر 77 عاماً أو يزول نظام آل سعود.

وعلقت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي يوم الثلاثاء على تويتر قائلة إن الحكم الصادر ضد السدحان "ظلما جسيما ويواصل اعتداء المملكة على حرية التعبير". وقالت إن الكونجرس يراقب عن كثب جهود استئناف عبد الرحمن و "جميع انتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام".

وقد استأنف السدحان هذا الأسبوع الحكم. ومن المقرر عقد جلسة الاستئناف التالية في 13 سبتمبر.

التهم الموجهة ضد السدحان غير واضحة، لكنها مرتبطة بقوانين الجرائم الإلكترونية في المملكة ومسائل الأمن القومي فيما يتعلق بحساب مجهول على تويتر يُزعم أنه يديره وينتقد السياسات الاقتصادية للمملكة. تويتر هو مساحة رئيسية للشعب للتعبير عن آرائهم، وملايين المواطنين مستخدمون نشطون.

كيف ربطت الحكومة السدحان بحساب تويتر يبقى لغزا؟؟

تقول شقيقته إن شخصًا قريبًا من تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي أخبر العائلة أنه يُعتقد أن حسابه ضمن قائمة الحسابات التي سربت هوياتها للحكومة في المملكة من قبل جواسيس زرعوا في شركة التكنولوجيا الأمريكية.

وقالت: "لقد شاركوا قائمة بتعريفات مختلفة على Twitter، وكان من بينهم التعريف الذي نعتقد أنه لأخي".

يقول نشطاء حقوقيون إنه في وقت اعتقال السدحان في أوائل عام 2018، كان العديد من المواطنين الآخرين الذين كانوا يديرون حسابات مجهولة على تويتر تنتقد الحكومة محتجزين في المملكة. ولم تعلق المملكة على اعتقالهم.

يتابع المدعون الفيدراليون الأمريكيون حالياً قضية في كاليفورنيا ضد ثلاثة رجال متهمين بالعمل نيابة عن الحكومة كعملاء سريين طوال عام 2015.

توضّح شكوى من مكتب التحقيقات الفيدرالي أن أحمد أبو عمو، وهو مواطن أمريكي كان مدير الشراكات الإعلامية للشرق الأوسط في تويتر، والمواطن علي الزبارة، الذي عمل كمهندس في تويتر، استخدموا مناصبهم للوصول إلى بيانات تويتر السرية الخاصة بالمستخدمين، والبريد الإلكتروني الخاص بهم. العناوين وأرقام الهواتف وعناوين IP التي يمكن أن تشير إلى موقع المستخدم. رجل ثالث ورد اسمه في الشكوى هو المواطن أحمد المطيري، الذي قيل إنه عمل مع فرد لم يذكر اسمه من العائلة المالكة كوسيط.

وتقول شكوى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أنه تم الوصول إلى بيانات المستخدم لأكثر من 6000 حساب Twitter، بما في ذلك 33 اسم مستخدم على الأقل قدمت سلطات إنفاذ القانون طلبات الكشف الطارئة عنهم إلى Twitter.

صدرت أوامر بالقبض على الرجلين، اللذين غادرا الولايات المتحدة منذ ذلك الحين، بينما تم القبض على أبو عمو في نوفمبر 2019 وأفرج عنه بكفالة. وقد دفع بأنه غير مذنب.

وبالعودة إلى الرياض، ظل السدحان محتجزاً في الحبس الانفرادي ولم يُسمح إلا لمحام معين من المحكمة بالدفاع عنه. لم يتمكن والده من التحدث إليه إلا لفترة وجيزة في المحكمة بحضور الحراس.

في كاليفورنيا، قالت شقيقته أريج إن توقيت النطق بالحكم في أبريل / نيسان مرتبط على ما يبدو بقرار الرئيس جو بايدن بالتوقف عن معاقبة بن سلمان بعد الإفراج في فبراير عن تقييم استخباراتي شديد الحساسية أكد أنه وافق على العملية التي قتلت خاشقجي في تركيا.

وقالت: "حدث تحول بعد أن شعر محمد بن سلمان بالحصانة لأنه لن يعاقب على مقتل خاشقجي وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى".

وقالت إنه عندما عاد شقيقها إلى المملكة في 2014 بعد حصوله على درجة علمية في إدارة الأعمال من جامعة نوتردام دي نامور في كاليفورنيا، كافح للعثور على عمل، وكان يدرك التفاوتات الهائلة في الثروة في بلاده، والتحديات التي يواجهها الشباب من الرجال والنساء في العثور على وظائف.

وقالت: "لم يكن ناشطاً أو مهتماً للغاية بالسياسة، لكنه كان عطوفاً ويهتم بشدة بالناس".