قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إنه “لم يكن من الممكن تصور رؤية محمد بن سلمان، وهو يرتدي وشاحاً قطرياً؛ لأنه قبل عامين فقط؛ قاد مقاطعة إقليمية ضد قطر، وسرق حقوق بث بي إن سبورتس من خلال شبكة قرصنة دعمتها الحكومة السعودية”.

لكنها أشارت في المقابل إلى أنه رغم هذا التقارب، تتفاقم الإحباطات في المملكة، خاصة في ظل منع السعوديين من مشاهدة كأس العالم عبر منصات “بي إن سبورتس“.

حيث أنه لا يزال هناك نزاعا حول حقوق بث مباريات كأس العالم في السعوية، لأن مجموعة بي إن سبورتس، أخبرت المشتركين في المملكة، بأن الشبكة قد تم تعليقها بسبب انتهاك غير محدد للوائح، بحسب ذات المصدر.

المثير للجدل، بحسب الصحيفة، هو تزامن مشكلة البث الموزع القطري في السعودية، مع “الرابطة الأخوية التي شهدتها المدارج في كأس العالم بين قطر المضيفة وجارتها السعودية”.

حيث وصل المشجعون من أجل متابعة مونديال قطر 2022، وهم يتوشحون أعلام البلدين.

وليس الأمر حكرا على الجماهير، فقد أظهر حُكام البلدين عرضًا لدعم بعضهم البعض علنًا، عندما ظهر محمد بن سلمان ممسكا بيد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، خلال المباراة الافتتاحية لكأس العالم التي جمعت المنتخب القطري مع نظيره الاكوادوري.

هذا التقارب غير المسبوق، تقول الصحيفة لم يكن من الممكن تصور رؤيته.

كما لم يكن من الممكن تصور أن يُمنح محمد بن سلمان، مثل تلك المكانة البارزة في الدوحة بمناسبة حضوره كأس العالم الذي تحتضنه قطر.

خاصة وأنه نفس الشخص الذي قاد قبل عامين مقاطعة إقليمية ضد الدولة المستضيفة لكأس العالم.

وهو أيضاً الشخص الذي أشرف على عمليات سرقة جهد استمر لسنوات لشبكة Bein sports، من قبل شبكة قراصنة دعمتها السعودية بمليارات الدولارات.

لماذا وقع حظر “بي إن سبورتس” في السعودية ؟

اليوم، ورغم التقارب السعودي القطري في الدوحة، إلا أن ذلك ليس هو الحال في الرياض.

حيث تم حظر الوكيل الرسمي للمجموعة الإعلامية القطرية Bein sports في السعودية “Tod TV” وهي خدمة بث تم إطلاقها في يناير الماضي.

لكن وفجأة انقطعت حقوق البث عن المنصة قبل ساعة من المباراة الافتتاحية للبطولة يوم، الأحد، الماضي.

وهو ما يعني أن السعوديين لم يتمكنوا من متابعة مشهد ولي العهد في بلادهم والحاكم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان، وهو يرتدي وشاحًا قطريًا، ويجلس على مقعد بجوار رئيس الفيفا جياني إنفانتينو وبجانب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر.

يُذكر أنه منذ التحسن النسبي للعلاقات بعد قمة العلا، بدأت المملكة تدرس شراء حصة في beIN.

وقد وقعت بالفعل اتفاقية تسويق بقيمة 130 مليون دولار مع الشركة القطرية.

هذا وكانت الرسالة الرسمية الوحيدة حتى الآن هي رسالة من وزارة الإعلام، تخبر المشتركين الذين يحاولون تسجيل الدخول إلى حساباتهم أن الشبكة قد تم تعليقها بسبب انتهاك غير محدد للوائح.

أما TOD.tv فكتبت عبر حساباتها الرسمية إنه “نظرًا لأمور خارجة عن إرادتنا، فإننا نشهد انقطاعًا في الخدمة في السعودية، وهو ما يؤثر حاليًا على، شريك البث الرسمي لكأس العالم FIFA قطر 2022″.

بينما لم ترد وزارة الإعلام السعودية على بريد إلكتروني للتعليق.

كما لم يرد الفيفا، الذي أصبح قريبًا من السعودية، وشجع المملكة الخليجية على التقدم لاستضافة كأس العالم 2030، على طلب للتعليق.

يذكر أن “ماجد القصبي” هو من يرأس وزارة الإعلام السعودية، وهو أيضًا عضو مجلس إدارة في صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، الكيان الذي يشارك حاليًا في محادثات لشراء حصة في beIN.

وتأتي هذه المشاكل، بعد أيام توجيه محمد بن سلمان جميع مؤسسات الدولة السعودية لدعم قطر في جهودها لاستضافة كأس العالم.