أحكام قضائية مغلظة تطال معتقلي أبناء قبيلة الحويطي لرفضهم التهجير
أصدر القضاء السعودي أحكاما تعسفية تقضي بالسجن لفترات طويلة، ضد بعض معتقلي الرأي من أبناء قبيلة الحويطات على خلفية رفضهم التهجير من أراضيهم ومنازلهم لصالح مشروع نيوم.
وأكدت أوساط حقوقية على تعرض كل من أحمد عبد الناصر الحويطي وعبد الناصر أحمد الحويطي ومحمود أحمد عبد الناصر الحويطي لأحكام تعسفية طويلة من دون سند قانوني.
وقضت المحكمة الجزائية المتخصصة بسجن عبد الناصر الحويطي مدة 27 سنة، فيما جاء حكم السجن بحق أحمد الحويطي لمدة 20 سنة، ومحمود الحويطي لمدة 35 سنة.
يذكر أن الشيخ عبدالناصر أحمد الحويطي ومحمود أحمد الحويطي هم اشقاء الرحيل عبد الرحيم الحويطي الذي قتل برصاص قوات النظام بسبب رفضه للتهجير القسري من بيته بذريعة مشروع نيوم.
وكان اعتقال الثلاث وبعض من أفراد عائلتهم، قد تعرضوا للاعتقال التعسفي على يد عناصر أمن الدولة ضمن حملة اعتقالات طالت أبناء الحويطي بسبب الرفض الشديد لقتل عبد الرحيم الحويطي والسعي المستمر لتهجير سكان القبيلة بذريعة مشروع نيوم.
ويقدر عدد المعتقلين من قبيلة الحويطات بنحو 26 معتقلا داخل سجون آل سعود؛ بتهمة مقاومة النظام الذى يسعى إلى تهجيرهم بالقوة لصالح بناء مدينة أحلام ولي العهد محمد بن سلمان على شاطئ البحر الأحمر.
وكشف مصدر من داخل القبيلة لـ”ويكليكس السعودية” النقاب عن أسلوب جديد تتبعه أجهزة الأمن السعودية مع أبناء قبيلة الحويطات بغرض الاستفراد بهم واعتقالهم.
وقال المصدر – الذي فضل عدم الكشف عن هويته – خشية الملاحقة الأمنية، إن سلطات آل سعود تحاول استدراج الرجال والنساء إلى خارج القبيلة ثم تستفرد بهم وتقوم باعتقالهم.
وقالت صحيفة “إندبندت ” البريطانية إن قبيلة الحويطات أمام خطر التهجير القسري لبناء مشروع يعبر عن غرور زعيم المملكة، مشيرة إلى أن مشروع مدينة نيوم المفضل لدى الأخير يضع البلاد في مواجهة مع ماضيها
وأضافت الصحيفة البريطانية أن سلطات آل سعود التي مضت بالمشروع قامت الأشهر الأخيرة باعتقال وملاحقة بل وقتلت أبناء العشيرة لأنهم تساءلوا عن جدوى المشروع أو لأنهم رفضوا بيع أرض أجدادهم للدولة.
وخصصت ولي العهد ميزانية 500 مليار دولار لبناء مدينة تكنولوجية حديثة من أجل جذب الاستثمار الأجنبي وبدء عصر اقتصاد ما بعد النفط في المملكة.
وبحسب الوثائق المسربة، فستضم “نيوم” قمرا صناعيا وشواطئ متوهجة في الظلام وخدما من الروبوتات وسيارات طائرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يقف أمام هذا المشروع الذي يعبر عن الغرور هي قبيلة سعودية عتيقة، قبيلة الحويطات التي رعى أبناؤها الغنم بالمنطقة على مدى القرون.
ونقلت عن الناشطة السعودية في مجال حقوق الإنسان في لندن علياء الحويطي، وتتحدث باسم القبيلة: “عندما بدأوا بناء نيوم بداية 2016 وعدهم محمد بن سلمان أن يكونوا جزءا منها والمشاركة في بنائها وتطوير المنطقة”
ولكن ”في 2020 أجبروا على ترك الأرض بدون مكان للإقامة فيه. وعندما تفتح فمك وتقول شيئا على منصات التواصل الاجتماعي تختفي من على وجه الأرض”.
وأكدت الصحيفة أن القمع بعد عامين من اختطاف وتعذيب وتقطيع جثة الصحافي جمال خاشقجي زاد بشكل كبير داخل المملكة.
وتعتبر قبيلة الحويطات التي تتوزع فروعها على مصر والأردن وفلسطين والسعودية من أكثر التجمعات السكنية تعرضا للقمع والوحشية.
ودعا أفراد القبيلة الأمم المتحدة للتحقيق في مأزقهم وقالوا إن ما تقوم به السعودية يصل إلى حد تدمير جماعة محلية.
وجاء في بيان للقبيلة: “بعيدا عن أشرطة الفيديو الترويجية لنيوم وتزعم أنها “أرض عذراء” فإن قبيلة الحويطات تعيش في أجزاء كبيرة من الأرض منذ مئات السنين”.
ورغم البطء في تنفيذ المشروع بسبب الوضع الاقتصادي العالمي إلا أن السلطات السعودية تواصل طرد أبناء قبيلة الحويطات من أراضيهم.
وتضم المنطقة 13 قرية على طول البحر الأحمر.
وقتلت أجهزة أمن الدولة عبد الرحيم الحويطي أحد أبناء القبيلة في نيسان/إبريل بعدما رفض تسليم منزله تمهيدا لهدمه.
ارسال التعليق