ما السر وراء أن معظم المتصهيين من السعودية؟.. في قائمة العار
تداول نشطاء بمواقع التواصل قائمة أطلقوا عليها اسم “قائمة العار المتصهينة” وتضم أسماء للمتصهينين العرب من كتاب ونشطاء وساسة الذين يحاربون مع العدو إعلامياً ويتطاولون على المقاومة الفلسطينية ويشيطنونها لحساب إسرائيل.
وبرز المتصهينون ومواقف دعمهم للاحتلال بشكل خاص منذ أن شهد قطاع غزة المحاصر قصفاً وحشياً من سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحصاراً خانقاً عقب عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة يوم 7 أكتوبر 2023، تسبب بحالة إنسانية مأساوية، وتسبب باستشهاد وجرح الآلاف غالبيتهم من المدنيين النساء والأطفال في ظل خذلان عربي كبير من جانب الأنظمة.
عمرو أديب وعبد الرحمن الراشد:
ومن أبرز هؤلاء الإعلامي عمرو أديب الذي يعمل في شبكة mbc السعودية ويعد أحد أبواق محمد بن سلمان، ولا ينفك عن إظهار عدائه للمقاومة الفلسطينية سواء من خلال رسائل مدسوسة، أو ضيوفه الذين يشيطنون حركة حماس.
وضمت قائمة العار الإعلامي والكاتب السعودي المتصهين عبدالرحمن الراشد الذي كغيره من المتصهينين استغل بمقالاته في صحيفة “الشرق الأوسط” المنحازة للاحتلال الإسرائيلي مأساة سكان غزة لشيطنة المقاومة والهجوم عليها دون أن يذكر الاحتلال أو ينتقده بأي كلمة!.
وكما يقول الدكتور خليل العناني لم يعد غريبًا أو مفاجئًا أن يخرج علينا شخصٌ عربي اللسان- يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويؤدي مناسك الحج- يدافع عن الكيان الصهيوني ويبرّر جرائمه في حق الشعب الفلسطيني.
ففي كل حرب تشنها تل أبيب على الفلسطينيين، يخرج هؤلاء من جحورهم ليهاجموا المقاومة الفلسطينية، ويلوموها عمّا فعلته بأبناء الشعب الفلسطيني ويتناسوا، عن عمد، أصل الحكاية ومنبع الصراع، وهو الاحتلال الممتد على مدار أكثر من سبعة عقود.
كما ورد اسم الداعية السعودي المتصهين “سعيد بن هليل العمر” الذي ظهر مراراً وهو يتحدث بلسان متصهين، حيث عمد إلى شيطنة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وبرر للاحتلال الإسرائيلي مجازره في قطاع غزة.
وتمادى سعيد بن هليل العمر في تصهينه بالدفاع عن الإسرائيليين قائلا: “(حماس) تقول إن (الإسرائيليين) دنّسوا المسجد الأقصى.. هل توجد في المسجد أصنام؟، ما سمعنا عن وجود ذلك” في تبرير صريح لانتهاكات الاحتلال بحق المقدسات الإسلامية.
ويلاحظ أن معظم هذه الأسماء المتصهينة بلسان عربي هي أسماء لشخصيات سعودية محسوبة على النظام وأقلام مقربة منه.
وجاء ضمن “قائمة العار” أيضا الذي ضمت أسماء المتصهينين العرب:
ـ الكاتب العراقي سفيان السامرائي.
ـ الكاتب والسياسي السعودي تركي الحمد.
ـ الكاتب الجزائري أنور مالك.
ـ الكاتب والمحلل السياسي السعودي جاسر الماضي.
ـ الصحفي الفلسطيني التابع لدحلان والهارب لمصر أيمن العالول.
ـ الإعلامي المصري إبراهيم عيسى.
ـ الإعلامية الكويتية فجر السعيد.
ـ المصرية رغدة السعيد أخصائية لغة الجسد.
ـ الناشط المصري المثير للجدل وائل غنيم.
ـ الإعلامي السعودي المتصهين لؤي الشريف.
ـ الناشط المصري لؤي الخطيب.
ـ البحريني المجنس والمتصهين الأحوازي الأصل أمجد طه.
وعلى رأي الكاتب بشار نرش “ليس ضرورياً أن تكون يهودياً أو إسرائيلياً حتى تنطبق عليك صفات الصهيونية، فالصهيونية عقيدة وفكر مترسّخ ومتجذّر ينتقل من جيل إلى جيل، ومن شخص إلى آخر، بغض النظر عن الجنسية واللون والدين. ”
لذلك ليس تجنّياً أن نطلق على بعض من العرب من أدباء وروائيين وإعلاميين وباحثين ومشايخ ومشاهير لقب “المتصهينين العرب”، فمن هؤلاء من أصبحوا أكثر صهيونية من بعض الإسرائيليين، بعد أن بلغ خطابهم من السقوط ما يثير السخرية والاشمئزاز.
