جدل جديد حول إلغاء فصل العائلات عن العزاب في المطاعم
التغيير
أثار قرار سلطات آل سعود إلغاء اشتراط وجود مدخل منفصل للعزاب وآخر للعائلات في المطاعم، الجدل مجدداً في الأوساط الشعبية بمملكة آل سعود.
ورغم أن القرار صدر في ديسمبر الماضي فإن تبريرات بعض الدوائر الحكومية أعادت الجدل حوله، حيث إن القرار هو من أتاح للمطاعم والمقاهي عدم الفصل بين العائلات والعزاب، وإن كان غير ملزم، خصوصاً أن قرارات سابقة كانت تجبر المطاعم على الفصل.
ونقلت صحيفة "عكاظ" المحلية عن أمانة مكة المكرمة، اليوم الجمعة، قولها: إن "قرار إلغاء مداخل العائلات في المطاعم والمقاهي أمر اختياري وليس إلزامياً".
وقال المتحدث باسم الأمانة، رائد سمرقند: "بناء على اللوائح والاشتراطات التي أقرتها وزارة الشؤون البلدية والقروية بإلغاء مدخل قسم العائلات فإنه قرار اختياري للمحل، ولا يوجد توجيه بإلزام أصحاب المنشآت بالتقيد بهذا الشرط".
ولفتت الصحيفة إلى أن القرار يعود لصاحب المطعم والمقهى دون تدخل الأمانة، التي أكدت لهم اختيارهم في توفير المداخل من عدمه، حسب رغبة العملاء دون إلزامهم بذلك.
وفي ديسمبر الماضي، اعتمد وزير الشؤون البلدية والقروية، ماجد القصبي، جملة تحديثات لاشتراطات أنشطة المدارس الأهلية، وأنشطة المطاعم والمطابخ، ومراكز الخدمة (محطات الوقود)، والمباني الرياضية، إلى جانب مراكز النقل وخدمات المركبات، وقصور الأفراح والاستراحات، وغيرها، وفق وكالة الأنباء الرسمية (واس).
وشملت الاشتراطات الفنية لأنشطة المطاعم والمطابخ إلغاء اشتراط مدخل للعزاب ومدخل للعوائل، وإلغاء شرط طول الواجهة، وعدم تحديد مساحات خاصة، إضافة إلى السماح بعمل المطابخ في الأدوار العلوية، بشرط وضع كاميرات مراقبة مرتبطة بشاشات.
وانتقد سعوديون القرار على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبريراته التي نقلتها صحيفة "عكاظ" التابعة لآل سعود معتبرين أن المنع كان لا يتيح للمطاعم أن تقوم بإزالة الفصل.
وقال أحد المغردين على "تويتر": "في مكة أو في غيرها الواجب والمفروض في مداخل للعائلات، في ناس لا يحبون الاختلاط ولماذا في الرياضة وحضور العائلات في الملاعب في بوابات ومداخل للعائلات (منفصلة)".
فيما قالت مغردة أخرى: "اتضح إلغاء مدخل العائلات ووضع باب واحد مختلط أقسم بالله ما ندخله حتى يرجع يحترم خصوصياتنا".
وأشار آخر إلى أنه "ما صدّقت الأماكن ذي يصدر قرار وقامت كسرت اللوحة الي تبين مدخل العائلات من مدخل الشباب وخلطت الناس في بعض وإنا لله وإنا إليه راجعون".
وتشهد مملكة آل سعود، منذ وصول بن سلمان إلى السلطة بتوليه ولاية العهد، في يونيو 2017، حالة جديدة غير مسبوقة في المجتمع؛ تجسّدت في انفتاح هائل بمجالات الموسيقى والغناء والمرأة، في حين قيّد من جانب آخر الأصوات الرافضة لهذا الانفتاح.
ودعم بن سلمان سلسلة قرارات قضت بالتخلّي عن عدد من القوانين والأعراف الرسمية التي اعتمدتها البلاد على مدار عقود، أبرزها السماح للنساء بقيادة السيارة، وكذلك دخولهن ملاعب كرة القدم، فضلاً عن إقامة عرض للأزياء وافتتاح دور سينما، إضافة للحفلات الصاخبة والمختلطة، وهو ما واجه انتقادات شريحة واسعة من المجتمع.
ارسال التعليق