مقطع ترويجي لنيوم ينقلب فرصة لذمّه والتندر به
تتوالى محفزات "خفض التوقعات" بمشروع نيوم درة تاج رؤية 2030، المدينة التي عُمل على الإعلانات الترويجية لها أكثر بكثير مما عُمل ويُعمل عليها على أرض الواقع. وفي حين يُمنع على مواطني البلد وأصحاب الأرض ممن هم أكثر أحقية بمساءلة ومتابعة جدوى هذه المشاريع التي تستنزف خزينتهم، يظهر المتابعين الأجانب أكثر تحديدا للمبالغة في الدعاية للمشروع، التي سبقت وتابعت أعمال بناء المدينة.
في محاولة فاشلة منها لتوظيف "البلوغرز" أي صُنّاع المحتوى، خاصة الأجانب منهم، تمضي "السعودية" في تلقّي الصدمات في ردات فعل الجمهور.
أحد النماذج لمقطع فيديو ترويجي انتشر بشكل واسع على منصة "إكس" ومن خلفها منصة "تيك توك"، وحظي على الكثير من المشاهدات، بقدر ما حظي على الكثير من خيبات الأمل، إلى الحد الذي استدعى بشكل مفاجئ إلى تعطيل حساب الشخصية الأجنبية التي نشرت الفيديو "الترويجي".
مقطع الفيديو الذي أُريد منه أن يكون "ترويجيا"، كان لجيسيكا هيرمان، وهي من سكان مدينة نيوم ومدونة فيديو لديها 17 ألف متابع على تيك توك، تنشر على المنصة كل ما يتعلق بحياتها في المنطقة غير المأهولة بالسكن في اليوم. وفي أحد مقاطع الفيديو الذي نشرته على منصة "تيك توك"، وثّقت هيرمان كيف تبدو الأمسية في "مجتمع نيوم 1": وهي تجهز أطفالها في شقتها الصناعية، وتمشي عبر ما يبدو وكأنه شوارع فارغة ومساكن تقليدية، وتتجه إلى "قاعة الطعام" العصرية لتناول العشاء مع عائلتها.
وفي التغريدة أدناه هناك من احتفظ بالفيديو قبل أن يتم سحبه من منصة "تيك تيوك". وقد علّق الناشر، وهو صحفي وفق ما عرّف عن نفسه في حسابه، بالقول مستهزئا: "يبدو أن السعوديين يروجون لنيوم باعتبارها نوعًا من الضاحية/المخيم المخطط له للأثرياء الأجانب".
وتعليقا على المشاهد التي ظهرت في الفيديو، انتقد العديد من المتابعين الأجانب كيف تبدو المناطق المحيطة مصطنعة ومهجورة، خاصة بالمقارنة مع التصميمات المستقبلية لما ادّعت السعودية أنها تخطط لأن تصبح المدينة عليه.
حيث قال أحد المغردين: "بعد كل هذه الضجة والتصورات، فإن نيوم ليست أكثر من مجمع مغتربين عادي تم بناؤه حتى يتمكن الغربيون من العمل في السعودية".
وكتب الصحفي في محطة ABC NEWS مات بيفان من قناة، ساخرا: هذا يبدو رائعًا، لقد حلمت دائمًا بالعيش في منطقة صناعية على سطح الشمس.
وكتبت أحد الحسابات:
أود الحصول على مقطع فيديو يوضح كيف تكون تجربة مغادرة المجمع، ولكنك تعلم أننا لن نحصل على ذلك، لأسباب مختلفة.
ملمّحا إما إلى تبعات القرار، أو إلى المبالغ الضخمة التي يستوفيها الموطف الأجنبي هناك بما يغريه على البقاء مهما كانت الظروف صعبة ولا تُقارن مع خيار الهجرة إلى بلد صحراوي.
وعلّق آخر قائلا: هل من المفترض أن يجعلني هذا أرغب في العيش هناك؟ من الغريب أنني لا أشعر بأي تأثر. إنها مثل ضاحية مملة للغاية وعادية للغاية في أي مدينة أمريكية- إلا أنني يمكن إعدامي بسبب تدخين الحشيش فيها. يا لها من فرحة!
ومن السهولة في مكان ما ملاحظة نمط الفيديوهات التي تبدو ترويجية لنساء يبدو أن أزواجهنّ يعملون في المشروع، ومعظم الحسابات تكون داخل المنزل أو في المراكز التجارية الكبرى والفارغة. ومع هذا الفيديو الذي انتشر مؤخرا اتضحت الصورة "خارج المنازل".
وفي حال رُجّحت فرضية أن يكون هذا المكان مجرد مجمّع للعاملين في المشروع، أي أنه مؤقت، فحتى هذا الاحتمال يبدو غريبا ومبالغا فيه لسكن أفراد أتوا بشكل مؤقت للعمل في المكان وسيغادرون. إذن كل هذه البنى التحتية التي شُيّدت ولم ينعم بها الكثير من أبناء الجزيرة العربية، سوف يتم التخلص منها أو إخلائها والإبقاء على البناء في أحسن الأحوال.
إلا أن فرضية أن يكون هذا المكان هو مجرد مكان منفصل ولا علاقة له بشكل نيوم المُرتقب، تضعف أمام تعريف أصحاب الصفحات الترويجية للمكان الذي يصورون فيه على أنه "نيوم".
قالت إحدى الحسابات: معبّرة عن استيائها مما ظهر في المقطع المُصوّر في نيوم: لطالما أردت العيش في الجحيم، ولكن الآن أستطيع أن أعيش في الحياة الحقيقية، الجحيم الملموس.
وأشار آخر: للمبالغ الطائلة التي تُدفع للموظفين الأجانب هناك: يبدو هذا مثل الجحيم وهم يستمتعون به فقط بسبب المبلغ الذي يدفعونه للتواجد هناك.
وتساءل آخر:: هل من المفترض أن يقنع هذا الناس بالذهاب للعمل في الصحراء من أجل مستعمرة جزائية؟
والمستعمرة الجزائية هو توصيف عن مستوطنة بعيدة عن الأماكن العمرانية أُنشئت لمعاقبة المجرمين بالسخرة والعزلة عن المجتمع.
ارسال التعليق