أبوظبي نجحت في زعزعة المسار السياسي للرياض
قالت صحيفة لندية، إنّ العلاقات السعودية الإماراتية تجري باتجاه استنساخ الرياض سياسات ومصالح أبوظبي، لكنّ تفاعلات قضية خاشقجي والفشل الذي تعرّض له محمد بن سلمان داخلياً، والضغوط الأمريكية بخصوص حرب اليمن، جعلت سكك القيادة الإماراتية للمسار السياسي السعودي تتزعزع.
وقالت صحفية “القدس العربي” في مقالها الافتتاحي إن علاقة أبوظبي أظهرت صعوبة جرّ القاطرة السعودية الضخمة المحمّلة بالرموز الإسلامية والعربية بالسرعة المطلوبة نحو إسرائيل، ونحو صراع دمويّ مع الحركات السنّية والإسلامية في كل مكان، وكذلك نحو إيران، عبر طريق النظام السوري.
وذكرت الصحيفة، أنه رغم العناقات الحارّة بين وليَّي عهد السعودية والإمارات، والتحالف العسكريّ في اليمن، والاتفاق على حصار قطر، ووجود قواسم مُشتركة في قضايا المنطقة العربية والعالم، وأشكال الدعم السياسيّة والدبلوماسية وحتى المالية المتبادلة بين البلدين، فإن هناك أسباباً للاعتقاد بوجود خلافات يحاول البلدان إخفاءها.
ولفتت إلى أن عدم ظهور الخلافات علناً، يعود إلى الحدود السياسيّة الصارمة والمخيفة في البلدين، وارتفاع مستوى البطش والنفاق وانعدام حرّية التعبير.
ونوّهت الصحيفة إلى أن تغريدة عبد الخالق عبد الله، الأخيرة التي تفاخرت بأهمية الإمارات بالقول إن «البعض يستكثر القول إن 971 -مفتاح الاتصال الهواتف الدولي بالإمارات- الرمز الدولي الأهم بالمنطقة»، وقبلها تغريدة «وطن زايد» أصبح «مركز الثقل الجديد والنجم التنموي الصاعد في الفضاء العربي»، يمكن أخذها على محمل التباهي الطبيعي للمواطنين ببلدانهم، ولكنّ أسباباً عديدة دفعت مواطنين سعوديين وربما مسؤولين لتحميله معاني الانتقاص من وزن وأهمية بلدهم، فدخلوا حرب النقائض والمباهلة للتأكيد على أن الرياض هي «عاصمة القرار العربي» وليست أبوظبي. لكنّ الحقيقة، بحسب الصحيفة، أن خطابه الإنسانيّ وتفاخره بوزن الإمارات الكبير أمور لا يمكن أن تحجب ثقل الدولة الكبير» في قضايا انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات نفسها، ولا تخفي نجمها الصاعد في قضايا استهداف الأكاديميين بمن فيهم الأجانب كما حصل مع طالب الدكتوراه البريطاني ماثيو هيدجز، هذا إذا لم نتحدث عن دورها المرعب في إنشاء السجون والميليشيات واستئجار المرتزقة للقيام بعمليات الاغتيال في اليمن، ودعمها للمستبدين والطغاة والجنرالات الفاسدين والثورات المضادة في كل مكان.
وتقول الصحيفة إنّ استعلاء الإمارات على السعودية، الواضح في تغريدات عبد الخالق، يكشف بشكل أو آخر، سعي وليّ العهد محمد بن زايد بإلحاق نجاح السعودي بالإماراتي، أكان ذلك في محاولة إلزام الرياض بموقف العداء الوجودي للإسلاميين، أو بجرّ الرياض بسرعة لإعادة العلاقات مع النظام السوري، أو باستهدافها حكومة هادي منصور المدعومة من الرياض، لإحلال ميليشياتها العسكرية مكانها، وتسريع تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ارسال التعليق