الغارديان: آل سعود في حالة إنكار وحالة التطرف في المملكة لم تبدأ بالثورة الإيرانية
نشرت صحيفة الغارديان مقالا لنسرين مالك بعنوان “آل سعود في حالة إنكار” وقالت فيه: “شيئا يوشك على الحدوث في السعودية، فعلى مدى عقود اتبعت العائلة المالكة في السعودية سياسة تقديم وعود دون الوفاء بها قط.. وتضيف أن السعودية تحدث جلبتها المعهودة في محاولة لصقل صورة المملكة التي شابها الكثير من التلف عالميا، ولكن حين يحين وقت التنفيذ، لا تفي المملكة بما تعهدت به”.
وأضاف مقال الصحيفة أن ’’هذه المرة قد يختلف الحال، ففي مقابلة مع الغارديان أدلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتصريح يجذب انتباه الجميع حتى أكثر المتشككين، حيث قال إن الثورة الإيرانية أدت إلى ظهور أنظمة دينية في المنطقة وإنه حان الوقت “للتخلص من ذلك” في المملكة.
وقال ولي العهد السعودي “سنعود إلى ما كنا عليه – الإسلام المعتدل المنفتح على العالم والديانات الأخرى. تقل أعمار 70 في المئة من السعوديين عن الثلاثين. لن نضيع 30 عاما من عمرنا في مكافحة الأفكار المتطرفة. سنقضي عليها الآن وعلى الفور”.
واعتبرت الكاتبة أن “ولي العهد مروج محنك لفكره ومحبب من وسائل الإعلام الغربية، ونجح في تقديم نفسه على أنه محور التغيير منذ أمد طويل في المملكة.
وبدا لبعض الوقت أن ولي العهد لا يقدم غير الكلمات والوعود، ولكن التعليقات الأخيرة مصحوبة بالسماح للنساء بقيادة السيارة تشير إلى أن ولي العهد وعددا من أفراد الأسرة المالكة جادون في التغيير”.
وأرت إنه “إضافة إلى ما يبدو من صدق نوايا ولي العهد للإصلاح، توجد أيضا خلفية إقتصادية لهذه التغييرات، حيث علمت الأسرة المالكة، عبر أعوام من انخفاض أسعار النفط مُنيَ بها اقتصاد يعتمد بصورة رئيسة على النفط، أن النظام لا يمكن أن يستمر بصورته الحالية”.
وذكر مقال الصحيفة أنه رغم ما يبدو من تغييرات، فإن المملكة ما زالت تعاني من حالة إنكار، معتبراً أن حالة التطرف في السعودية لم تبدأ بالثورة الإيرانية. موضحاً إن التطرف في المملكة السعودية بدأ بإطلاق يد رجال الدين المتشددين في التحكم في كل شيء، بدءا من المناهج المدرسية إلى قوانين النظام العام.
وتابع المقال بقول أن إطلاق يد رجال الدين المتشددين في السعودية كان يعني بالنسبة للعائلة المالكة تهدئة مؤسسة دينية قد تتسبب محاولة تحجيمها في الكثير من الخلاف داخل البلاد، كما كان يعني تمكين النظام من توطيد حكم سلطي لا يمكن مساءلته.
ارسال التعليق