WP: محمد بن سلمان عاقب وليد الفتيحي لعلاقاته مع أمريكا
التغيير
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن "قصة الدكتور وليد الفتيحي، الطبيب الأمريكي- السعودي، تجسد التناقض في علاقة أمريكا مع حلفائها العرب، بمن فيهم مصر والبحرين والإمارات وآل سعود".
وأشارت الصحيفة في مقال نشرته للمعلق جاكسون ديهيل، إلى أن الفتيحي كان يطمح أن يكون "جسرا" بين الولايات المتحدة وآل سعود، بعد رعب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، منوهة إلى أنه كان بوقتها في بوسطن، وعاش فيها معظم حقبة التسعينيات وحصل على درجة علمية في الصحة العامة من جامعة هارفارد/ بالإضافة إلى الجنسية الأمريكية، وقبل ذلك حصل على الشهادة الطبية من جامعة جورج واشنطن.
ولفتت الصحيفة إلى أن "الفتيحي نجح وعاد إلى مدينته جدة، لإنشاء المركز الدولي الطبي، وهو مستشفى مجهز بـ300 سرير، وافتتحه الملك عبد الله عام 2006"، مضيفة أنه "تعاقد مع عدد من الأطباء الذين تلقوا تدريبهم في الولايات المتحدة، ودخل في شراكة مع مركز كليفلاند الطبي، ولاحقا مع مايو كلينك من أجل جلب المعايير الصحية الأمريكية إلى مملكة آل سعود".
صوت قوي بالمملكة
ونوهت الصحيفة إلى أن سلطات آل سعود اعتقلت الفتيحي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، إلى جانب عدد من رجال الأعمال السعوديين وأعضاء العائلة المالكة، وجرى احتجازهم في فندق "الريتز"، وتعرض مثل باقي المعتقلين إلى التعذيب.
واستدركت بقولها: "على خلاف باقي المعتقلين لم يتم الإفراج عنه بعد أسابيع، بل ظل محتجزا لمدة 21 شهرا دون محاكمة"، مؤكدة أنه "بعد الإفراج عنه وتقديمه للمحاكمة في تموز/ يوليو الماضي، وجهت إليه تهمة حول الحصول على الجنسية الأمريكية دون إذن".
ورأت الصحيفة الأمريكية أن "الفتيحي تم استهدافه، لأنه نجح وأصبح صوتا قويا في المملكة، ولديه علاقات قوية بالولايات المتحدة"، معتبرة أن قصة الفتيحي تضع أسئلة حول التناقض في علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها العرب في الشرق الأوسط.
ورفضت الصحيفة اتهام إدارة ترامب بأنها تجاهلت قضية "الفتيحي"، موضحة أنها "ضغطت وبشكل متكرر وعلى أعلى المستويات (..)، فقد قال بومبيو قبيل زيارته الأخير إلى الرياض، إنه يخطط لطرح موضوع المحاكمة المستمرة للطبيب وفعل"، وفق قولها.
مشكلة ابن سلمان
واستدركت: "المشكلة هي أن محمد بن سلمان يواصل تجاهل المناشدات المتكررة من واشنطن، سواء تعلقت بالمواطنين الأمريكيين المعتقلين أو تخفيض مستويات إنتاج النفط، مع أنه يعتمد على آلاف الجنود الأمريكيين الذين أرسلوا إلى مملكة آل سعود لحماية آبار النفط فيها".
ونقلت "واشنطن بوست" عن "رويترز": "بدا ترامب الشهر الماضي وكأنه نفد صبره بمعاملة ابن سلمان، واتصل بابن سلمان وهدده بسحب القوات الأمريكية إذا لم يخفض مستويات إنتاج النفط، وهو طلب كان يدفع به بومبيو لأكثر من شهر".
ولكن الصحيفة تعتقد أن "قضايا حقوق الإنسان لا تحظى بنفس المعاملة لدى ترامب"، مبينة أنه "لم يذكر اسم الفتيحي أو أي معتقل أمريكي في سجون آل سعود أبدا".
وختمت الصحيفة بقولها إن "الفتيحي لم يتخل عن مهمته، وتمسك بالعمل على افتتاح كلية طب جديدة مرتبطة بالمستشفى الخاص به، ويتطلع للشراكة مع الولايات المتحدة، إلا أن قصته تعطي صورة، أن هذه الشراكة لن تزدهر، طالما ظل محمد بن سلمان في الحكم".
ارسال التعليق