سلمان العودة داعية صلب يتعرض للتعذيب بسجون ابن سلمان
لم يكن يعلم الداعية سلمان العودة أن تغريدة كتبها على خلفية الأزمة الخليجية ستفضي به إلى السجن، بل إلى المطالبة بـ”قتله تعزيراً”، في ظلّ محاكمات وصفت بـ”الهزلية” تعقد بين الحين والآخر. ”ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم ألّف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”، كانت هذه التغريدة التي تسببت باعتقال العودة، في سبتمبر 2017، رفقة عدد كبير من الدعاة والمفكرين من قبل نظام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووضعه بالعزل الانفرادي، كما بين نجله عبد الله. وخلال العام الأخير من اعتقاله عقدت السلطات السعودية جلسات سرية لمحاكمة الشيخ العودة، والتي كان آخرها في 28 يوليو 2019، قبل أن ترفع هذه الجلسة وتؤجل عدة أشهر دون تحديد موعد ثابت. منذ أغسطس عام 2018 تعقد السلطات السعودية جلسات محاكمة للعودة، ولمعتقلين آخرين بتهم مختلفة، في الوقت الذي لم يصدر العالم سوى بيانات خجولة متجاهلة خطر ما قد يتعرض له.
وسم “سننقذ سلمان العودة”
وبالتزامن مع الجلسة الأخيرة لمحاكمة العودة، تصدر وسم أطلقه مناصرو الشيخ السعودي على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي. وأفاد حساب “معتقلي الرأي” الرسمي بـ”تويتر”، والمناصر للسجناء السياسيين بالسعودية، أن وسم “سننقذ_سلمان_العودة وصل إلى ترند في السعودية “. وأضاف: “السبب هو أنه تعبير صادق عن مطلب مُحق، فهنيئاً للمظلومين خلف القضبان بصدق محبة متابعيهم لهم”.
العودة ومصير خاشقجي
ويثير تأجيل محاكمات العودة الكثير من التساؤلات بشأن التعامل الدولي مع ملف حقوق الإنسان في السعودية، بعد فتور الضجة التي أثيرت بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في إسطنبول في أكتوبر من العام الماضي. ومن اللافت أن جلسات المرافعة في محاكمة الدعاة تجري بشكل سري وسط صمت دولي، كما أن الإدانات بخصوص الاعتقالات والمحاكمات لم تلقَ حملات واسعة من المنظمات الدولية لتسليط الضوء عليها.
ونقلت قناة “دويتشه فيله” عن الأكاديمية والمعارضة السعودية مضاوي الرشيد، قولها: “إن النظام السعودي كان قد جس نبض المجتمع الدولي، واستنتج بعد قتل خاشقجي أن الرأي العام العالمي غير مهتم”، وأن الحكومات الغربية “غير مستعدة لفرض عقوبات على السعودية” بسبب طبيعة العلاقة الاقتصادية معها.
وأضافت: “سبب ظهور مثل هذه التكهنات بإصدار الحكم قريباً والتخمينات يعود إلى أن أحكام الإعدام أصبحت بالفعل جاهزة في المملكة”.
وتابعت: “ربما يستغل النظام السعودي الوضع الإقليمي المتشنج لمثل هذه الخطوة، خصوصاً أن العودة وعوض القرني والشيخ علي العمري قد وُجهت إليهم تهمة الإرهاب، كما وُجهت إليهم تهم تتعلق بالتعاون مع الخارج، وهي تهم خطيرة تصبّ في فحوى عقوبة الإعدام”.
لماذا تأجيل المحاكمات؟
الكاتب والباحث في الجماعات الإسلامية عدنان سالم يرى أن التسريبات كان هدفها “تهيئة الجو العام السّعودي والإسلامي والدّولي لتقبّل الجريمة؛ بحيث يتمّ امتصاص الفورة النفسيّة الشّعبيّة في ظلّ تجاذب الجدال حول صدق الخبر وكذبه، وإمكان تنفيذ الإعدام من عدمه”. ويضيف، “أنه لا بد من تحديد الموقف الأمريكي من عمليّة تنفيذ الإعدام، فالموقف الأمريكي هو بوصلة النّظام السّعودي ولا شيء سواه، وهذا الموقف تحدّده الإدارة الأمريكيّة، وهو ما لم يذكَر حتى الآن”. ويؤكّد سالم أنه من الممكن تنفيذ حكم الإعدام في أي وقت.
ارسال التعليق