السعودية متورطة بفضيحة مالك واشنطن بوست
أفاد موقع “موذر جونز” الأمريكي بأن التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) حول الدور السعودي بتسريب صور فاضحة للملياردير الأمريكي “جيف بيزوس”، مالك صحيفة “واشنطن بوست”، يؤشّر إلى تورط شركة (AMI) المملوكة ل “ديفيد بيكر”، أحد أصدقاء الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” القدامى.
ونقل تقرير للموقع عن مصدرين مطلعين على مسار التحقيقات، قولهما إن المكتب حقق مع موظفين بالشركة وساءلهم حول العدد الباذخ والثقيل الذي نشرته AMI عبر مجلتها “ناشيونال إنكويرر” عن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، الذي احتوى على تقارير ومقالات مادحة له. وركز (FBI) على الظروف التي رافقت إصدار العدد الخاص من المجلة، وفيما إن كانت (AMI) قامت بحملة ترويج غير قانونيّة بالنيابة عن قوة أجنبية. وجاء هذا التحقيق وسط جدل حاد حول محاولة (AMI) ابتزاز “جيف بيزوس”، بصور فاضحة تبادلها، كما يزعم، مع صديقته، حيث اتهم “غافين دي بيكر”، المُحقق الخاص الذي يعمل لصالح الملياردير الأمريكي، السعودية بسرقة الصور وبيانات خاصة من هاتف “بيزوس”، وتعاونت مع “ناشونال إنكويرر”؛بهدف الإطاحة به.
ويرى معسكر “بيزوس” أن السعوديين استهدفوا الملياردير انتقاماً منه لكونه مالك صحيفة “واشنطن بوست”، التي لم تتوقف عن تغطية جريمة اغتيال الكاتب الصحفي “جمال خاشقجي” بشكل أغضب “ابن سلمان” المتهم بإصدار أوامر الجريمة.
ونقل “موذر جونز” عن محقق فيدرالي سابق، قوله إن تحقيق (FBI) في التأثير السعودي سيترك تداعيات كبيرة على (AMI)، فهو يهدّد بإلغاء اتفاق عقدته العام الماضي مع وزارة العدل الأمريكية، حول دورها في دفع أموال في قضية تمويل لحملة “ترامب” الرئاسيّة، قام بها محاميه “مايكل كوهين” نيابة عنه، وحكم عليه بالسجن لمدة 3 أعوام لهذه القضية وقضايا أخرى.
وبحسب التقرير، فإن (AMI) وافقت على التعاون في التحقيق مقابل حصولها على حصانة من الإدانة، إلا أن الصفقة قد تلغى لو ثبت أن الشركة كانت منخرطة في أعمال أخرى غير شرعيّة. ونوّه الموقع إلى أن العدد الخاص من مجلة “إنكويرر” صدر في مارس 2018، وجاء في 97 صفحة، ضمت مقالات متملقة، بعناوين منها: “أكثر زعيم عربي مؤثر يقوم بتحويل العالم في عمر 32 عاماً”.
واحتوى العدد على مقابلة مع واحد من المستشارين الشباب للشرق الأوسط، وهو رجل الأعمال “كيسي غراين”، الذي قال إن السعودية التي تقف على أهبة ثورة اقتصاديّة، وستقود “السوق العربية المتحدة” التي تقع بين الصين وأوروبا. وظهرت صورة “غراين” بالعدد مبتسماً إلى جانب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بالبيت الأبيض في 17 يوليو 2017، بحضور “بيكر” والمدير البارز ل(AMI) “ديلان هاوراد”، وصهر “ترامب”، “جاريد كوشنر”.
وكان جلوس “بيكر” مع “ترامب” بمثابة رسالة للسعوديين عن تأثيره “غير الرسمي” في البيت الأبيض، حيث سافر بعد شهرين إلى السعودية بمعية “غراين”، والتقى “ابن سلمان”، وناقش معه خططاً لتوسيع منافسة كمال الأجسام “مستر أولمبيا” إلى السعودية وشمال أفريقيا. وفي الربيع التالي نشرت مجلة “ناشيونال إنكويرر” عددها الخاص “المملكة الجديدة”، الذي طبعت منه 200 ألف نسخة، وتزامن مع جولة “ابن سلمان” في الولايات المتحدة، وكان الهدف منه هو بناء رؤية إيجابية عن ولي العهد الذي أطاح بابن عمه ليحل محله ولياً للعهد، وقام بسجن وتعذيب المعارضين له.
وأثار صدور العدد الخاص شكوكاً حول دور سعودي فيه، وأنه جاء بطلب من “ابن سلمان” نفسه، وفقاً لما أورده “موذر جونز”، لكن موقع “ديلي بيست” اتصل بالسفارة السعودية في واشنطن للسؤال عنه، والتي نفت بدورها أي علاقة بما صدر عن (AMI). فيما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”، أن النسخ الرقميّة للعدد شاركتها (AMI) مع مسؤولين بالسفارة السعودية في واشنطن قبل 3 أسابيع من صدورها. ولو صحّ تمويل السعودية للطبعة، فإن الشركة ستكون قد انتهكت قانون تسجيل العملاء الأجانب، الذي يطلب من جماعات التأثير واللوبي الكشف عن مصادر تمويلهم وزبائنهم.
ارسال التعليق