ماليزيا ترفض الحرب السعودية على اليمن
أظهر الاهتمام الماليزي الرسمي في مؤتمر “الوقوف مع اليمن” ملامح السياسة الجديدة التي اتخذتها الحكومة تجاه اليمن، خلافاً لسياسة الحكومة السابقة التي كانت تقف إلى جانب التحالف السعودي الإماراتي.
وكشفت حكومة مهاتير محمد عن سياستها الجديدة تجاه اليمن القائمة على رفض المشاركة في الحرب، والعمل على إقامة مناطق آمنة تسمح بوصول المساعدات الإنسانية، ودعم نتائج مؤتمر ستوكهولم الذي أكّد على إقامة مناطق آمنة، وتولي مؤسسات دولية مسؤولية إيصال المساعدات وتحييد مدينة الحديدة.
وخلال المؤتمر المنعقد في كوالالمبور، قال وزير الخارجية سيف الدين عبد الله “لقد أوقفنا انخراطنا في ذلك التحالف في اليمن، وثانياً نحن ملتزمون بأن نقدم المزيد من المساعدات للشعب اليمني، وثالثاً من الطبيعي عندما تقع حرب أن تكون هناك حاجة للنظر في الأسباب، وأن نرفع صوتنا من أجل الوصول إلى حل سريع”.
ودعا رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في ماليزيا رزالي إسماعيل إلى فتح تحقيق برلماني لمعرفة الأسباب التي دفعت الحكومة السابقة إلى إرسال قوات إلى اليمن، وتساءل عن المهمة التي أنيطت بها.
كما اعتبر الحرب في اليمن خدمة لشركات صناعة السلاح الغربية، وأن المدنيين يدفعون الثمن، مضيفاً إن على الحكومة الحالية أن تبادر في السعي إلى حل الصراع، والتدخل لدى الحكومة السعودية من أجل وقف الحرب.
ودشّنت منظمات إنسانية حملة للتوعية بما يجري في اليمن، وأقامت معرضاً للصور التقطها مسؤولو إغاثة ماليزيون أثناء عملهم في اليمن.
وقال فهمي شمس الدين نائب رئيس حركة الشباب الإسلامي بماليزيا إنّ الحملة تهدف إلى منع تكرار المأساة في بلد مستقر مثل ماليزيا والمُساهمة في إغاثة المحتاجين ومتضرري الحرب.
وأضاف شمس الدين إن أولوية الإغاثة الماليزية سوف تنصب على التعليم، ودعا الحكومة الماليزية إلى تسهيل وصول اللاجئين اليمنيين في أراضيها إلى الخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة، وتصحيح أوضاعهم القانونية، وهو ما وعد بإثارته وزير الخارجية مع الجهات المعنية في الحكومة. وقد أعرب نشطاء وممثلون للجالية اليمنية عن أملهم في أن يساهم التحرك الماليزي بإطفاء الحريق في اليمن، ومنع تدخل دول الجوار في شؤونه، وأعرب بعضهم عن مشاعر الإحباط من استمرار الحرب وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت العام الماضي من مجاعة تطال 14 مليون نسمة، في حين قدّرت هيئات الإغاثة الإنسانية العالمية أن نحو 85 % من أطفال اليمن معرضون لخطر الموت بسبب المجاعة ونقص الغذاء.
وأشار في مؤتمر “الوقوف مع اليمن” إلى أن بذور الصراع بين القوى المُتنافسة في المنطقة بدت واضحة، وأن الضغوط بدأت من أجل انحياز الدول لطرف ضد آخر. وأكّد مهاتير أن ماليزيا ستبقى على الحياد في صراع القوى الكُبرى، وأنها لن تحارب من أجل الآخرين.
ارسال التعليق