"الدم والنفط": أزمة الخليج خُطط لها قبل 3 أشهر من افتعالها
التغيير
يكشف كتاب "الدم والنفط" للصحفي الأمريكي برادلي هوب، والمستشار المالي جستن شيك، عن صعود محمد بن سلمان إلى السلطة، وما رافق ذلك من تخطيط قام به في الأزمة الخليجية مع قطر.
وينشر "التغيير" جزئية من الكتاب الذي صدر، اليوم الثلاثاء (1 سبتمبر)، ما يتعلق بالأزمة الخليجية، حيث يكشف عن التحذيرات التي أطلقها السفير الأمريكي في الرياض جو ويستفال، ووجهها لمحمد بن سلمان مراراً من أي عدوان عسكري على قطر.
لكنه أشار إلى أن ستيف بانون مستشار ترامب، أبلغ محمد بن زايد "بأن علينا الاهتمام بهؤلاء"، في إشارة لقطر، مضيفاً: "إنهم أسوأ من الفرس".
ويقول الصحفي هوب والمستشار شيك إن السعوديين أبلغوا جاريد كوشنر صهر ترامب، بمقاطعة قطر قبل ساعة من بدء التنفيذ، وطلب منهم تأخير الخطوة، ليأتي الرد بالقول: "الأمر متأخر جداً، لقد بدأنا التحرك".
وأوضح الكاتبان أن وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون، بعد بدء الأزمة الخليجية اتصل بالبيت الأبيض محذراً من أن قاعدة العديد ستكون في خطر، "إذا بدأ ثلاثة من أكبر مشتري السلاح الأمريكي بتوجيه أسلحتهم ضد بعضهم البعض".
وأشار كتاب "الدم والنفط" إلى أن جهود تيلرسون لدفع ترامب لتهدئة الوضع في الخليج "لم تنجح"، وأبلغ في اليوم التالي جاريد كوشنر وترامب أن الأزمة "ستقلب حياة القطريين الذين لن يتمكنوا من أداء امتحاناتهم، ولن يكون هناك حليب في البقالات"، ليرد ترامب: "أنا لا أبالي بتاتاً بالحليب".
وأضاف: "ترامب أبلغ كوشنر أمام تيلرسون: إذا جعلتهم يتقاتلون لكي يقللوا الدعم المالي للإرهاب فإن ما حصل في الاتجاه الصحيح. دع السعوديين يجدون مخرجاً".
ويوضح الكتاب أن التخطيط لأزمة الخليج بدأ قبل 3 أشهر من افتعالها، وبالتحديد في 22 مارس 2017، ووضعها استراتيجي سعودي يدعى عبد العزيز العتيبي، يعمل في سفارة مملكة آل سعود في واشنطن، عبر حملة إعلامية مركزة لمدة 3 أشهر تنطلق في يونيو بعد انتهاء زيارة ترامب.
وأضاف: "كانت الخطة عبارة عن تغطية أسبوعية تزيد من وعي المتلقي الغربي بشأن (مزاعم) دعم قطر للإرهاب، وتقديم معلومات عن (ادعاءات) الرشى لشراء كأس العالم 2022".
ولفت إلى أن القيادة الإماراتية وجدت الفرصة سانحة في 2017، "بعدما حصلت على حلفاء لإطلاق الأزمة مع قطر وجعل الحياة صعبة للقطريين كي توافق الدوحة على شروطهم، لكن الأزمة ارتدت عليهم بعد أن قررت قطر المواجهة".
ويشير إلى أن الفشل في التخطيط للأزمة مع قطر دفع مستشار ترامب ستيف بانون، ليطلب من مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد تقديم لائحة مطالب لقطر لكي "تتمتع الأزمة بالمصداقية"، قائلاً له: "عليك أن تقدم شيئاً، ما هي مطالبك؟!".
وأكد أن تدخل الولايات المتحدة وفرنسا لتهدئة الأزمة الخليجية تزامن مع بدء حرب سيبرانية غير مسبوقة في التاريخ، مشيراً إلى أنه خلال أيام من الأزمة "تمت قرصنة إيميل السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، ومحتواه منشور في صحف عالمية عدة".
وتواصل الدول الأربع (مملكة آل سعود، والإمارات، والبحرين، ومصر) مقاطعتها لقطر وإغلاق حدودها معها، منذ يونيو 2017، بزعم دعمها للإرهاب والتقارب مع إيران.
وطوال السنوات الثلاث نفت قطر هذه المزاعم، واعتبرتها محاولة للسيطرة على قرارها السياسي والنيل من سيادتها، وأكدت على لسان أكثر من مسؤول أنها مستعدة للتفاوض لكن دون شروط مسبقة أو انتقاص من سيادتها.
وتقود الكويت وساطة بين الفرقاء الخليجيين بدعم أمريكي، وتسعى جاهدة لرأب صدع البيت الخليجي، في أسوأ أزمة تعصف بمجلس التعاون الخليجي.
ارسال التعليق