فضائح التطبيع تفوح نتانتها من مطابخ ال سعود
نشهد في هذه الأيام خطوة تطبيعية غير مسبوقة اتخذها الإعلام السعودي ضمن خطته التطبيعية تمهيدا للاعتراف العلني بالكيان الإسرائيلي وطي صفحة العداء معه.
مع حلول شهر رمضان المبارك بدأت قناة “mbc” السعودية بعرض مسلسلات من بطولة فنانين خليجيين تتناول مهاجمة القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على اليهود في خطوة المراد منها التطبيع مع الكيان الاسرائيلي.
وتسعى هذه المسلسلات من خلال ماتقدمه إلى التأثير على الأجيال العربية الشابة للقبول والاعتراف والتعايش فيما بعد مع الكيان الإسرائيلي.
وتندرج هذه الخطوة تحت محاولات التطبيع الثقافي مع الاحتلال والدعوة له عبر تزوير الحقائق وتشويه الوعي، حيث هناك أموال تضخ وجهود تبذل وخطط توضع، من أجل إقناع العالم وبالأخص الشباب العربي بوجود دولة طبيعية اسمها “إسرائيل”.
ويعتبر التطبيع الثقافي والإعلامي حجر زاوية في الإستراتيجية الصهيونية، حيث يتم من خلاله فرض الرواية والرؤية الصهيونية على عقول العرب وقلوبهم، وهو الوتر الذي تحاول الدراما الخليجية اللعب عليه حالياً.
كذلك فإن جوهر التطبيع الثقافي هو إعادة تشكيل منظومة القيم والمفاهيم العربية صهيونياً، وهو ما يتطلب ضرب فكرة القضية الفلسطينية وما تمثله لدى العرب.
مسلسل مخرج 7:
مسلسل “مخرج 7” الذي يسعى من خلال اتخاذه الطابع الكوميدي أن يترك أثرا في قلوب المشاهدين ويأسر قلوبهم لما فيه من مواقف مضحكة ولكن في نفس الوقت يحاول سلب العقول وترويضها لتقبل الوجود الاسرائيلي وكأنه أمر طبيعي وضرب القضية الفلسطينية.
وتضمن هذا المسلسل حوارا بين الفنان المعروف “ناصر القصبي” و “راشد الشمراني” يتحدثان فيه عن الكيان الإسرائيلي والفلسطينيين حيث قال ناصر القصبي، “وش هالكلام تقول إنك تبي تسوي بيزنس مع الإسرائيليين”.
ورد راشد الشمراني قائلًا، “العدو هو الذي لا يقدر وقفتك معاه، ويسبّك ليل نهار أكثر من الإسرائيليين”، فقال ناصر القصبي، “ويس تقصد؟”، ليرد الشمراني، “كل تضحياتنا لأجل فلسطين، دخلنا حروب لأجل فلسطين، قطعنا النفط لأجل فلسطين، وعندما أصبح عندهم سلطة ندفع تكاليفهم ورواتبهم وإحنا أحق بالفلوس، وما يصدقون أن يلاقوا فرصة حتى يهاجمون السعودية”.
كما تضمن حواراً آخر برزت فيه عبارات التطبيع كما يبين الفيديو التالي:
وذكرت القناة الـ12 العبرية أن مسلسل “مخرج 7″، يأتي تشجيعا للتطبيع وتمهيدا للعلاقات مع السعودية، مشيرة إلى أن المسلسل يهدف إلى إظهار جوانب إيجابية لدى “إسرائيل”.
مسلسل أم هارون:
أما بالنسبة للمسلسل الكويتي “أم هارون” الذي يعرض حاليا على مجموعة قنوات “mbc” السعودية أيضاً، فإنه يتناول حياة امرأة يهودية عاشت في دولة خليجية، زاعما تعرضهم للمعاناة هناك في حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي.
ومنذ بداية عرضه أثارت الحلقة الأولى من المسلسل الذي تقوم ببطولته الكويتية “حياة الفهد”، غضبا واسعا، حيث بدأت هذه الحلقة بمشهد تظهر فيه الممثلة الكويتية “هيا عبدالسلام”، وهي تتحدث باللغة العبرية ويتم ترجمة كلامها إلى العربية، حيث تروي توثيقها لحياة اليهود في الخليج عبر كتاب.
كما احتوت على خطأ تاريخي فادح بشأن قيام “إسرائيل”، حيث عرضت الحلقة أن الانتداب البريطاني أعلن قيام “إسرائيل” على أرض “إسرائيل” وليس على أرض فلسطين العربية، رغم أن زمان إعلان الانتداب يعود إلى 1948 ولم يكن هناك وقتها كيان أو أرض اسمها “إسرائيل”.
وأخيرا فإن وجود مثل هذه المسلسلات التطبيعية من شأنه تقديم خدمة للكيان الإسرائيلي لطالما حلم أن يحققها من خلال ترويض عقول العرب على تقبل الكيان الإسرائيلي كدولة ذات مشروعية من جهة وزرع الحقد والعداوة بين أبناء الأمة العربية من جهة أخرى، حيث أن كل عمل يساوي بين المعتدى عليه والمعتدي فإنه يحاول تجميل صورة المعتدي ليس إلا وبالتالي الترويج له كدولة وليس كيانا استعماريا، وهذا ما يريده الكيان الصهيوني بالفعل.
ارسال التعليق