في عهد إبن سلمان.. حتى الترحم على الموتى جريمة
نبينا نبي الرحمة (ص)، كان ومازال وسيبقى اسوة حسنة للبشرية جمعاء في الاخلاق والتعامل الانساني الراقي حتى مع من كانوا يخالفوه ويعادوه، فهذه كتب التاريخ والحديث مفعمة بشواهد لا تعد ولا تحصى على خلقه الكريم، منها ان النبي (ص) كان جالسا مع مجموعة من الصحابة فمرت بهم جنازة، فقام لها النبي (ص)، فقال الصحابة يا رسول الله إنها جنازة يهودي، قال: إذا رأيتم الجنازة فقوموا، اليست نفسا.
في السعودية التي ترفع "راية السلفية" والسير على نهج "السلف الصالح" يتعرض الانسان لاقسى العقوبات اذا ما تجرأ وترحم على مسلم مات!، لمجرد ان الميت قال في حياته قولا او كتب سطرا لا يتفق مع افكار الملك او ولي عهده، في انحراف صارخ لتعاليم النبي (ص)، التي تزعم السلفية الوهابية انها الاكثر امتثالا لها، بل انها تكفر جميع المسلمين لعدم التقيد بها.
اليوم وعلى ضوء ما جاء في حساب "معتقلي الرأي" المعني بالمعتقلين في السعودية، قامت السلطات السعودية باعتقال ثلاثة من الكتاب والناشطين منذ بداية شهر رمضان الماضي، بسبب ترحمهم على الدكتور عبد الله الحامد الذي توفي في السجن في شهر رمضان بسبب الاهمال الطبي المتعمد، وفقا لما كشفته منظمات حقوقية سعودية في الخارج .
المعتقلون الثلاثة، وهم الكاتب عقل الباهلي والدكتور عبد العزيز الدخيل والمحامي الناشط سلطان العجمي، كانوا قد أعربوا عن تعازيهم لعائلة الدكتور عبد الله الحامد، الذي يوصف بأنه شيخ الحقوقيين والإصلاحيين بالمملكة ، وتحدثوا عن مآثره، وعبروا عن حزنهم لوفاته على منصات التواصل الاجتماعي.
يبدو ان "السلفية" بالمعنى الوهابي ، هي تلك القراءة المشوهة للاسلام التي شاهد العالم تطبيقاتها على يد الجماعات التكفيرية وعلى راسها " داعش" و القاعدة وشقيقاتها، في العراق وسوريا وافغانستان والعديد من دول العالم، وهي القراءة التي تبدو انها محببة لدى ولي العهد السعودي ابن سلمان، الذي يرى في الترحم على الموتى لمن يعتبرهم معارضين له "خروجا عن السنة" ويستوجب اشد العقاب.
المعروف ان الحامد كان قد أصيب بجلطة دماغية ودخل في غيبوبة في السجن، غير أن السلطات السعودية لم تسمح بالإفراج عنه رغم عمره الذي ناهز السبعين، وكان من أبرز دعاة الإصلاح في السعودية واعتقل مرات عدة خلال مسيرته، كان آخرها في مارس/آذار 2013، وحكم عليه بالسجن 11 عاما، ولم تلق المطالبات باطلاق سراحه اذانا صاغية لدى السلطات السعودية.
وعند صعود الملك سلمان بن عبدالعزيز الى كرسي الحكم واستلام ابنه محمد زمام ولاية العهد اتجهت البلاد نحو الرذيلة والانحطاط، وتشريع الدعارة، والمثلية، وكرع الخمور، بذريعة الانفتاح والتحرر، وقد زج بالكثير من العلماء والفضلاء، والدعاة، والنشطاء، والمفكرين، وزعماء القبائل في السجون، وتم التخلص من أغلبهم، اثناء التعذيب وسوء المعاملة، ناهيك عن الاهمال الطبي.
ويقبع العديد من منتقدي محمد بن سلمان، في السجن، ويخضع بعضهم لمحاكمات منذ عام 2017.
ارسال التعليق