عندما لا يمتلك الجهاز الاعلامي لأي دولة قضية فإنه يستمر في التخبط الامر الذي يزيد من ضعفه وظهوره في صورة البائس الذي يلاحق الاحداث ويحاول تغطيتها بطريقة تنم عن غباء وتزرع لدى المتابع انطباع يثير الشفقة والسخرية .

وفي عددها الصادر اليوم بالرياض خرجت صحيفة الوطن السعودية بمنشيت عريض تحت عنوان تهديدات صريحة للفرس الحوثيين باحتلال الحرمين ونشرت صورتي الى جانب اخرين ، اسلوب الكذب والتوظيف السعودي “للحديث عن الحرمين الشريفين” لا تنطلي على عاقل يدرك ان العدو الحقيقي للمسلمين ومقدساتهم هو من يتحالف مع الامريكا والصهاينة لاستهدف الشعوب العربية والمسلمة بما فيها شعب الجزيرة العربية ومحاولات ال سعود التخفي خلف الخطاب الديني من اجل تبرير جرائمهم في اليمن والهروب من تبعات ما قامت به من اعمال ابادة جماعية لن يفلح على المدى القريب والمتوسط في توفير الحصانة لأولئك المجرمين وان نجحت في اثارة الغبار والادخنة الطائفية لايام قليلة او حتى اسبوع كامل .

المهم نعود الى ما نشرته الصحيفة السعودية، كما في النص، توعد القيادي الحوثي حميد رزق المملكة باستهداف المقدسات الاسلامية بمكة المكرمة والمدينة المنور بعد ان قامت قوات التحالف العربي بقيادة المملكة بقصف مواقعهم بمدينة صعدة ، وقال القيادي الحوثي ” سنرد بالمثل على المملكة” متوعدا باستهداف مقدساتها .

وفي النص السابق لم يرد كنص نقلته الصحيفة نقلا عن حميد رزق، الا جملة سنرد بالمثل اما بقية الكلام فهو اجتهاد الصحيفة وتأويلها وحديثها بما تريد هي ناسبة اياه الي رزق والى عدد من الاشخاص بينهم الدكتور يوسف الحاضري صاحب الصوت القوى في مناهضة العدوان .

الخلاصة اننا ندرك ما ينطوي عليه نشر مثل هذه التلفيقات في صحيفة سعودية رسمية من تحريض سافر باسلوب رخيص وهزيل وهذا لا يعني غير انتقال اعمال التكفير الى ميدان الاعلام والصحافة وليس بغريب على السعودية قيامها بتوظيف كل شيء من اجل تحقيق أهدافها .

نقول لصحيفة الوطن السعودية ومن يقف وراءها اننا جزء من شعبنا اليمني المظلوم الذي يتصدى ببسالة وشجاعة لعدوانكم سواء العسكري او الفكري او السياسي لا تخيفنا التهديدات ولا تثنينا التلفيقات والفبركات فلم ولم نكن يوما في موقع المعتدي وانما في موقع من يرد ظلمكم ويتصدى لغطرستكم واجرامكم الذي لا مبرر له او مشروعية من دين او عرف او قانون، وليس بغريب عليكم ما ترتكبوه يوميا من مجازر بحق ابرياء بل بحق نساء واطفال لا ذنب لهم سوى انهم يمنيين ينتمون الى شعب يدافع عن حقه في الحرية والكرامة والاستقلال.

اما بخصوص الحرمين الشريفين فنعيد التأكيد ان الديار المقدسة ليست ارضا سعودية انها قبلة المسلمين ومقدساتهم وما عدوان امريكا وال سعود علينا الا لأننا في يمن الايمان والحكمة نجسد الانتماء الحقيقي لهذه المقدسات التي يشكل عليها االامريكيون والصهاينة عن طريق ال سعود خطرا حقيقيا ان مكة عليها السلام والمدينة المنورة تشكو من جور النظام السعودي كما أنهما وقف اسلامية لا تتبع ال سعود وليست ملكا او رمزا لهم قال الله سبحانه وتعالى : جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض وان الله بكل شيئ عليم.