هجوم اعلامي امريكي مكثف على ابن سلمان
بقلم: سيد ابو ايمان...
يقال ان الأوساط الدولية "لاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية"، تنظر إلى محمد بن سلمان بأنه منبوذ وغير جدير بالثقة، وانه مضطر لدفع الرشاوي المالية من أجل تحسين صورته وصورة مملكته المتدهورة عالميا، فيما تصفه تقارير اميركية بانه غير منضبط وعاطفي وقصير النظر.
التقارير الاجنبية الاميركية منها طالما اشارت وبصورة متواصلة الى منبوذية ابن سلمان الامر الذي دفعه للاغداق بالاموال على صناع القرار المؤثرين في سياسات الدول الكبرى ومنها الولايات المتحدةافتضاح سلوك ابن سلمان بثوبه المضمخ بالدماء بتصفية الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، ثم تسببه في قتل الالاف من اليمنيين جعلت صفحته حمراء ما اضطره لدفع الرشى من اجل تحسين صورته.
الهجومات الاعلامية الاميركية على ابن سلمان جاءت وسط زخم من المعلومات التي تفيد بان الرئيس الاميركي جو بايدن وجه إهانة جديدة لإبن سلمان ولمستقبل التعامل معه في ظل إصرار واشنطن على تحجيم العلاقة مع الرياض، ذلك بتعيين بايدن سفيرا مدنيا في السعودية هو الدبلوماسي "مايكل راتني" الامر الذي فسره محللو وسائل الاعلام الاميركية بانه بمثابة إهانة لإبن سلمان، لأن بايدن اختار شخصا من خلفية غير عسكرية.
الرئيس الاميركي جو بايدن أعلن يوم الجمعة 22 نيسان/ابريل الماضي، عن ترشيحه مايكل راتني لمنصب سفير الولايات المتحدة في السعودية، بعده ذلك بيوم اشار موقع (Business Insider) الأمريكي الى ان اختيار بايدن لشخص من خلفية غير عسكرية يعني بداية تحول أمريكا نحو عدم الاهتمام بحماية أمن السعودية.
أن معظم السفراء السابقين في المملكة يتم تعيينهم سياسيا ولديهم علاقات عسكرية واسعة عميقة، في وقت قال فيه البيت الابيض في محاولة لترميم خطوة تعيين "راتني" وصورته المدنية ولزيادة رصيده التآمري المحبذ سعوديا، انه عمل مؤخرا قائما بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة في "القدس المحتلة" داخل الكيان الاسرائيلي.
عود على بدء، لابد من الاشارة الى ما قاله موقع (Business Insider) الاميركي من ان تعيين بايدن لـ"مايكل راتني" سفيرا لأمريكا في السعودية يعتبر إهانة لإبن سلمان، لأنه اختار شخصا من خلفية غير عسكرية.
الضغوط الاميركية بسحب يدها من الدفاع عن المملكة وربطها مباشرة بالملف الاحتلالي للكيان الاسرائيلي لم تقتصر على بايدن بل انها (الضغوط) انعكست على جملة امور منها ما اشارت اليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، من ان رسالة برلمانية أميركية طالبت بإعادة تقويم الشراكة الأمريكية السعودية، ومراجعة السياسة الأمريكية تجاه المملكة، كما استشهدت الصحيفة الاميركية بمجموعة من المخاوف بشأن سجل حقوق الإنسان السيئ في السعودية بما في ذلك مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.
وبحسب الصحيفة يخطط قادة لجنتي الشؤون الخارجية والاستخبارات في مجلس النواب وأكثر من 20 من الديمقراطيين الآخرين للضغط على إدارة جو بايدن لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه السعودية.
لا يخفى ان السعودية متهمة بانتهاكها قضايا حقوق الانسان وعلى راسها قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وسجن نشطاء الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان، والعدوان على اليمن، لذا يسعى هذا النظام وعلى راسه ابن سلمان الى تحسين صورته الشخصية اولا اضافة الى تحسين صورة مملكته وسمعتها المتدهورة عالميا، فيما وصفته تقارير اميركية ومنها معهد (Carnegie) الأمريكي للدراسات الاستراتيجية، بانه يدفع الرشاوى المالية من أجل تحسين سمعته.
ان طلب قيادات مجلس النواب من الديموقراطيين من إدارة بايدن بتقديم إحاطة بنتائج مراجعة العلاقات الأمريكية السعودية التي أمر بها وضغوطهم على بايدن باتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه الرياض دليل جديد على تدهور العلاقات إلى مستوى غير مسبوق.
في شهر مارس المنصرم شنت صحيفة “واشنطن بوست” الاميركية واسعة الانتشار، هجوما عنيفا على محمد بن سلمان، داعية الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم الخضوع لابتزازه، بحيث كتبت في افتتاحيتها التي كتبها فريق التحرير، إن محمد بن سلمان اظهر في مقابلته مع مجلة "اتلانتك" الأمريكية لامبالاة وغطرسة مثيرة للاشمئزاز، وان الرئيس الأمريكي جو بايدن كان محقًا في الإبقاء على مسافة من الحاكم الشاب ابن سلمان، حتى في الوقت الذي يأمل فيه محمد بن سلمان استخدام احتياطياته النفطية لانتزاع احترام الرئيس.
وشددت الصحيفة على أنه لا يجب على الرئيس “بايدن” التسرع في التقارب مع محمد بن سلمان. حيث يواصل ابن سلمان السخرية والبلطجة، رافضًا إدانة الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا، بينما يقترح علاقات أوثق مع الصين.
يشار إلى أنه قبل أيام، كشفت وكالة “بلومبرغ” أن بايدن ووزير الخارجية انتوني بلينكن من أكبر المعارضين داخل البيت الأبيض لتخفيف التوتر مع محمد بن سلمان؛ لأنهما قلقين من رد الفعل السلبي لصحيفة واشنطن بوست المؤثرة والتي نشرت مقالات خاشقجي، وأن ابن سلمان لا يزال يرتكب أعمالاً تستدعي الإدانة.
وأشارت الوكالة إلى أن إدارة بايدن تبحث تصريحات ابن سلمان الأخيرة في لقاء مجلة “ذا أتلانتيك” ما إذا كانت مجرد كلام أم تحول حقيقي في نظرة السعودية التي بنت علاقات أعمق مع روسيا والصين.
وقال محمد بن سلمان في لقاء مع مجلة “ذي أتلانتيك” إن هدفه هو تعزيز العلاقة التاريخية بين الرياض وواشنطن. لكنه أضاف أنه لا يعنيه ما إذا كان بايدن يسيء فهمه.
من جهة اخرى وصف مركز (Wilson Center) للدراسات محمد بن سلمان بأنه ديكتاتور وعدو للديمقراطية وحقوق الإنسان ولا يجب إنهاء مقاطعته، ويتوجب على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التفكير مليا مسبقا قبل التخلي عن السياسة التي تنبذ بن سلمان، وأن يفكر في الضرر الذي قد يلحقه هذا الديكتاتور بسياسة تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
منبوذية ابن سلمان دوليا اكدها ايضا موقع (Middle East Eye) البريطاني، في تحليل قائلة انه يجب على بادين التفكير في الضرر المحتمل الذي قد يلحقه احتضانه لابن سلمان بصورته والسياسات الأخرى. إذا فعل ذلك، فسيبدو أنه يقبل حكم محمد بن سلمان الديكتاتوري المتزايد، وسيسخر من التزامه بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
ارسال التعليق