لم يتفاجأ المراقبون من خبر اعتزام السعودية تجديد وديعة بقيمة 3 مليارات دولار قدمتها لباكستان، بعد تولي رئيس وزراء باكستان شهباز شريف منصبه خلفا لرئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان،  وهي ذات الوديعة التي كانت قد طلبت السعودية من الاخير إعادتها، بتحريض امريكي "اسرائيلي" واضح فاضح.

كان واضحا منذ البداية ان عمران خان تعرض لضغوط كبيرة من قبل دولة ، وصفها هو بالصديقة، وحينها اشارت جميع الاصابع الى السعودية، من اجل التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وعندما رفض، تعرض لمؤامرة امريكية مكشوفة، شاركت فيها السعودية بشكل مباشر، انتهت بعزل عمران خان، والمجيء بشهباز شريف المقرب من السعودية.

يرى المراقبون ان امريكا لم تنتقم من عمران خان عبر السعودية، فقط بسبب رفضه التطبيع من الصهاينة، بل لانضمامه الى مشروع "الحزام والطريق" الصيني وتوقيعه معاهدة تعاون اقتصادي مع الصين تبلغ قيمتها 62 مليار دولار. وتوثيق علاقة باكستان مع ايران. ووقوفه الى جانب القضية الفلسطينية. واخيرا رفض اقامة قواعد عسكرية امريكية في باكستان على الحدود المشتركة مع الصين.

حتى موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، نشر قبل فترة تقريرا أكد على دوافع التخلص من خان، وأشار الى الحديث الدائر عن التطبيع مع الصهاينة، بعد ان سلط الأضواء على الاضطرار الباكستاني الى المُضي قدما في ملف التطبيع، والالتحاق بالقطيع الخليجي المُطبّع، بحكم الأزمة الاقتصادية للحصول على مساعداتها.

اللافت ان الجهات التي تحرض باكستان للتطبيع، عبر منحها وديعة سعودية، تنسى او تتناسى ان الشعب الباكستاني احد اكثر الشعوب الاسلامية تعاطفا مع القضية الفلسطينية، وليس بمقدور اي رئيس ورزاء باكستاني ان يبقى في منصبه في حال جازف وتطبع مع الصهاينة، وهناك ادلة لا حصر لها تؤكد هذه الحقيقة، لذلك سنكتفي بذكر دليل واحد فقط، وهو الخطاب الذي القاه عمران خان بمناسبة مرور 75 عاما على استقلال باكستان، حيث نجح خان بجذب أكثر من 8 مليون شخص لمشاهدة خطابه، بينما المفارقة ان خطاب رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف، فلم يُشاهده إلا 130 الف شخص فقط، والعاقل تكفيه الاشارة.