ما خطورة الألغام البحرية لأنصار الله على الموانئ السعودية؟
التغيير
الألغام البحرية أداة جديدة أدخلها أنصار الله في المعارك الدائرة مع التحالف في حربه على اليمن، وذلك عبر زرعها أمام وأسفل الممرات المائية للسفن الحربية للمملكة بالبحر الأحمر؛ بهدف تدميرها، أو إخراجها عن الخدمة.
وتسببت الألغام البحرية التي يزرعها أنصار الله في أجسام السفن، وأسفل القوارب البحرية التابعة للتحالف، في البحر الأحمر، والناقلات التجارية، بأضرار متفاوتة، ولكنها تهدد أمن الملاحة الدولية.
وبدأت صناعة الألغام البحرية التي تشبه الصدف البحري قبل الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، وكانت عبارة عن قرص معدني مليء بالمتفجرات يثبّت على هيكل السفن بواسطة قطع مغناطيسية.
ويتهم التحالف إيران بتزويد حركة أنصار الله بالألغام البحرية، وتأكيد أنها من تصنيعها، في حين يقول أنصار الله إنهم يقفون وراء تلك الأعمال داخل البحر الأحمر التي تستهدف سفن ومعدات التحالف.
ووصل عدد الألغام البحرية التي دمرها التحالف إلى 176 لغماً زرعتها حركة أنصار الله جنوبي البحر الأحمر، وفقاً لآخر إحصائية نشرها التحالف، الجمعة 18 ديسمبر 2020.
ويؤكد التحالف أن أنصار الله يواصلون زرع الألغام في البحر الأحمر وباب المندب، وهو ما يهدد حركة الملاحة الدولية.
وكانت آخر الألغام التي استخدمها أنصار الله وفق التحالف، الجمعة 25 ديسمبر، وهو لغم ارتطم بسفينة شحن جنوبي البحر الأحمر، دون وقوع إصابات.
ونقلت صحف محلية عن التحالف أن اللغم ارتطم بمقدمة السفينة وألحق بها أضراراً طفيفة، لكنه لم يوقع خسائر في الأرواح.
ولا تتوقف حركة أنصار الله عن التهديد باستهداف موانئ المملكةعلى البحر الأحمر رداً على احتجاز التحالف سفناً محملة بالنفط ومشتقات الوقود، ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة أنصار الله، غربي اليمن.
وحذّر وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ الوطني، هشام عبد الله، من أن الحركة قد تشن هجمات انتقامية على موانئ دول مشاركة في التحالف.
هجمات سابقة وألغام بحرية
وبرزت الألغام البحرية خلال استهداف ناقلات النفط في بحر عُمان، والبحر الأحمر، في يونيو 2019، والتسبب في عمليات إتلاف وأضرار بالغة ومتوسطة بها، ولكن دون وقوع ضحايا.
وأشارت أصابع الاتهام بالوقوف وراء الهجمات ضد الناقلات إلى إيران، حيث قال مستشار الأمن القومي الأمريكي في حينها، جون بولتون: "من شبه المؤكد أن تكون إيران هي من تقف وراء الهجوم الذي استهدف السفن الأربع"، في حين رفضت إيران هذه الاتهامات بشدة.
وعاد استهداف الناقلات من جديد؛ حيث أعلنت المملكة، الاثنين 14 ديسمبر الجاري، تعرض ناقلة نفط بريطانية بميناء جدة لاستهداف بلغم بحري من نوع "صدف" بهدف تعطيل إمدادات الطاقة العالمية.
يتمير هذا اللغم بأنه من الألغام المربوطة ذات التأثير السفلي المدمجة مغناطيسياً، التي تُلصق بالسفن وتُستخدم بواسطة قوات خاصة، ويجري التحكم بها عن بعد.
أقوى الألغام
الخبير العسكري واللواء المتقاعد، يوسف الشرقاوي، أكد أن الألغام البحرية تعد أقوى أنوع الألغام وأشدها تأثيراً في إحداث الخسائر في سفن المعدات والأفراد، وذلك يعود إلى أن الموجة الانفجارية لها تتضاعف مع الماء.
وفي حديثه لـ"التغيير" بين الشرقاوي أن "طرق استخدام وزرع الألغام البحرية يكون أما من خلال نثرها بشكل عشوائي ويدوي في ممرات السفن الحربية، أو الناقلات التجارية، أو زرعها بأعداد كبيرة على الشواطئ لحمايتها من إنزال الكوماندوز البحري".
ويتم وضع الألغام البحرية -وفق حديث الشرقاوي- في المضائق المائية التي تربط البحار والمحيطات بعضها ببعض، من خلال عناصر الضفادع البشرية، أو عبر قوارب صغيرة يكون محمولاً عليها قوات مختصة.
ويضيف في هذا الصدد: "يتم لصق الألغام في أسفل السفن لعمق يصل إلى 5 أمتار عبر المغنطيس، وتفجر إما عن بعد من خلال صواعق ولوحات إلكترونية موجودة فيه، أو في حالة ملامسة اللغم للأجسام داخل البحر".
وحول الألغام التي يستخدمها أنصار الله ضد قوات التحالف في اليمن يوضح الشرقاوي أن "هذه الجماعة لديها تدريب عالٍ جداً في موضوع الألغام البحرية، ولديهم قدرة في زرعها في الممرات المائية، وطرق السفن".
ولا يستبعد الخبير العسكري أن "يكون لإيران دور في إيصال الألغام البحرية لحركة أنصار الله؛ لكونها لديها إمكانيات لصناعتها بأنواع مختلفة، وبقوات تفجيرية عالية قادرة على إعطاب السفن الحربية".
ويعد اكتشاف الألغام البحرية -حسب الشرقاوي- أمراً ليس سهلاً على القوات البحرية التابعة للجيوش المنظمة؛ لكونها توضع في أماكن واسعة داخل مياه البحر أو المحيطات، أو الممرات المائية، إضافة إلى خطورتها، والقوة التفجيرية الخاصة لها.
ارسال التعليق