وضمن قائمة العار اسم الكاتب الكويتي المتصهين أحمد الجار الله الذي لم يجد طريقة لإلهاء متابعيه عن فضيحته مع العاهرات في أحد فنادق دبي إلا أن يثير الجدل بمهاجمة قادة حركة حماس وترويج الشائعات حولهم بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
أحمد الجارالله:
أمجد طه المقرب من المسؤولين في الإمارات والذي يعرف نفسه بأنه الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط كان هو الآخر ضمن قائمة المتصهينين.
الحرب الحالية على قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن أكثر من 16 ألف شهيد، وثلاثة أضعافهم من المصابين، ناهيك عن تدمير نصف مباني القطاع، ورغم ذلك لا يكترث المتصهينون العرب بما جرى، ولو حدث في مكان آخر لقطّعوا أنفسهم بكاء وحزنًا على الضحايا.
ويبدو أننا أمام تيار جديد ظهر ويترعرع في أوساط النخب العربية، يمكن أن نسميه بتيار “الصهيونية العربية”، الذي يضمّ طيفًا واسعًا من المتصهينين العرب، سواء كانوا سياسيين، أم إعلاميين، أو باحثين، أو نشطاء.
متصهينون في أحضان الاحتلال:
وارتمى المتصهين مجددا في أحضان الإسرائيليين من خلال تغريداته التي أراد فيها شيطنة المقاومة الفلسطينية داعياً إلى دعم جرائم الاحتلال وحلفائه الأمريكان والغرب في إبادة الفلسطينيين.
ومن ضمن قائمة العار السعودي المتصهين الداعم للتطبيع والحرب على غزة محمد سعود.
محمد سعود:
وفي الوقت الذي منعت فيه الرياض أي مظهر من مظاهر التضامن مع الفلسطينيين واعتقلت المناصرين لغزة، تجاهلت ظهور محمد سعود في فيديو وهو يدعو لإسرائيل بأن تنتصر ويدعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ومن بين المتصهينين ضرار بالهول الفلاسي عضو ما يسمى بـ “المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي” الذي زعم أن إرسال بلاده للمساعدات والخدمات الطبية للفلسطينيين أهم من الدعم المعنوي والتظاهرات مبرراً منع الحراك المناهض للجرائم الإسرائيلية في غزة.
رواف السعين وغسان إبراهيم وشيماء سبت:
وضمن القائمة الكاتب السعودي “رواف السعين” المعروف بدعمه للتطبيع والذي برر للاحتلال حربه ضد غزة ولم يكتف بذلك بل طالب بطرد الفلسطينيين ومنع دخولهم لدول الخليج.
وضمت القائمة أيضا المتصهين غسان إبراهيم الذي كشف طوفان الأقصى كما الثورة السورية القناع عن وجهه الحقيقي ودعمه للأكاذيب والشائعات التي تشوه نضال الفلسطينيين في غزة وتدعوهم للانبطاح والتطبيع مع الاحتلال.
غسان إبراهيم:
ومن بريطانيا يعكف إبراهيم كالببغاء على ترديد الأكاذيب ضد المقاومة وتشويه صورتها عبر زعم ارتباطها بإيران، رغم أن طهران نفت بنفسها علاقتها بطوفان الأقصى إلا أن المتصهين الداعم للاحتلال يرى عكس ذلك.
ضمت القائمة أيضاً الممثلة البحرينية شيماء سبت المطبعة التي كانت تتفاخر بالرقص إلى جانب السفير الإسرائيلي بالبحرين.
وتؤكد صحيفة “مرآة البحرين” المعارضة أن شيماء سبت لخصت معضلة المطبعين في البحرين، فهم كانوا مع إسرائيل ابتداءً. لكن المجازر وحمامات الدم بحق الأطفال والنساء الذين شكلوا 67٪ من إجمالي الشهداء في غزة وفق أرقام رسمية، وكانت أكثر من قدرتهم على الاحتمال، فقرروا الدعاء لغزة وتصنّع التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وبين المطبعين أيضاً المذيع الكويتي محمد أحمد الملا الذي خرج يبرر للإمارات موقفها المعادي للمقاومة الفلسطينية والأقرب للاحتلال، معبرا عن غضبه من حملة مقاطعة الإمارات.
المذيع الكويتي محمد أحمد الملا:
وضمت قائمة المشاهير المطبعين أيضاً المدرب البحريني المعتمد بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية، محمد آل ضريبي الذي منذ أن طبعت البحرين علاقاتها مع الاحتلال حتى استغل ذلك لإظهار صهيونيته وانبطاحه للاحتلال.
