هل خرج بن سلمان من عباءة مُعلّمه الإماراتي
قالت صحيفة “موندو أفريك” الفرنسية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد استغنى عن خدمات “معلمه القديم” ونظيره الإماراتي محمد بن زايد.
وأضاف تقرير للصحيفة أن وليّا العهد كانا حتى فترة قريبة يتمتعان بعلاقة وثيقة للغاية، وكان الإماراتي ينصح السعودي منذ أن عيّنه والده الملك سلمان وليًا للعهد في عام 2017.
فمن بين القضايا الأخرى التي تحدث عنها الرجلان بصوت واحد دائمًا: “الغزو السعودي لليمن والذي بدأ عام 2015 والحصار الذي فرضاه على منافستهما المشتركة آنذاك، قطر في 2017، ناهيك عن النصيحة التي قدمها الإماراتي للسعودية لتغيير ما رآها بن زايد أنها “جمودٌ في القواعد الدينية التي فرضها العلماء المحافظون على مملكة آل سعود لفترة طويلة”.
وقالت الصحيفة إن السعودية هذه المرة تبدو الآن بعيدة عما كانت في السابق من علاقاتٍ جيدة مع الإمارات، فعندما أصبح بن سلمان وبن زايد متنافسان، لم تعد أبوظبي تريد لعب دور “الأخ الأكبر” مع الرياض في ضوء الظهور السياسي لمنافسها الآن على مكانة “ملك الخليج”.
وبحسب تقرير الصحيفة الفرنسية، فإن بن زايد يريد أن يلعب دوره في ملعبٍ آخر، بغض النظر عن الخطط السعودية، خصوصًا بعد أن قرر الأول الانسحاب الجزئي من اليمن، والتدخل في ليبيا، ودعم بشار الأسد وفوق كل شيء اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني”.
وقالت: “لا بد من القول إن بن سلمان لا يزال يجرّ أذيال الخيبة جراء اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018.
وعلى الرغم من رغبة بن سلمان في الاقتراب من الكيان الصهيوني، إلا أنه لا يمكنه حتى الآن التصريح بذلك، مثل نظيره المنافس الإماراتي.
ويقول “أندرياس كريج”، الأستاذ في كلية كينغز بلندن والمتخصص في الجغرافيا السياسية، عن قوة محمد بن سلمان: “إنه نظام الرجل الواحد في السعودية، وهذا يسمح لولي العهد السعودي بالمزيد من المخاطر، بما في ذلك السماح لنفسه بإظهار أنه لم يعد شريكًا لسيّد أبوظبي”.
وتساءلت الصحيفة: “كيف نفسّر تحول صداقة محترمة إلى منافسة مريرة اليوم؟، وتُجيب في ذات الوقت أن المواقف الأيديولوجية العدائية وطموحات العظمة المتنافسة خلقت إسفينًا بين الجارتين المقربتين لفترة أطول بكثير مما تبدو عليه”.
وتختتم بالقول إنه من المرجح أن تشتد الديناميكية التنافسية، خاصة وأن محمد بن سلمان لديه خطط لتحديث مملكته وجعلها “دبي جديدة”، وهو منظور يرجح أن يفسره ولي عهد الإمارات على أنه رمز لصعود رجل أفلت من تحت عباءته”.
ارسال التعليق