بن سلمان سيستغل أجواء التصعيد لإعدام معارضيه
حذرت الأكاديمية والمعارضة السعودية مضاوي الرشيد من استغلال محمد بن سلمان لأجواء التصعيد في المنطقة، والشحن الداخلي الذي يحاول فيه تضخيم الخطر الحوثي والإيراني لأجل تنفيذ وجبة جديد من الإعدامات يتخلص فيها من معارضيه.
تحذيرات الرشيد تتزامن مع تقريرين واحد لمنظمة العفو الدولية "أمنستي" تحدثت فيه عن استمرار القمع وتصاعده في السعودية محذرة من إعدامات قادمة، والآخر للموقع البريطاني "ميدل إيست آي"، الذي كشف فيه أمس عن عزم السلطات السعودية إعدام كل من سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري مباشرة بعد شهر رمضان المبارك.
ولفتت مضاوي الرشيد في مقابلة لها إلى التحول حتى في الممارسات التقليدية في السعودية وانقلابها للضد تماما، حيث جرت العادة أن تقوم السلطات قبل رمضان وبعده بإصدار عفو عن المعتقلين والمساجين، لينتهي حتى هذا التقليد بحسب الرشيد بسُنة سيئة في عهد الملك سلمان وابنه محمد.
وتحول رمضان والعيد –في رأي الرشيد- إلى مناسبتين لتنفيذ الإعدامات والتخلص من المعارضين، مذكرة بإعدام 37 شخصا قبل رمضان، والإعداد حاليا لإعدام العلماء والمعارضين في العيد، معبرة عن اعتقادها بأن النظام السعودي تجاوز أزمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي ويتحرك حاليا بأريحية في ظل الدعم الأميركي المطلق.
كيف تنظرين لتحذير العفو الدولية "أمنستي" من موجة إعدامات قادمة في السعودية؟
الوضع الحقوقي في السعودية كارثي وهو في أسوإ أحواله، حتى المساحات الضيقة والهوامش التي كانت موجودة في السابق انتهت في عهد الملك سلمان وابنه ولي العهد، حيث جرت العادة أن يصدر عفو ملكي عن مساجين سياسيين وغيرهم دائما في مناسبات كرمضان أو العيد، إلا أنه حتى هذه السُنَّة انتهت في عهد الملك سلمان وابنه وأصبح الإعدام حقيقة تمارس في كل الأشهر، فقبل رمضان تم إعدام 37 شخصا، وفي هذا السياق يأتي تحذير "أمنستي" إلى أنه قد يكون هناك إعدامات بعد رمضان وهذا بطبيعة الحال يعد تراجعا في المساحات الضيقة التي كانت موجودة من قبل، خاصة أنه لا يوجد أي اهتمام بالرأي العام لدى النظام السعودي، إضافة لخلو الساحة السياسية الداخلية من أي جهة لها ثقل، فقد فُرِّغت الساحة من جميع هؤلاء كالعلماء والناشطين، ولم يعد هناك حاجة للتوازن في السياسة الداخلية، أما على المستوى الخارجي فالعلاقة الحميمة بين بن سلمان وأميركا تعطيه الحق بفعل أي شيء دون حساب.
هل يمكن أن يقدم بن سلمان فعلا على تنفيذ إعدامات جديدة؟
نعم، أعتقد في ظل الوضع المحتقن في المنطقة فيمكن أن يستغل ذلك ويقدم على موجة إعدامات جديدة، وخاصة أن هناك التهديد والخطر الإيراني وتضخيمه داخليا بالإضافة إلى تهديدات الحوثي وصواريخه، وذلك لتصفية الخصوم السياسيين، وسيستغل بن سلمان هذه الأجواء لأن كل هؤلاء يصفهم إعلامه بعملاء الخارج.
لكن هل تعتقدين بأن السعودية تجاوزت جريمة اغتيال جمال خاشقجي لتقدم دون حساب على إعدام علماء ودعاة بارزين كالعودة والقرني والعمري دون اكتراث برد الفعل الدولي؟
النظام السعودي تجاوز أزمة خاشقجي ويتصرف وكأنها في طي النسيان، طبعا ساعده في ذلك الانحياز الأميركي وأصدقاؤه في واشنطن، الرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، ولكن ستبقى ذكرى خاشقجي بطبيعة الحال في الذاكرة، وقصته ستظل لها أثر كبير على نفسيات المعارضين لكن أعتقد أن النظام السعودي تجاوزها.
في هذا السياق كيف تنظرين للتهديدات التي وصلت لرفاق خاشقجي كالناشط إياد البغدادي وغيره، هل فيها جدية؟
نعم أظنها جدية، فالأخبار التي سربت بشأن إياد البغدادي أخذت على محمل الجد وأخذتها السلطات في النرويج على محمل الجد، خاصة أن المعلومات جاءت من المخابرات الأميركية، أعتقد أن ذات الأسلوب الذي قتل به خاشجقي مازال يتبع وينبغي على كل الناشطين والمعارضين أخذ الحيطة والحذر، فهناك عشرات المعارضين كلهم مهددون ويشعرون بالخطر.
لماذا تم اعتقال من لم يعرف عنهم أي نشاط ضد المملكة؟
هناك أشخاص يعتقد النظام السعودي أنهم يشكلون خطرا يعتقلهم دون لائحة اتهامات فقط لتأثيرهم في الفضاء العام، فضلا عن أن اللائحة مبهمة وغير واضحة لكن الاتهامات التي أوردتها السلطات تعكس مخاوف النظام وهواجسه.
هل اعتقال الناشطات يأتي لنفي تهمة التمييز وأن الحكومة صبت جام غضبها على الاسلاميين؟
الإسلاميون هم الشريحة الأكبر في المعتقل لكن هناك غيرهم كذلك، فالزامل والربيعة وغيرهم اعتقلوا بسبب آراء وانتقادات، وهناك شرائح أخرى مثلا من الشيعة والنساء وغيرهم ليسو إسلاميين.
برأيك.. هل الإعدام يقفل الملف؟
على العكس كثرة الإعدامات تجعل النظام السعودي يحفر قبره بيده، فلم نر في أي حقبة أن الإعدامات كانت حلا.أخيرا، سياسيا وبعيدا قليلا عن الملف الحقوقي.. هل تعتقدين أن الرياض جادة في خوض الحرب ضد إيران؟
يجب أن نكون مدركين لقدرات السعودية فهي لا تقوى على شن حرب، فمنذ خمس سنوات تشن حربا هي وجارتها الإمارات على اليمن دون أي إنجاز، ومن الصعب تخيل أن السعودية ستخوض حربا مع إيران.
هم يريدون فقط جر أميركا وإسرائيل للحرب مع إيران للدخول في حرب بالنيابة عنهم، فلا يمكن للسعودية دخول حرب، ولا تقدر على ذلك، هي فقط تريد وجودا أميركيا في الخليج لردع الإيرانيين.
وخطاب السعودية ما هو إلا فقاعات وليس هناك أي فعل، كما أنه خليجيا لا أعتقد أن هناك شهية للحرب في كل دول الخليج، فعمان والكويت وقطر لا تريد مواجهة مع إيران، وهناك انقسام عربي عكس ما كان الحال عليه في الثمانينيات من القرن الماضي، كانت معظم دول الخليج تدعم حرب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ضد إيران، عدا عُمان رغم أنها كانت منخرطة لوجستيا فيها بشكل أو بآخر، أما الآن فالانقسام أكبر بكثير من الانقسام الذي كان في الثمانينات.
ارسال التعليق