فشل سعودي واضح في اليمن والمملكة تتحمل مسؤولية الكوارث فيه
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” موضوعاً بعنوان “الشعب اليمني يريد السلام ولن يحصل عليه إلا حالة توقف التصعيد في الشرق الأوسط” وعلّقت الصحيفة الأمريكية في افتتاحيتها على قرار الإمارات سحب قواتها من اليمن، حيث قالت إن السعودية وحاكمها الفعلي ولي العهد محمد بن سلمان، عادة ما يلامون على التدخل العسكري الكارثي في اليمن، ففي الوقت الذي فشل التدخل في تحقيق أهدافه وهي هزيمة المتمردين الذين تدعمهم إيران إلا أنه أدى لمقتل آلاف المدنيين وأدى كذلك لأسوأ أزمة إنسانية.
وهناك أيضاً شريك على قدم المساواة في المهزلة وهو الإمارات التي نشرت آلاف القوات في اليمن، وشنت هجوماً وحصاراً على مدينة الحديدة بشكل هدد الإمدادات الإنسانية في وقت كان فيه ملايين السكان يواجهون خطر الجوع. وتشير الصحيفة للتقارير التي أكدت سحب الإمارات قواتها من الحديدة وخفضت بشكل كبير من التزاماتها العسكرية في اليمن. وترى الصحيفة أن القرار هو خطوة متأخرة وقد تسهم في التوصل لحل سلمي الذي يعد الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب الأهلية والأزمة الإنسانية.
وتقول الصحيفة إن قرار الإمارات مدفوع على ما يبدو بردة الفعل السلبية ضد الحرب في الكونجرس الذي صوت عددا من المرات لوقف الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية أو حظر صفقات الأسلحة للبلدين الخليجيين إلا أن مجلس النواب أضاف الأسبوع الماضي تعديلا لقانون صلاحية بيع السلاح حيث علق مبيعات أسلحة أرض- جو للسعودية والإمارات ولمدة عام. ولو تم تمرير المشروع في مجلسي النواب والشيوخ فلن يجد البيت الأبيض مناصاً إلا قبوله.
أما السبب الثاني وراء انسحاب الإمارات من اليمن فهو راجع للتوتر المتزايد مع إيران جراء استخدام البيت الأبيض استراتيجية العقوبات القاسية. والمخاوف من تعرض الإمارات ودول الخليج لهجمات انتقامية حالة شنت إدارة ترامب هجوماً عسكرياً، ولهذا السبب قررت أبو ظبي سحب بطاريات باتريوت وبقية الأنظمة إلى الإمارات من اليمن. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات مسؤول إماراتي مؤكداً فيها حسابات بلاده وأنها ليست عمياء بشأن “الصورة الجيوستراتيجية”.
وتعتقد الصحيفة أن مظاهر القلق هذه قد تعرقل الطريق إلى السلام الذي يحتاجه اليمن. فبعد أن بادر من غير داع لخلق أزمة مع إيران، على البيت الأبيض أن لا يتوقع من إيران الضغط على حلفائها الحوثيين التفاوض على تسوية مع السعوديين. بل على العكس زاد الحوثيون من إطلاق الصواريخ على المطارات السعودية في الأسابيع القليلة الماضية. وأكثر من هذا لا يظهر أن محمد بن سلمان عازم على وقف الحرب مع أن انسحاب الإمارات يجعل من تحقيق النصر حلماً بعيداً. ومن هنا ترى “واشنطن بوست” أن تحقيق التسوية في اليمن مرتبط بتخفيض التصعيد في المنطقة. ولن يحدث هذا طالما لم تتوصل الولايات المتحدة وإيران إلى نوع من التقارب.
وفي الوقت الحالي يبدو أن ترامب مصمم على مواصلة تطبيق حملة “أقصى ضغط” ضد إيران وتقديم السلاح الجديد إلى السعودية لقصف اليمن. ومن هنا يجب على الكونجرس لعب دور بناء والمصادقة على منع إرساليات السلاح والتأكيد أن الحرب مع إيران ليست خياراً.
ارسال التعليق