في السعودية..."المتعة" ليست للجميع !!
كتبت رولا خلف، الصحافية في "فاينانشال تايمز" مقالا عن الترفيه في السعودية وعن "هيئة الترفيه" التي أنشأتها المملكة العربية السعودية العام الماضي. جاء فيه إن "المرح أمر جديد على السعودية. والمواطنون يجب أن يحصلوا على المزيد منه، ولكن ليس كل المواطنين، بطبيعة الحال، وليس أي نوع من المرح. كما أنه يمكن للرجال أن يحصلوا على متعة أكثر من النساء"...
وتابعت الصاحفية أنه قد لا يكون الترفيه أولوية قصوى للمواطنين في السعودية. ولكن بالتزامن مع تراجع أسعار النفط، التي أجبرت المواطنين على تجربة ألم التقشف لأول مرة، تريد الحكومة تخفيف الضربة بالقليل من المرح.
وأضافت "هذا هو جزء من الأساس المنطقي وراء إنشاء هيئة ترفيهية، وتم تقديم الحفلات الموسيقية الحية لأول مرة للسعوديين. كما تم إخبار الشرطة الدينية "المطوع"، بتقليل حماسهم. لذلك بدلا من اقتحام الممتلكات الخاصة حيث يشتبه في احتضانها لأفعال منحرفة، على حد قولهم، يجب عليهم الآن الإبلاغ عنها فقط".
ونقلت الصحيفة ما قاله وزير النفط السعودي خالد الفالح، في وقت سابق من هذا العام، "نريد أن نحول السعودية إلى مكان أكثر ليونة وأكثر متعة للعيش وتخفيف الحياة للمواطنين".
كما نقلت عن أحد الأشخاص المشاركين في الترويج للأحداث الترفيهية القول إن الحكومة تفكر في فتح دور للسينما.
"فاينانشال تايمز" اعتبرت أن الأكثر إثارة للدهشة هو الحديث عن عرض "سيرك دو سولي، مشيرة إلى أنه في نهاية المطاف يمكن أن يتم عرضه بأداء للذكور فقط.
ولفتت أيضا إلى أنه هناك خطط أكثر طموحا، مشيرة إلى أن صندوق الاستثمار العام، صندوق الثروة السيادية السعودي، يعتزم تطوير مدينة ترفيهية جنوب العاصمة الرياض. ومن المقرر أن تكون في حجم "لاس فيغاس" (ولكن من دون ابتذال)، بمدينة ملاهي "six flags" ومنتزه سفاري.
وتقول الصحيفة إن الأسرة المالكة السعودية قد رأت أخيرا فائدة من جلب القليل من المتعة لبعض السكان الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما، بالمعايير السعودية.
ولفتت "فاينانشال تايمز" إلى أنه في حين أن الموسيقى والسينما والحفلات الموسيقية محظورة، تتجه العائلات السعودية إلى الفضائيات ويجد الأطفال مهرب عبر الإنترنت، مشيرة إلى أن المملكة العربية السعودية لديها أعلى معدل مشاهدة التلفزيون على الإنترنت في الشرق الأوسط. كما أنه في عطلة نهاية الأسبوع، العديد من الأسر يحزمون حقائبهم ويتوجهون نحو البحرين ودبي من أجل المرح، وينفقون الكثير من الأموال.
وأضافت الصحيفة "وثمة هدف آخر وراء صناعة الترفيه المحلية هو التقاط بعض من هذا الإنفاق في الداخل، مشيرة إلى أن من يقود الأمر هو محمد بن سلمان البالغ من العمر 31 عاما، ولي ولي العهد وابن الملك المفضل".
ولتحويل الاقتصاد السعودي، قام بخفض الدعم وخفض منافع القطاع العام. وقال مسؤولون إن تطوير القطاع الترفيهي سيخلق فرص عمل وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وتحدثت الصحيفة عن أربع حفلات تم إقامتها في المدن السعودية، بما في ذلك حفل للفنان محمد عبده في مدينة جدة.
وتابعت الصحيفة "مثل كل خطوة للتقدم في المملكة العربية السعودية، على الرغم من ذلك، فهي نصف خطوة: إذ أن النجم محمد عبده غنى أمام جمهور من الذكور فقط. كما أقيمت في جدة في شهر فبراير فعاليات مهرجان كوميك كون، وهو مهرجان لمدة ثلاثة أيام للأبطال السوبر وألعاب الفيديو. كان من المفترض أن تكون النساء منفصلات عن الرجال ولكن انتهى بهم المطاف إلى الخلط، وعدد قليل منهم رقص، في نفس القاعة".
وبحسب الصحيفة البريطانية "لم يكن رجال الدين يحبون ذلك ولكنهم أبقوا احتجاجاتهم على "تويتر" إلى حد كبير، وهو المكان الوحيد الذي يمكن فيه للسعوديين التعبير عن آرائهم بحرية، حيث يتفاخر بعض رجال الدين بكثرة المتابعين".
وقد رأى السعوديون، الذين زاروا دبي وأبو ظبي وقطر المجاورة، أن تخفيف القيود في الداخل أقل خطورة مما تدعي السلطات.
يبدو أن المسؤولين يوافقون الآن. إذ قال عمرو المدني رئيس لجنة الترفيه إن الهدف هو تقديم ثلاثة خيارات ترفيهية على الأقل في نهاية الأسبوع للسعوديين في مسقط رأسهم.
واختتمت الصحيفة بالقول "هو أمر طبيعي في معظم أنحاء العالم، إلا أنها بدعة في المملكة".
ارسال التعليق