نتنياهو سيزور السعودية لعقد لقاء قمّةٍ مع الملك سلمان بعدما تمّ التمهيد مؤخرًا لتطبيع العلاقات بينهما والرياض تلتزم الصمت
نشر موقع “NEWS 1″ العبريّ-الإسرائيليّ مقالًا مطوّلًا يتوقّع كاتبه الإسرائيليّ عامي دور أور أنْ يزور رئيس وزراء الدولة العبريّة، بنيامين نتنياهو السعودية تزامنًا مع الانتخابات الإسرائيليّة، بعدما تمّ التمهيد في الفترة الماضية لتطبيع العلاقات بين الجانبيين من خلال التصريحات واللقاءات.
وقال عامي دور أور في المقال إنّه في أحد الأيام سنستيقظ على خبر وصول رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو إلى المملكة العربيّة السعودية كضيفٍ على القصر الملكيّ، حيث ستُظهره كل وسائل الإعلام العالمية وهو يجلس على كرسيّ مذهّب إلى جانبه حاكم المملكة سلمان بن عبد العزيز، يرتدي الكوفية الملكية والابتسامة على شفتيه، وتابع قائلاً إنّ هذا ليس هذيانًا، هذا على ما يبدو الواقع التحولي الجديد الذي يتبلور سرًّا في الشرق الأوسط، بما يتوافق مع المصالح القائمة للطرفين، على حدّ تعبيره.
وأردف الكاتب الإسرائيليّ قائلاً إنّ الاتصالات السريّة الحقيقية بين الدولة العبريّة والسعودية ليست أمرًا جديدًا لكن دائمًا تمّ الحفاظ عليها بالسرّ. وهنا عدة نماذج: في العام 1981 خرج ولي عهد المملكة فهد بن عبد العزيز آل سعود بمبادرة لحلّ الصراع الإسرائيليّ العربيّ. حينها فهم الأمير أنّ المشكلة الأساس التي تقف أمام تطبيع العلاقات هي العثور على حل مناسب للصراع.
ولفت الكاتب أيضًا إلى أنّه من بين جملة اقتراحات “خطة فهد” أنْ تعترف الدول العربية بإسرائيل مقابل استعداد الأخيرة الانسحاب لحدود عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. وأورد الكاتب نموذجًا آخر: في العام 1982، نتيجة خطأ في الإبحار، جنحت مدمرة إسرائيلية إلى الساحل السعودي. بناءً على طلب الولايات المتحدة الأمريكيّة سمحت المملكة لتل أبيب بإنزال قوات خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي على الشاطئ لإنقاذ المدمرة من دون ضرر، وفي العام 2001 بعد فشل قمة “كامب ديفيد” وبداية الانتفاضة الثانية، اقترح وليّ العهد السعودي عبد الله اقترح على العالم مبادرته لحلّ الصراع، مقابل تعهّد الرياض بالعمل على الاعتراف العربيّ الشامل بإسرائيل، وهي المُبادرة السعوديّة، التي تحولّت في العام 2002 إلى مبادرةٍ عربيّةٍ بعدما أقّرها مؤتمر القمّة العربيّة الذي عُقد في العاصمة اللبنانيّة، بيروت، في آذار (مارس) من العام 2002، وفي العام 2007، عادت القمّة العربيّة في الرياض وكررت إقرارها، لكنّ إسرائيل رفضتها.
وبحسب الكاتب الإسرائيليّ لم تركّز العلاقات بين السعودية وإسرائيل على الخطط التصوريّة للخروج من أزمة علاقات العالم العربي بتل أبيب، ففي بداية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، نُشرت تقارير كثيرة عن تعاونٍ سريٍّ بين الجانبين ضمن مساعي إحباط البرنامج النوويّ الإيرانيّ، ومنها التقارير العالميّة عن أنّ رئيس الموساد حينها مئير دغان أجرى اتصالاتٍ سريّةٍ مع المملكة واتفق مع رئيس استخباراتها على ترتيب تفاهمات أمنية، وبعد سنة على ذلك نُشر أن دغان بنفسه زار السعودية، كما أكّد الكاتب الإسرائيليّ.
وتابع عامي دور أور قائلاً إنّه في العام 2015 بدأت تنتشر معلومات عن أنّ العلاقات الإسرائيلية السعودية ارتقت إلى مراحل إيجابيّةٍ لالتقاء مصالح الجانبين وذلك بعد التوقيع على الاتفاق النوويّ بين القوى العظمى والجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.
علاوةً على ذلك، أشار الكاتب إلى أنّه في العام 2016 وُثّقت بالصور المصافحة بين وزير الأمن الإسرائيليّ حينها موشيه يعلون وبين الأمير السعوديّ تركي الفيصل خلال مؤتمر أمني في ميونخ، لكن كلّ تلك الأمور كانت تافهةً أمام الزهور الملوّنة التي تُفرح القلوب مع “قدوم الربيع″، ففي شهر تموز (يوليو) 2016 وصل إلى تل أبيب الجنرال السعوديّ المتقاعد أنور عشقي برفقة بعثة من رجال الأعمال الكبار وأكاديميين من المملكة.
وخلص عامي دور أور إلى القول إنّ كل تلك الأحداث تشير إلى توجّه واضحٍ بأنّ زيارة نتنياهو إلى قصر الملك سلمان قد تحدث في عصرنا، ولاسيّما مع اقتراب الانتخابات الإسرائيليّة، وهو ما سيؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على نتائجها، مرجّحًا في الوقت عينه أنْ تتولّى شخصيةً سابقةً في جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ) تتحدّث العربية بطلاقةٍ منصب وزير الشؤون السعوديّة في الحكومة الإسرائيليّة القادمة، على حدّ تعبيره.
جديرٌ بالذكر أنّ المملكة العربيّة السعوديّة آثرت عدم الردّ على التقرير الإسرائيليّ، والتزمت كعادتها، في الآونة الأخيرة، الصمت المُطبق.
بقلم : زهير أندراوس
ارسال التعليق