النظام السعودي ودعم المطبعين:
وليس غريباً أن تضم القائمة أيضاً مدير المخابرات السعودية الأسبق تركي الفيصل، فنظامه كان من أشد التواقين للتطبيع مع الاحتلال فجاءت عملية طوفان الأقصى لتقضي على أحلامه بتحويل المملكة إلى مستعمرة إسرائيلية على الرغم من الكثير من الفساد الذي ألحقه فيها جراء اعتقال العلماء ونشر ثقافات مغايرة لتقاليد الشعب السعودي.
الأمير تركي الفيصل كان قد ساوى أيضا في تصريحات سابقة له قبل أسابيع، بين الضحية والجلاد مديناً حماس وإسرائيل على ما يحصل في غزة، ولم تسلم قطر من تصريحاته العدائية حيث انتقد أيضاً استضافة الدوحة للمتحدث باسم حماس.
إبراهيم السليمان وعثمان العمير:
وفي وقاحة كبيرة لا تنتهي من المتصهينين العرب، ظهر الكاتب السعودي إبراهيم السليمان الذي ضمته قائمة المتصهينين والذي شارك كاريكاتيرا مسيئا للفلسطينيين يسخر من أوجاعهم عقب مجرزة المعمداني التي ارتكبها الاحتلال الغاشم، فضلا عن تغريدات له لم تخلو من التشويه والتضليل لشيطنة الفلسطينيين.
ووصل التناقض مع الكاتب السعودي إلى رفضه تأييد التظاهرات ضد الاحتلال وحتى الحراك السلمي في مواجهته.
فهو بحسب وصف النشطاء، يريد نضالاً على طريقته الخاصة وأسلوبه بكثرة الاجتماعات والقمم التي ترفع فيها الشعارات البراقة التي تتبخر بمجرد خروج المجتمعين من مكان الاجتماع أو حتى بمجرد خروجها من أفواههم على الملأ.
ومن ضمن القائمة أيضاً الكاتب السعودي عثمان العمير الذي اشتهر بتغريداته التي يشيد فيها بحياة يهود اليمن في إسرائيل ويسخر من واصفي الكيان بالاحتلال وشارك لقطات رقص اليهود باليمن وحياتهم الصاخبة.
خلف الحبتور ومحمد العبار:
رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور هو الآخر من ضمن المطبعين المتصهينين الذين اشتهروا بدعم الاحتلال وتسببت حملة المقاطعة الكبيرة بخسائر فادحة له، وكذلك رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار المقرب من نظام محمد بن زايد والداعم للاحتلال حيث يقدم له تبرعات سخية، كشفت عنها تقارير متداولة.
ظاهرة المتصهينين العرب واتفاقات أوسلو:
ظاهرة “المتصهينين” العرب في حاجة للفهم والتفكيك والتحليل. فالأمر يتجاوز مسألة “الكيد” السياسي، والخلاف الأيديولوجي مع المقاومة الفلسطينية، كي يصل إلى حالة من “التحول” الإستراتيجي في توجهات النخبة العربية، بحيث يبدو الأمر وكأننا أمام تيار جديد له أجندة واضحة مدعومة محليًا وإقليميًا ودوليًا، كما يذكر الدكتور خليل العناني.
ويمكن القول؛ إن تيار “الصهيونية العربية” هو بمثابة الثمرة العطنة التي أنتجها مسار “أوسلو” الذي بدأ قبل ثلاثة عقود، وكان يهدف، بالأساس، إلى الاعتراف بإسرائيل، ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية مقابل لا شيء: لا سلامَ ولا أرضَ ولا حقوق. وهو المسار الذي تبنته بعض الحكومات العربية التي طبّعت مع الاحتلال الإسرائيلي، وسعت إلى تسويق التطبيع وترويجه رسميًا وشعبيًا. وقد اعتمدت هذه الحكومات لتحقيق ذلك على آليتَين:
أولاهما: سياسية، وذلك من خلال إقامة علاقات دبلوماسية منفردة مع إسرائيل، سواء بفتح سفارات أم قنصليات ومكاتب تجارية مع الكيان الصهيوني.
وثانيتهما: ثقافية وإعلامية، وذلك بتشجيع بعض مثقفيها ونخبتها للترويج لمسألة التطبيع مع إسرائيل، وقبول التعايش معها قبل التوصل إلى اتفاق نهائي يعطي الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
وهو ما حدث، بالفعل، حيث قام بعض المثقفين العرب بزيارة تل أبيب، والتقوا مسؤولين إسرائيليين رسميين وغير رسميين طوال العقود الماضية. وهي الظاهرة التي زادت بشكل واضح بعد الموجة الأخيرة للتطبيع مع إسرائيل التي قامت بها الإمارات، والبحرين، والمغرب.
ارسال التعليق