وول ستريت جورنال: التطبيع الإماراتي يدفع مملكة آل سعود لذات الاتجاه
التغيير
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الجمعة، إن الاتفاق الثنائي بين الإمارات و(إسرائيل) الذي أعلن عنه الخميس، سيزيد الضغوط على مملكة آل سعود؛ للذهاب في ذات الاتجاه.
وتوقعت الصحيفة، أن تتخذ مملكة آل سعود خطوات تدريجية وبطيئة للاعتراف الدبلوماسي الكامل بـ(إسرائيل)، لافتة إلى أن "أي تقارب سعودي إسرائيلي، في غياب اتفاق إقامة دولة للفلسطينيين، سيترك الرياض عرضة للانتقادات".
وأشارت الصحيفة، إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تمارس نفوذا كبيرا في هذا الإطار، بالنظر إلى دعم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الثابت لمحمد بن سلمان.
وقال مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي، بحسب الصحيفة، إنهم متفائلون بحذر من أن مملكة آل سعود ستكون مستعدة في نهاية المطاف للحذو حذو الإمارات.
وأكدت أن صعود "ابن سلمان" إلى العرش، المتوقع في غضون سنوات قليلة إن لم يكن قبل ذلك، قد يؤدي إلى تسريع إقامة العلاقات مع (إسرائيل).
يأتي ذلك، في وقت نقل الملياردير اليهودي الأمريكي "حاييم سابان"، عن "بن سلمان" قوله إنه يخشى من مهاجمة القطريين والإيرانيين في حال أقام علاقات علنية مع (إسرائيل).
وكشف "سابان"، الذي توسط من أجل إبرام الاتفاق بين الإمارات و(إسرائيل)، في حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن أنه التقى على مأدبة عشاء "بن سلمان"، وسأله: "لماذا يبقي العلاقات مع (إسرائيل) تحت الرادار؟ لماذا لا يخرج ويقود الأمور؟، فأجابه أنه يستطيع أن ينفذ ذلك في لحظة، لكنه يخشى من مهاجمة القطريين والإيرانيين له، كما يخشى من حدوث فوضى داخل بلاده أيضا".
وأضاف "سابان"، أن الإماراتيين كانوا شجعانا في إعلان الاتفاق مع (إسرائيل)، وتمنى أن يقود ذلك إلى إقناع دول أخرى بالمضي في هذا الطريق، بما فيها مملكة آل سعود.
وأعلن "ترامب"، الخميس أن رئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو"، وولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد"، اتفقا على تطبيع كامل للعلاقات بينهما.
وقال "ترامب"، إن اتفاق تطبيع العلاقات بين (إسرائيل) والإمارات "اتفاق سلام تاريخي"، مضيفا أن مراسم اتفاق التطبيع ستوقع في البيت الأبيض خلال 3 أسابيع.
وأيدت دول عربية وإسلامية التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، أهمها البحرين ومصر وسلطنة عمان، في حين رفضته إيران وتركيا.
يشار إلى أن مملكة آل سعود كانت قد فتحت في 2018، مجالها الجوي لأول مرة لطائرة ركاب متجهة إلى (إسرائيل).
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت المملكة عن عرض فيلم عن الهولوكوست في مهرجان سينمائي، قبل أن يتم إلغاؤه بسبب فيروس "كورونا" المستجد.
واستضاف العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، لأول مرة في الرياض، حاخاما مقيما في القدس.
وتشهد العلاقات بين مملكة آل سعود وإسرائيل، تقاربا ملحوظا في ظل السياسة الجديدة التي تنتهجها المملكة، في ظل إدارة "بن سلمان"، وهو ما يعتبره فلسطينيون تطبيعا واضحا وخيانة للقضية الفلسطينية.
وخلال الفترة الأخيرة، تترك مملكة آل سعود، الحرية لبعض كتابها في التودد إلى (إسرائيل) عبر صفحات التواصل الاجتماعي، والدعوة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما اعتبرته تقارير إسرائيلية "تطبيعا غير معلن".
وتسعى (إسرائيل) بشكل حثيث ومتصاعد إلى التطبيع مع الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، دون النظر إلى حل أو مستقبل القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي يأتي في وقت تراجع فيه الاهتمام العربي الرسمي بقضية العرب الأولى.
ارسال التعليق