عجز كبير.. طبيب واحد لمئات السكان
كشفت وزارة الصحة السعودية عن وجود عجز كبير في عدد الأطباء العاملين في مستشفيات المملكة، وذلك على الرغم من الدعم السنوي الذي يتجاوز 120 مليار ريال، بما يعادل قرابة الـ32 مليار دولار .
وسجلت آخر إحصائية رسمية لوزارة الصحة السعودية، أن طبيبا واحدا مخصصا لخدمة 358 مريضا، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا على جودة الخدمة والاعتماد على الكوادر الأجنبية بينما تؤكد الاحصائيات العالمية انه يوجد طبيب واحد لكل 850 شخص.
وكشفت مصادر، بحسب صحيفة "عكاظ" المحلية، أن آخر إحصائية رسمية سجلتها وزارة الصحة بلغ فيها عدد الأطباء في مستشفيات السعودية 89 ألفا و675 طبيبا، ويبلغ السعوديين منهم 23 ألف و979 طبيب فقط، بنسبة 26.7% فقط، موزعين على 274 مستشفى في 20 منطقة إدارية لخدمة 31.742.308 شخص؛ أي 28.3 طبيب لكل 10 آلاف نسمة.
وأوضح ذات المصدر أن عدد الملتحقين من الطلبة والطالبات بالكليات الطبية للعام الحالي بلغ 71 ألفا و775 طالب وطالبة بنسبة 53%، فيما بلغ عدد الخريجين والخريجات من الكليات الطبية والصحية 10 آلاف و791 خريجا وخريجة تشكل الخريجات نسبة 54.9% منهم.
ولفتت الصحيفة أن هناك عدد من الأطباء يقدمون خدماتهم من خلال جهات حكومية أخرى في المدن الطبية والمستشفيات الجامعية والقوات المسلحة والحرس الوطني، إضافة إلى 2971 طبيبا في المستشفيات الخاصة. موضحة أن أزمة "توفر طبيب" للخدمة في المستشفيات الحكومية لا تزال قائمة،حيث يعاني المواطن كثيرا في البحث عن علاج.
أطباء أجانب!
يستنكر عدد ضخم من خريجي الطب من جامعات سعودية وفقا للصحيفة، طول انتظارهم للتعيينات الموعودة بعد أن أنهوا دراساتهم لسنوات، منتقدين إلغاء التوظيف المباشر. وعلاوة على ذلك، جاءت الصدمة الثانية بإلغاء العقود الذاتية "اللوكم" للأطباء حديثي التخرج وتوضح "عكاظ": "استمرت الصدمات طبقا لتعليقاتهم بعدم توفر وظائف تحت التشغيل الذاتي وعدم توفر وظائف بالمستشفيات الجامعية أو المدن الطبية!".
ويضيف الخريجون أن إجبارهم على التسجيل في برنامج التوظيف "جدارة" غير منصف لهم، إذ تم الاقتصار على إعلان توفر عدد قليل من الوظائف للأطباء والطبيبات على مستوى المملكة في تخصصي الطب وطب الأسنان. وبلغت الوظائف في بعض المناطق أربع فقط وأخرى وظيفة واحدة مع وجود مئات الخريجين يتنافسون على وظيفة واحدة فقط، وفق "عكاظ".
ضبابية مفهوم "الخصخصة"
وعلق مسؤول سابق بوزارة الصحة فضل عدم ذكر اسمه لـ "عكاظ"، بالقول إن الأطباء السعوديين أقل بكثير من الأطباء الأجانب في منشآت وزارة الصحة ما نتج منه عجز في تقديم الخدمة للمرضى.
وأضاف أن "هناك ضبابية في مفهوم "الخصخصة" لدى الأطباء، والكثير منهم يتساءل عن مصير العاملين والأطباء.. هل سيتم نقلهم إلى باب التشغيل الذاتي؟ وما مصير الأطباء في الوزارة الذين تجاوزت خدمتهم 30 عاما؟".
مؤكدا أن هناك ضعفا كبيرا في رواتب الأطباء السعوديين في القطاع الحكومي مقارنة بأطباء القطاع الخاص المسيطر على الواقع الطبي بالحوافز المادية. ملتمسا في هذا الجانب ضرورة تحسين ظروف العمل الطبي في القطاع الحكومي ليكون أكثر جذبا من الناحية المادية وضغوطات العمل.
ارسال التعليق