فضيحة مزدوجة.. الإعلام السعودي يبدأ التطبيع مع إسرائيل
صدم المجتمع السعودي والعالم العربي اليوم، بإجراء موقع "إيلاف" السعودي الإلكتروني حوار مع رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت، في أول واقع تطبيع علنية صريحة من وسيلة إعلام سعودية مع إسرائيل.
ولم يكد يفق العالم العربي والإسلامي من هول صدمة ما قامت به الصحيفة السعودية، إلا وصعقت من جديد بمحتوى المادة المنشورة والتي يعلن فيها رئيس الاركان الاسرائيلي استعداد بلاده لتبدال المعلومات مع السعودية لمواجهة إيران مشيرا إلى أن "هناك الكثير من المصالح المشتركة بيننا وبينهم".
وقال إن " هناك توافق تام بين إسرائيل وبين المملكة العربية السعودية والتي لم تكن يومًا من الايام عدوة او قاتلتنا او قاتلناها، واعتقد ان هناك توافقاً تاماً بيننا وبينهم بما يتعلق بالمحور الايراني، فانا كنت في لقاء رؤساء الاركان في واشنطن وعندما سمعت ما قاله المندوب السعودي وجدت انه مطابق تمامًا لما افكر به بما يتعلق بايران وضرورة مواجهتها في المنطقة وضرورة ايقاف برامجها التوسعية."
فضيحة تطبيع الإعلام السعودي جاءت بعد 3 أيام من دعوة وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا مفتيَ السعودية عبد العزيز آل الشيخ لزيارة تل أبيب، وذلك في تغريدة كتبها على تويتر الاثنين.
وقال الوزير الإسرائيلي في تغريدته إنه يبارك للمفتي العام ورئيس هيئة العلماء السعودية عبد العزيز آل الشيخ فتواه ضد الحرب وضد قتل اليهود، وقولَه إن حماس منظمة إرهابية تضر الفلسطينيين، وإن كلَّ مظاهرات الأقصى دعاية رخيصة (ديماغوجية).
ودعا الوزير الإسرائيلي مفتي السعودية لزيارة إسرائيل قائلا إنهم سيستقبلونه "بحفاوة".
ومنذ فترة تهرول السعودية في ثوبها الجديد بقوة نحو تهيئة المجتمع السعودي للتطبيع الكامل والعلني مع إسرائيل، وتجري عملية تغيير الثوابت والمفاهيم في عقول السعوديين على قدم وساق، عبر أذرع إعلامية سعودية تؤصل لفكرة تحييد الكيان الصهيوني من قائمة أعداء العرب في المنطقة، فضلاً عن زيادة نعرات الكراهية والعداء ضد قطر وشعبها.
وكانت العديد من التقارير العربية والغربية كشفت سعي المملكة إلى تفعيل التطبيع مع إسرائيل خلال الأشهر الماضية، وكشفت عن زيارات واجتماعات سرية لأمير سعودي إلى تل أبيب ومقابلة مسؤولين كبار في تل أبيب لمناقشة ملفات المنطقة والاتفاق على تطوير العلاقات البينية.
وسبق أن دعا الإعلامي السعودي أحمد العرفج، عبر قناة روتانا السعودية، إلى التعايش مع إسرائيل في المنطقة، مضيفاً أن "التطبيع مع إسرائيل مطروح شئنا ام أبينا، فهي لم تعد كما السابق، حيث أصبحت كيان مستقل ولهم موقع ومكانة، ونفوذ وتأثير أمريكا".
وفي أكتوبر الماضي، دافع الأمير السعودي تركي الفيصل -المدير السابق للاستخبارات السعودية- عن لقاءاته المتكررة والعلنية مع ساسة إسرائيليين.
وجاء دفاع الأمير السعودي في ندوة بنيويورك، حيث استضاف منتدى السياسة الإسرائيلية بمعبد يهودي ندوة عن أمن الشرق الأوسط، بمشاركة تركي الفيصل ومدير جهاز الموساد الإسرائيلي السابق أفراييم حليفي.
وأعرب الأمير السعودي عن امتنانه لوجوده لأول مرة في معبد يهودي، وتحدث عن أمله ألا تكون الأخيرة، ودافع عن ظهوره العلني المتكرر مع مسؤولين إسرائيليين سابقين.
ارسال التعليق