في مقطع فيديو أثار جدلا وأحدث ضجة كبيرة بالمملكة، وجه ضابط سعودي “سالم بن ناصر القحطاني”، رسالة إلى الشعب السعودي يشرح فيها سبب انشقاقه عن القوات المسلحة منتقداً مظاهر الفساد التي عاناها وعاينها طوال سنوات خدمته.

وقال سالم القحطاني في الفيديو إنه لن يعلن انشقاقه على طريقة ضباط الثورات، بل سيستمر في مهمته ومحاولة إصلاح بلاده “التي تعيش على جبل من الفساد والمحسوبيات وقمع الحريات ومصادرة حقوق الناس وفتح بلاد الحرمين على مصراعيها لمظاهر الانحلال الأخلاقي والإلحاد” حسب وصفه.

وأظهر مقطع الفيديو المتداول الملازم أول سالم بن ناصر القحطاني ـ كما عرف نفسه ـ وهو يمشي أمام مبنى ضخم في مونتريال بكندا التي هرب من المملكة إليها، ويقول إنه “قبل أكثر من 23 سنة كان مثل أي طفل يركض ويلعب مع أقرانه من أبناء قريته”، وأردف أن نشأته كانت في قرية “عراب” جنوب البلاد. وعاش هناك طفولته وشبابه.

وتابع الضابط السعودي المنشق ـ من القوات الجوية الملكية السعودية ـ في الفيديو الذي حصد ملايين المشاهدات: “أكلت من خيرها وشربت من مائها وتعلمت في مدارسها وأتممت حفظ كتاب الله كاملاً في مساجدها ومراكزها.”

وأضاف أنه مع كبر سنه كبرت أحلامه وبات يرى أن القطاع العسكري أقرب له من أي قطاع آخر، وفعلاً التحق في سلك الجيش السعودي وترقى في الرتب العسكرية وكانت خدمته العسكرية قرابة 6 سنوات، 4 منها كانت في مدينة خميس مشيط والسنتين الأخيرتين في معهد الشؤون الدينية التابع للقوات المسلحة بالرياض.

ومضى الضابط المنشق سالم القحطاني قائلاً إنه بدأ يلمس أن هناك تطوراً سريعاً في البلاد، وكل يوم يسمع بمشاريع ضخمة ونوعية، وزعم القائمون عليها أنها ستدر المليارات على السعودية.

ولكنه –كما قال–لم يرى شيئاً من ذلك على أرض الواقع خلال السنوات الماضية، بل ما رآه هو العكس تماماً إذ انتشر الفقر وازدادت البطالة بين شباب السعودية، وأناس هدمت بيوتها من قبل الحكومة وتشردوا ولم يوفر لهم البديل.

علاوة على ذلك “بات سب الدين وإهانة الرموز الدينية مظهراً شائعاً وعادياً ولا يحرك في داخل السعوديين–حسب قوله- أي ساكن”، لكن مجرد صدور كلمة انتقاد لمسؤول أو مجرد مطالبة بوظيفة على “تويتر” كفيلة برمي المواطن سنوات طويلة خلف الزنازين.

ولفت إلى أن الشؤون الدينية في مجال عمله لا تقوم بعملها بنسبة كبيرة وبدلاً من أن تكون هذه الشؤون المنوط بها حماية فكر الرجل العسكري وتسخيره لكل قضية إسلامية، باتت مهمتها حماية رجل السلطة تحت غطاء من الآيات والأحاديث “فيؤخذ منها ما يوافقه ويترك ما يخالفه ويهمل المتقاعدون من الجيش ويحرم من هم على خط النار في الجنوب في رواتبهم ومعيشتهم” يقول الضابط السعودي المنشق سالم القحطاني.

بينما تصرف بالمقابل –كما قال- مئات الملايين من الدولارات على حفلات لا تقدم للبلاد أي قيمة حقيقية.

وكشف الضابط المنشق سالم القحطاني أن هناك حملة تشويه بحقه واتهامات له بالسقوط في وحل المخدرات لأنه أعلن انشقاقه.

ويشار إلى أن النظام السعودي بقيادة محمد بن سلمان، يسخر كتائب إلكترونية لتشويه سمعة معارضي النظام وشيطنتهم عبر مزاعم وأكاذيب يتم الترويج لها.

واستدرك الضابط بالقوات الجوية الملكية السعودية سالم القحطاني والذي أعلن انشقاقه لرفضه ما وصفه بفساد النظام الحاكم، أن ثمن الصمت باهظ وفي حين كان الكثيرون يفضلون الصمت زاعمين أنه حكمة.

واستطرد:”ولكننا ندفع فاتورة الصمت غالياً سنة بعد أخرى في قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا، بل حتى في أرزاقنا.”

وختم معرفا هويته بشكل كامل: “أنا الملازم أول “سالم بن ناصر القحطاني” لا أعلن انشقاقي ، بل أعلن استمراري في مهام عملي وفي وطني الذي أرغب بإصلاحه ورقيه بدل أن أكون مشرعناً للظلم والفساد ، وأداة من أدوات النظام المستبد.”

كما عرض بآخر الفيديو هويته العسكرية والتي تؤكد أنه ضابط بالقوات الجوية الملكية السعودية.

وأحدث فيديو سالم القحطاني ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل وأثار تفاعلات كثيرة، وفي هذا السياق كتب ناصر بن عوض القرني:”اليوم الضابط سالم القحطاني ، وغدًا وجه جديد ستزداد أعداد المصلحين وكل فترة سيخرج وجه جديد وبطل جديد وجميعنا سننقذ الوطن ممن اختطفه.”

وهذه ليست الحالة الأولى التي يعلن فيها ضابط سعودي انشقاقه عن القوات المسلحة، رفضا لسياسات النظام بقيادة محمد بن سلمان.

وسبقه العقيد السابق بجهاز الأمن السعودي رابح العنزي، وكذلك طارق الزهراني العسكري السعودي المنشق من الحرس الملكي السعودي.