الهذلول.. الإسكات الوحشي لناشطة نسائية
نشرت صحيفة “الجارديان” تقريرًا عن الناشطة السعودية لجين الهذلول بعنوان: “ما فعلوه كان مرعبًا: الإسكات الوحشي لناشطة نسائية”. وقالت الصحيفة إن لجين تعد في خارج بلادها رمزًا للمقاومة والدفاع عن حقوق المرأة، ولكنها تعتبر في السعودية تهديدًا على أمن البلاد. ونقلت الصحيفة عن شقيقها وليد الذي بقي في كندا بسبب حظر السفر الذي فرض على عائلتها بعد اعتقالها ، إن لجين كانت تطرح الأسئلة “ودائمًا ما أشارت للنفاق الذي يحيط بحظر قيادة المرأة للسيارة وحاولت فهم سبب منع المرأة من القيادة، وظلت تطرح أسئلة، وتضيف الصحيفة: عندما تم توقيفها وهي تقود سيارتها في الإمارات ورحلت للسعودية، كان حكام السعودية بدأوا آخر جهودهم الوحشية لإسكاتها. واحتجزت لثلاثة أيام ثم أطلق سراحها وبعد ذلك اعتقلت من بيت أهلها في الرياض وعصبت عيناها ووضعت بصندوق السيارة وأخذت لمركز اعتقال وصفته بـالمكان المرعب” وفيه عذبت وهددت بالاغتصاب والقتل، وهي معتقلة منذ أكثر من عام. واعتقلت، مع لجين ، 10 نساء أخريات بحملة استهدفت الناشطات اللاتي دافعن عن حق المرأة في القيادة. وشمل الاعتقال الناشطة عزيزة اليوسف وإيمان النفجان، وهو ما دعا ناشطي حقوق الإنسان لوصف حملة القمع السعودية بأنها “عام العار” وتم فيه اعتقال الدعاة والصحافيين والكتاب والناشطين أيضًا. وتم تقديم 11 منهن للمحكمة بتهمة “تقويض أمن واستقرار والسلام الاجتماعي” مع اتهامات بالتواصل مع دبلوماسيين أجانب وصحافيين. وأفرج عن سبعة منهن بكفالة فيما لا زالت لجين تقبع في السجن.
ويقول المراقبون إن الهذلول تعرضت لمعاملة سيئة لدورها القيادي كناشطة أنثوية، حيث نظر لعملها كصفعة بوجه الرواية التي تروج إليها المملكة وهي أن التغيير يأتي من القمة. ولا أحد يعرف كيف سينتهي سجنها. وتنقل الصحيفة عن هالة الدوسري، الناشطة السعودية بحقوق الإنسان والباحثة بمركز حقوق الإنسان والعدالة الدولية بجامعة نيويورك قولها، إن تقديم النساء للمحكمة هو “ردع وتم معاملتهن لتقديم مثال لأي امرأة تفكر بعمل نفس الشيء”.وبحسب “أمنستي إنترناشونال” اعتقلت النساء لمدة شهر في مكان مجهول وتعرضن للتعذيب والصعق الكهربائي والتعذيب الجسدي والنفسي. وترى الدوسري أن الهذلول استهدفت تحديدا من بين الناشطات و”تعرضت للتعذيب الجسدي ، وهو ما يكشف عن وعي الدولة بتأثيرها وما تمثله من قوة موجهة للمجتمع الذي يرتبط بها وبطموحاتها”.
ويقول شقيقها إن سعود القحطاني، المستشار سيئ السمعة لولي العهد السعودي أشرف في المعتقل على تعذيبها، وقال لها: سأقتلك وأقطعك وأرميك بمياه المجاري وقبل ذلك سأغتصبك، وأضاف وليد: إن شقيقته لا تزال قلقة على حال المرأة خارج السجن لا على وضعها، ومن سجنها ظلت تسألني عن شعورهن وإن كن يستمتعن بحق القيادة ، ولم تتخل عن مبادئها، حيث اعتبرت أنه حق أساسي، وهي هناك تفكر بالآخرين. وهذه هي شخصيتها، فهي تهتم بالآخرين أكثر من اهتمامها بنفسها”.
وتقول روزة خان، الصديقة التي التقت لجين بجامعة بريتش كولومبيا بفانكوفر، “كانت دائما صريحة وواثقة من نفسها ومطلعة جدا، ولم تخش إبداء رأيها”. وقامت عروبة جمال، التي عملت مع خان على الدفاع عن الناشطة السعودية ضمن مجموعة “أصدقاء لجين” والمطالبة بالإفراج عنها، بنشر تغريدة وصورة لها في المناسبة التي عقدت في جامعة بريتش كولومبيا عام 2012”. وواصلت لجين الهذلول بناء حضورها على الإنترنت وعززت من سمعتها كناقدة للقوانين التي تعطي الذكور الحق بالوصاية على المرأة. وهي القوانين التي تحظر على المرأة السفر أو القيام بعمل مستقل دون إذن من وليها. وتؤكد خان: “رغم كونها ناقدة صريحة وامرأة متحررة، إلا أنها وطنية، ولن تسمعها وهي تنتقد ثقافتها أو حكومتها بطريقة أو بأخرى”، مضيفة أن “السعودية وثقافتها هي جزء منها وكل ما كانت تطالب به هو إصلاحات ثانوية تقودهن (النساء) للعالم الحديث”.
وظهرت لجين في الأخبار عام 2013 عندما سجل والدها فيديو وهي تسوق السيارة من المطار إلى البيت كجزء من حركة “يجب على المرأة قيادة السيارة” وهي حركة أدت لحملة قمع من الشرطة. وبعد عام قادت سيارتها من الإمارات إلى الحدود السعودية حيث احتجزت لـ73 يومًا. وهي تجربة وصفتها بالثرية. وتقول الدوسري إنها أعجبت بالهذلول عندما التقت فيها بمؤتمر عقد في واشنطن “وشعرت أن هذه شخصية يجب دعمها كأيقونة وفاعل تغيير” . وتضيف: “بالنسبة لي كانت مثالًا مبهرًا عن شخص لديه كل شيء ليعيش برفاهية ولكنها مستعدة للمخاطرة من أجل الناس”. وأشارت الدوسري للهذلول عدة مرات بـ ”الأيقونة” قائلة إنها أشعلت الخوف في قلب السلطة الحاكمة لأنها “كانت صوتا لم تقو عليه الدولة”.
وحصلت الهذلول والنفجان ونوف عبد العزيز على جائرة منظمة بن/ باربي للحرية في أمريكا هذه السنة. وفي إبريل وضعتها مجلة “تايم” ضمن 100 شخصية مؤثرة عام 2019. كما أن زيادة سمعة الهذلول الدولة كناشطة أنثوية ملهمة هو تحقيق لحلم أمها. وتتذكر خان كيف أخبرتها لجين أن أمها شاهدت صورة سيدة أعمال على غلاف مجلة وجمعت بناتها وقالت لهن إنها تريدهن مثل تلك المرأة في المجلة وأن “يعرفن ما يفعلن، وطلبت منهن عدم الخوف واتخاذ القيادة والعمل على تحقيق الطموحات مهما احتاج الأمر” .
ارسال التعليق