أويل برايس: خلاف السعودية والإمارات لم ينته رغم اتفاق "أوبك+"
التغيير
فاجأت الممانعة غير المتوقعة للإمارات سوق النفط خلال مفاوضات "أوبك+" الشهر الماضي، لكن الخلاف بين الإمارات و المملكة لم يكن مفاجئا للخبراء الذين يتابعون سياسات الشرق الأوسط منذ سنوات، وفقا لموقع "أويل برايس".
ولمدة أسبوعين في أوائل يوليو/تموز الماضي، ارتبك سوق النفط في العالم بسبب الخلافات حول كمية النفط التي يمكن لأبوظبي وبعض الأعضاء في أوبك ضخها مع بدء التحالف النفطي في حل 5.8 ملايين برميل ضمن التخفيضات اليومية.
وفي حين فاجأ الخلاف العديد من المشاركين في السوق، لكن بالنسبة للمحللين والخبراء الذين يتابعون التطورات في الشرق الأوسط، لم يكن الأمر مفاجأ بسبب تزايد المنافسة الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة بين الحليفين، وقالوا إن الخلاف وجد منفذا للظهور من خلال هذه القضية، التي تبدو ثانوية.
وبحسب ما ورد في تقرير "أويل برايس" الذي كتبته "تسفيتانا باراسكوفا"، كانت المنافسة بين نظام آل سعود والإماراتيين موجودة منذ سنوات، على الرغم مما بدا دائما على أنه "صداقة" بين "محمد بن سلمان" وولي عهد الإمارات "محمد بن زايد".
وأشار التقرير إلى أن آل سعود والإمارتيين حلفاء عندما يتعلق الأمر بمواجهة النفوذ الإيراني، لكن لديهما وجهات نظر متباينة بشأن قضايا جيوسياسية أخرى.
كما تتنافس المملكة والإمارات على الاستثمار الأجنبي ضمن محاولة لتنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد المفرط على النفط.
وأوضح محرر التقرير أن المملكة والإمارات تتطلعان إلى زيادة القدرات الانتاجية من النفط إلى أقصى حد قبل أن يؤدي "انتقال الطاقة" في النهاية إلى حرمانهم من بعض العائدات النفطية.
وفي محادثات "أوبك+" أصرت الإمارات على خط أساس أعلى لأنها تعتقد أن خط الأساس لعام 2018 كان منخفضا بشكل غير كاف، لا سيما في ضوء الطموح بزيادة إنتاج النفط إلى 5 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2030 من حوالي 4 ملايين برميل يوميا الآن.
وتخوف المراقبون من انهيار تحالف "أوبك+" بسبب الجمود الذي أستمر أكثر من أسبوعين، لكن التحالف توصل إلى اتفاق تسوية في النهاية.
ومع ذلك، لا تزال الخلافات بين المملكة والإمارات قائمة مع فروق اقتصادية وجيوسياسية، وكما قالت مديرة الأبحاث في "إنيرجي اسبكتس"، "أمريتا سين"، في اليوم التالي لإعلان اتفاق "أوبك+"، فإن التوترات الأساسية بين المملكة والإمارات العربية لم تختف.
وأكدت "سين" أن الخلاف كان نتيجة لقضايا أوسع، وليس فقط بسبب مستوى الإنتاج الأساسي في اتفاقية "أوبك+"، مشيرة إلى أن الإمارات تحاول الخروج من ظل نظام آل سعود في الشؤون الاقتصادية والجيوسياسية الإقليمية.
وقال محللون إن المنافسة بدأت اقتصاديا بين الإمارات و المملكة، ومن الحتمي أن تشتد في الأيام القادمة.
وأكد خبراء في الشرق الأوسط، بحسب تقرير "أويل برايس"، أن ما رآه العالم من خلاف حول عدة مئات من براميل النفط كان في الواقع عبارة عن تشقق في العلاقات بين البلدين بدأ منذ سنوات.
وأوضحوا أن المفاجأة الواسعة بشأن الخلاف جاءت بسبب سوء فهم عند الجميع بشأن العلاقة بين الإمارات و المملكة ، حيث كان هناك افتراض شائع بأن لديهما وجهات نظر ومصالح عالمية متوافقة لا يمكن تمييزها، وأن الإمارات إلى حد ما هي نوع من التبعية للمملكة.
وأشار التقرير إلى الاختلافات الجيوسياسية بين الإمارات و المملكة فيما يتعلق باليمن والاعتراف بإسرائيل.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تحدث المحللون عن تحركات المملكة في وقت سابق من هذا العام لتحدي الإمارات في قضية جذب رؤوس الأموال والشركات الأجنبية.
وقالوا إن الانقسامات حقيقية وهامة، وتؤدي إلى خلاف أعمق مع مرور الوقت.
ارسال التعليق