محافظة الجوف.. تأكيد جديد على تفوق الحوثيين عسكريا
بقلم: علي الذهب / كاتب وصحفي من اليمن..
في الوقت الذي لم تَفُق فيه بعد قوى التحالف السعودي من صدمة سقوط جبهة نهم تحت قبضة جماعة الحوثي، إلا وتتفاجأ بضربة عسكرية أخرى تمثلت في السيطرة على مدينة الحزم وتحرير محافظة الجوف بالكامل.
تأمين محافظة الجوف في شرق شمالي البلاد مثلَّ التطور الجديد في الخارطة العسكرية اليمنية وجاء نتاج تواصل تقدم الحوثيين في الجبهة الشرقية الشمالية وعدم التوقف عند منطقة "نهم" فحسب، ليؤكد هذا الأمر طبيعة واستمرار التفوق العسكري لقوات صنعاء خلال الأشهر الأخيرة ويمثل لها مكسباً استراتيجياً نظراً لأهمية هذه المحافظة التي تعد أكبر المحافظات الشمالية مساحة وتتميز بموقعها كمفرق لعدة خطوط دولية وتربط بين عدة محافظات منها صعدة وعمران وصنعاء ومأرب وحضرموت.
الانجاز العسكري هذا -حسب مختصين- له مكاسب عديدة تتنوع بين العسكرية والسياسية والاقتصادية بالنظر إلى قرب محافظة الجوف من الحدود السعودية ومنطقة نجران تحديداً ومحاذاتها للمملكة بشريط حدودي يمتد لنحو 400 كيلو متر، كما أن السيطرة عليها يعني إسقاط أحد المعاقل الرئيسة لقوات عبدربه منصور هادي، وتطويق محافظة مأرب من عدة جهات والاقتراب أكثر منها وفتح الخطوط التي تساعد على التقدم نحوها، إلى جانب أن تحرير الجوف يمثل ضربة قاصمة لدول تحالف العدوان ومخططاتها التقسيمية لليمن من خلال إحباط ما أطلق عليه مشروع إقليم سبأ ضمن المخطط الساعي نحو تقسيم البلاد إلى أقاليم، إضافة إلى أهمية الجوف الاقتصادية نتيجة ما تتميز به من ثروات ومخزون نفطي.
وإلى جانب ما تتمتع به محافظة الجوف من أهمية استراتيجية سواء من الناحية الجيوسياسية او الاقتصادية، فإن السيطرة عليها -برأي عسكريين- يضاعف من عناصر القوة لقوات صنعاء سواء من ناحية تأمين هذه الجبهة وإزالة اي تهديدات قادمة منها أو من ناحية أنها تفتح الطريق امام الحوثيين والقوات المتحالفة معهم للتقدم والسيطرة في المحافظات الشرقية، ما يشير ومن خلال هذه المعطيات الميدانية عن تحول استراتيجي في الحرب اليمنية وأن قوات صنعاء هي من باتت تمسك بمسرح العلميات العسكرية وتتفوق في الإرادة والتكتيك مقابل انهيارات مستمرة في صفوف التحالف السعودي.. انهيارات يلخص البعض أسبابها في غياب القضية والحافز للعناصر الموالية لهذا التحالف وأيضا انهيار الروح المعنوية نتيجة الهزائم المتتالية على الأرض والفشل العسكري طيلة سنوات الحرب وعدم تحقيقهم اي تقدم يذكر او الأهداف التي خططوا لها، كما أن حالة الصراعات والخلافات بين صفوف هذه القوى لعبت دوراً كبيراً في إضعاف قوتها عسكرياً إلى جانب تعامل قيادات التحالف السعودي مع قواها وعناصرها في الداخل اليمني ووصل الأمر الى استهدافها بالغارات الجوية، أضف إلى ذلك أن الانتصارات النوعية المتتالية والكبيرة التي تحققها قوات صنعاء أحدثت ارتباكاً في صفوف قوى العدوان وأفقدتهم كما يبدو القدرة على التعامل مع الملف العسكري.
ارسال التعليق