«جدة» ومعاناتها مع الصرف الصحي والمياه
كشف تقرير فني لديوان المراقبة العامة، عن عدم تنفيذ مشروعات للصرف الصحي في 78 % من أحياء جدة، على الرغم من الاعتمادات المالية الكبيرة التي تم رصدها خلال السنوات الماضية، وأوضح التقرير أن 25 حيًّا مشمولٌ بخدمات الصرف الصحي، أما بشأن المياه فإن 90 % من مشروعاتها متعثرة، وسنعاني الكثير من شركة المياه الوطنية وإدارتها!
كتبت بتاريخ 25/5/2001م، مقالًا بعنوان: «معاناتنا مع الصرف الصحي باي باي» وأشرتُ فيه إلى أن مدينة جدة واحدة من أكثر المدن تلوّثًا في العالم، ويعاني قاطنوها من غياب شبكة الصرف الصحي في غالب أحيائها ومخططاتها، وقد اكتظت شوارعها بصهاريج الصرف الصحي، ناشرة معها الأوبئة والأمراض والروائح الكريهة، إضافةً إلى ما تُسبِّبه من ارتفاع لمنسوب المياه الجوفية، وتلوث مياه الشرب، وما تُسبّبه كذلك من أضرار على البحر والبحيرات؛ نتيجة للصب المباشر - غير المعالج – فيها.
وأوضح دليل على ذلك ما يحدث في «بحيرة الشباب» و«بحيرة الأربعين» آنيًا، واستمرار انبعاث الروائح الكريهة منهما. أذكر أن رئيس وحدة المياه آنذاك المهندس «عبدالله العساف» قد دعاني للقاء رئيس الشركة مع مجموعة من الصحافيين وكُتَّاب الرأي، وما لاحظته من توقف العمل بمحطة الرفع الذي جعلني أسأل رئيس الشركة المهندس «لؤي مسلم»، عن سبب ذلك التوقف والتعثر لبعض المشروعات، خاصة محطة الرفع وبشكل مباشر.
الذي أفادني بأنه لا يوجد أي تعثر في جملة مشروعات الصرف الصحي بشكل عام، وأن تلك المشروعات إنما تسير بحسب ما خطط لها، وأنه سوف يتم العمل على إيصال التوصيلات المنزلية في نهاية عام 2011 وفي عام 2013 ستصل الخدمة إلى نسبة 70 % وتكتمل جميع التوصيلات المنزلية عام 2015. بعدها كتبت مقالًا تفاءلت فيه بما شاهدت من أعمال، ولم أشر فيه إلى ملاحظة توقف محطة الرفع، بعد تطمينات وتأكيدات سعادة رئيس الشركة، بأن كل شيء على ما يرام! لتنهال عليّ العديد من الاتصالات بعد المقال كانت في مجملها غير متفائلة بتلك المشروعات وتوقيتاتها وخططها، وكانوا فعلًا على حق، وهذا ما حدث، بل إن الجميع أشاروا إلى أن ذلك اللقاء كان فقط من باب الاستهلاك الإعلامي ليس إلا!
وفي 14 فبراير 2013 التقيت رئيس وحدة المياه، وبيّنت له خيبة أمل المواطنين في مشروعات الشركة، ووعودها التي لم تلتزم بها، من خلال التصريحات الصحافية لمسؤوليها، إلا أنه أفادني بأن الشركة التزمت بتنفيذ مشروعاتها وهي عند وعودها. لكن وبعد أسابيع عدة تلقيت عددًا من مكالمات المواطنين والأصدقاء بأن بعض تلك الأحياء لم يكتمل المشروع بها، وعليَّ التريث وعدم الاندفاع في التفاؤل، وأن ليس كل ما يُقال يُصدَّق!
وصدق من أشار إليَّ بالتريث وعدم الاندفاع بالتفاؤل؛ حيث إنه وحتى تاريخه لم تكتمل مشروعات نصف المدينة تقريبًا.
ومن الأسئلة المحورية هنا: كيف يثق الناس في الشركة القائمة على مشروعات الصرف الصحي، والمياه، ومعاناة الناس مستمرة، والأحياء الشمالية والجنوبية الشرقية والغربية ووسط المدينة لم يصل منازلها الماء والصرف الصحي؟ ناهيك عن الانقطاع المستمر لمياه الشرب، وارتفاع منسوب المياه الجوفية في كثير من الأحياء، وتسرب مياه الصرف الصحي في كثير من الشوارع، وتلوث بحر جدة وبحيراتها بالمياه غير المعالجة، وهبوط شوارعها.. والقائمة تطول!
بقلم : حسين أبو راشد
ارسال التعليق