القحطاني وراء اعتقال الأمير غزالان
سلط تقرير جديد لشبكة “سي إن إن” الأمريكية الضوء على الأمير السعودي “سلمان بن عبدالعزيز بن سلمان بن محمد آل سعود”، الملقب بالأمير “غزالان”، المعتقل في سجن الحائر منذ أكثر من 15 شهراً، دون توجيه تهمة له.
التقرير الذي عرض تفاصيل اعتقال “غزالان” مستنداً إلى أصدقائه، قال إن السلطات السعودية رفضت الاستجابة لطلبات متكررة بالحصول على معلومات تتعلق بالأمير الشاب، ووالده الذي اعتقل أيضاً بعد يومين من توقيف نجله.
أصدقاء “غزالان” قالوا إنه في ليلة 4 يناير 2018 كل شيء تغير بشأن الأمير الشاب؛ فقد “كان في منزله قرب الرياض، عندما تم استدعاؤه إلى قصر الحكم بالرياض”.
وأضافوا أنه سرعان ما تحول النقاش إلى مشاجرة مع “سعود القحطاني”، الذي كان حينها مستشاراً بالديوان الملكي السعودي، ومن المقربين لـ “محمد بن سلمان”، قبل أن يعفى من منصبه بشكل مسرحي على خلفية قضية مقتل الصحفي “جمال خاشقجي” في قنصلية بلاده بإسطنبول، مطلع أكتوبر الماضي.
وحسب المصادر ذاتها، بعدها اُحتجز الأمير “غزالان” وأخذ إلى سجن الحائر شديد الحراسة خارج الرياض، في حين أن التعليق الرسمي الوحيد على ذلك، جاء على لسان الادعاء العام بالمملكة بأن 11 أميراً احتجزوا على خلفية تجمعهم في قصر ملكي احتجاجاً على قطع الحكومة مخصصات سداد فواتير المياه والكهرباء عن الأمراء. وبعد يومين على احتجاز الأمير “غزالان”، احتجز والده، الأمير “عبدالعزيز بن سلمان بن محمد آل سعود”، بعد لجوئه إلى محامين دوليين في قضية ابنه.
وحسب أصدقاء الأمير “غزالان”، فإنه خلال الأشهر الأربعة الأولى على اعتقاله، لم يُسمح له بالتواصل مع العائلة أو الأصدقاء، وبعدها سمح له بمكالمتين هاتفيتين أسبوعياً، وتم نقله ووالده إلى مجمع آخر، أقل حراسة، وسمح بزيارات من العائلة مؤخراً. وعن أسباب اعتقال الأمير الشاب، فيقول أصدقاؤه إنها لا تزال غير واضحة. أصدقاء الأمير “غزالان” يقولون إن من بين الأسباب المحتملة لاحتجازه، هو تواصله مع عضو الكونجرس السيناتور الديمقراطي “آدم شيف”، بالإضافة إلى أحد داعمي حملة المرشحة الأمريكية السابقة “هيلاري كلينتون”، ويدعى “اندي خواجا”، في بيفيرلي هيلز، وبالتحديد في ال16 أكتوبر 2016.
ويقولون إنه ورغم عدم وجود طابع سياسي للقاء، إلا أن ذلك أغضب البلاط الملكي السعودي الذي كان داعماً للرئيس الحالي “دونالد ترامب”، وضد “كلينتون”، بصورة غير معلنة وغير رسمية. من جانبه، قال مكتب السيناتور “شيف”، إن السيناتور “لا يذكر تفاصيل من النقاش الذي جرى، لكنه يفترض أنه دار حول سياسات الشرق الأوسط والسعودية بشكل عام”.
ونشر “الخليج الجديد”، في وقت سابق، رسالة من قصر الإليزيه، موقعة من الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، أكد فيها أنه أعطى تعليماته إلى وزارة الخارجية لمتابعة قضية الأمير “غزالان”، الذي يعرفه شخصياً، من أجل التواصل مع السلطات السعودية لإطلاق سراحه.
وتخرج الأمير الشاب في جامعة الملك سعود، بعد أن درس القانون، كما أتم الدراسات العليا في جامعة أكسفورد، وأكمل درجة الماجستير في القانون الدولي في جامعة سانت كليمنتس، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية.
كما أنه مؤسس “نادي المحركون”، الذي يهدف إلى جلب القادة الشباب في العالم معاً في منصة واحدة، لتبادل المعارف والأفكار والمعلومات، لبناء الشبكات والاتصالات، وتعزيز علاقات ذات مغزى وتيسير التبادل الثقافي. وشارك الأمير الشاب في العديد من الفعاليات الفنية في أوروبا، ويدعم نشاط متحف الفن الحديث في مدينة باريس في صالح تعزيز العلاقات بين أوروبا والسعودية.
ارسال التعليق