جدل حاد في بريطانيا بشأن تسليح السعودية
تضاربت المواقف بين المعارضة والحكومة البريطانية، أمس؛ على خلفية مطالبة حكومة لندن القضاء بإلغاء حكمه الذي أقرّ بعدم شرعية تصدير بريطانيا السلاح للسعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في اليمن.
وأكدت “الحملة ضد تجارة السلاح”، التي أيدت محكمة الاستئناف في بريطانيا، الشهر الماضي، دعواها بشأن صادرات الأسلحة للسعودية، أن حكومة لندن استأنفت على الحكم، في خطوة تمهّد لإصدار تراخيص جديدة لتصدير الأسلحة للسعودية.
وأثارت الخطوة ردود فعل غاضبة في أوساط المعارضة، إذ حمّل زعيم “حزب العمال” البريطاني، جيريمي كوربين، الوزراء البريطانيين المسؤولية عن “الاستهزاء بالتزاماتهم بتعليق مبيعات السلاح الجديدة للرياض”، وفق صحيفة “الغارديان”.
وتابع: “من الواضح تماماً أن أولوية الحكومة تعود إلى تصدير السلاح لا إلى حماية حقوق وحياة اليمنيين”، في إشارة إلى الغارات التي تشنها طائرات التحالف السعودي الإماراتي.
وينصّ الحكم الصادر الشهر الماضي على أن تراخيص تصدير الأسلحة إلى السعودية، والتي وقع عليها وزير الخارجية الحالي، جيريمي هانت، مُخالِفة للقانون؛ “لأنها جاءت دون تقييم خطر استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين في اليمن”.
وكانت حملة مناهضة تجارة الأسلحة قد أعلنت قبول محكمة الاستئناف بالعاصمة البريطانية لندن الطعن في مشروعية بيع الأسلحة البريطانية للسعودية. وقالت الحملة: إن “محكمة الاستئناف في لندن قضت بأن الحكومة البريطانية باعت الأسلحة بشكل غير قانوني للسعودية”، بحسب وكالة “الأناضول”. في حين قال قاضٍ بريطاني: إن “عملية إصدار تراخيص لتصدير أسلحة بريطانية إلى السعودية معيبة قانونياً”، بحسب الوكالة. وأضاف القاضي البريطاني (لم يذكر اسمه) أن على الحكومة إعادة النظر في نهج تراخيص تصدير السلاح إلى السعودية، وأخذ قراراتها على أساس قانوني.
وفي وقت سابق، كشف تحقيق استقصائي لصحيفة “الغارديان” البريطانية عن طبيعة الدور الذي تؤدّيه لندن في الحرب “القاتلة” التي تشنها السعودية باليمن. وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا لا تدعم الرياض بالسلاح فقط، وإنما هناك نحو 6300 بريطاني يعملون بالقواعد العسكرية السعودية، من أجل صيانة الطائرات الحربية التي أُنهكت في الحرب، مؤكدة أن هذه المساعدات البريطانية هي التي تسهم في استمرار الحرب الوحشيّة، معتبرة ذلك انتهاكاً للقانون تمارسه حكومة بريطانيا.
وقالت الصحيفة: “لأكثر من أربع سنوات، قصفت حملة جوية سعودية وحشية اليمنَ؛ وهو ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، وجرح مئات الآلاف.
ارسال التعليق