كتب مارتن شولوف مراسل صحيفة “الأوبزيرفر” في الشرق الأوسط تقريراً قال فيه أن مستشاري ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يجمعون على أن الرياض باتت تواجه مشكلة خطيرة تهدد تماسك الكيان السعودي ومشروع رؤية 2030 الذي قدمه بن سلمان.

وأشار التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن ” سلطات الرياض تواجه على كل جبهة معركة -يمكن أن تخسرها- خلال سعيها للإحكام على الحكم في بلد تتطور أزماته الداخلية والخارجية بسرعة ويصل إلى حالة الانفجار.

يواجه بن سلمان معركة اقتصادية وثقافية وسياسية واجتماعية، والبلد بحاجة للتغيير على هذه الجبهات كلها، وهذا تحدي بنى محمد بن سلمان إرثه عليه، فبعد الانقلاب الذي قام به على ابن عمه محمد بن نايف بداية الصيف، فإنه يجد نفسه أمام استحقاقات المرحلة.

ويضيف شولوف: “كونها ملكية مطلقة تعاني من تضخم في القطاع العام غير الفعال، وبرواتب عالية تدفعها الحكومة، وبمقاومة للتغيير، فإن أي عملية إصلاحية ليست سهلة، وبالإضافة إلى هذا فإن العقلية التي تربى عليها الشعب، من ناحية حقهم في الحصول على دعم الدولة، تجعل من أي محاولة للتغيير صعبة إن لم تكن مستحيلة”.

وتلفت الصحيفة إلى أن بن سلمان بنى خطته على منح المواطنين فرصة للحصول على حصة من ثروة البلاد وخصخصة قطاعات مهمة، مشيرة إلى أنه لترطيب الأجواء أو “تحلية” السكان، فإنه بدأ عملية إصلاح تتجاوب مع رغبات الجيل الشاب، واعدا بفتح دور السينما، وتنظيم حفلات موسيقية، وإن كانت للذكور فقط، ومنح الشباب الفرصة للتمتع بالنماذج الثقافية التي يحنّ إليها.

وبحسب التقرير، فإن نسبة 60% من سكان السعودية هم من الشباب تحت سن الثلاثين، ومن بين هؤلاء نسبة عالية غير راضية عن الوضع وساخطة من العقد الاجتماعي مع السلطة، الذي يقيد حركتهم وتفاعلهم مع بعضهم، ولا يسمح لهم بالترفيه، ولا تتوفر لهم الوظائف، وإن وجدت فهي حرف يدوية.

ويجد شولوف أنه لهذا السبب كان نموذج الجهاديين جذابا للكثير  من الشباب، في ظل ما يرونه فشلا للسلطة في الوفاء باحتياجاتهم، مشيرا إلى أن تغيير الطريقة التي يعيش فيها السعوديون متداخل مع تغيير الطريقة التي يعملون فيها، فرغم الحماس الشديد بين قطاعات في المجتمع، إلا أن هناك سخطاً بين قطاعات أخرى، بشأن ما يطمح بن سلمان لتحقيقه ومداه.

وختمت “أوبزيرفر” بالقول إن رهانات التغيير ضخمة، إلا أن ثمن الفشل قد يتفوق عليها، وفي الوقت الحالي تحركت الشاحنة الضخمة، وربط بن سلمان مصير العرش بها.